تستعد مصر لاستضافة حدث هام في عام 2023، يهدف إلى تعزيز العمل المشترك والتضامن الدولي لمواجهة هذه التحديات، وتحقيق التنمية المستدامة للشعوب، وذلك في ظل التحديات البيئية والمناخية التي تواجه العالم، والتي تسببت في ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.11 درجة مئوية تقريبًا، وانخفاض قيمة العجز في الميزان التجاري بنسبة 48.2%.

هذا الحدث هو مؤتمر الاستثمار البيئي والمناخي، الذي سيُعقد في يوليو المقبل، بالتعاون مع الجانب السويسري ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "UNiDO"، لذا نسلط الضوء في التقرير التالي، على استعدادات مصر لاستضافة هذا المؤتمر، والرسائل التي تريد إيصالها للعالم، والجهود التي تبذلها على المستوى الوطني للحفاظ على البيئة والتكيف مع التغيرات المناخية.
فرص استثمارية

يهدف مؤتمر الاستثمار البيئي والمناخي إلى تعزيز الشراكة بين القطاع الخاص والحكومة والمجتمع المدني والشركاء الدوليين؛ لدعم الاستثمارات البيئية والمناخية في مصر، ومن أبرز أهدافه إلقاء الضوء على الفرص الاستثمارية والتمويلية المتاحة في مجالات الاقتصاد الأخضر والمرونة المناخية.

كما سيتم عرض قصص النجاح للأنشطة والمشروعات المنفذة في مجالات الاستثمارات البيئية والمناخية، خلال فترة انعقاد المؤتمر، بجانب خلق لغة حوار وتواصل بين كافة أطراف المنظومة للتغلب على كل أوجه عوائق الاستثمار البيئي والمناخي، وترويج لوحدة الاستثمار البيئي التي أطلقتها وزارة البيئة مؤخرًا، بالإضافة إلى تأكيد دور القطاع الخاص بصفته شريكًا أساسيًا وفعالًا في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة.

يتناول المؤتمر أيضًا موضوعات، منها، الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وشهادات الكربون، تدوير المخلفات والاقتصاد الدائري، الزراعة المستدامة والبيوجاز، السيارات الكهربائية والنقل الأخضر، السياحة البيئية والمحميات الطبيعية.

ومن بين الشركات والمؤسسات التي ستشارك في المؤتمر، شركة جنرال موتورز، التي ستعرض تجربتها في تقديم 150 سيارة كهربائية لخدمة زوار مصر، وخطتها لدعم النقل الأخضر وتقليل الكربون، وشركة سيمينز، التي ستعرض جهودها في دعم الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وشهادات الكربون بالتعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة، فضلًا عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO، التي ستعرض دورها في دعم الاستثمارات البيئية والمناخية في مصر والدول النامية.
تعاون دولي

تهدف منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) إلى تعزيز التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة في الدول النامية والانتقالية، ولها دور كبير في دعم الاستثمارات البيئية والمناخية في مصر، من خلال تبني مشروع النمو الأخضر الشامل بالتعاون مع الحكومة المصرية والسويسرية، والذي يستهدف خلق فرص عمل وتمكين المرأة في قطاعات الاقتصاد الأخضر.

وفي هذا السياق، يقول يحيى عبد الجليل، الخبير في الملف البيئي، إن هناك نجاحات ملحوظة لـ "اليونيدو" في مجال الاستثمارات البيئية والمناخية في مصر، أبرزها إطلاق وحدة الاستثمار البيئي والمناخي بالتعاون مع وزارة البيئة، والتي تهدف إلى تهيئة المناخ الملائم لجذب الاستثمارات الخضراء وتحفيز القطاع الخاص.

ويوضح "عبد الجليل" في حديثه لـ "الدستور"، أن المنظمة الدولية نجحت مؤخرًا في تنفيذ مشروع النمو الأخضر الشامل بالتعاون مع الحكومة المصرية والسويسرية، والذي يستهدف خلق فرص عمل وتمكين المرأة في قطاعات الاقتصاد الأخضر في محافظتي قنا والأقصر، بجانب تقديم خدمات تقييم التوافق وإدارة الجودة لمساعدة المستثمرين في تطبيق المعايير الدولية وزيادة قدرتهم التنافسية.

أما عن شركة سيمينز، فهي شركة عالمية رائدة في مجال تكنولوجيا الطاقة، ولديها عمليات تشغيلية في جميع أنحاء العالم، وتلعب دورًا هامًا في دعم الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وشهادات الكربون في مصر، من خلال توقيعها اتفاق مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة؛ للبدء في تنفيذ مشروع تجريبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، كخطوة ضرورية نحو التوسع في هذا المجال، وصولًا إلى إمكانية التصدير.
نجاح بيئي

ويستطرد الخبير في الملف البيئي: "تعمل شركة سيمينز في مصر على تنفيذ مشروعات ضخمة لتوليد الطاقة من الغاز والرياح والطاقة الشمسية، مثل محطات بني سويف وبرج العرب والبرلس، ومزارع طاقة الرياح في جبل الزيت وغرب بحيرة ناصر، بالإضافة إلى محطات الطاقة الشمسية في بنبان".

ويضيف: "وتساعد الشركة طوال الوقت في تقديم حلول رقمية وذكية لتحسين كفاءة وأمان شبكات نقل وتوزيع الكهرباء، وتسهيل اندماج مصادر الطاقة المتجددة، وتحقيق أهداف خفض انبعاثات الكربون".

أما عن ملف السيارات الكهربائية في مصر، يشير "عبد الجليل" إلى دور شركة "جنرال موتورز" الأمريكية والرائدة في صناعة السيارات، في دعم النقل الأخضر وتقليل الكربون في مصر، من خلال تصنيع وتسويق سيارات ركاب صغيرة كهربائية من إنتاجها، بمواصفات وإمكانات عالية، وبأسعار منافسة.

كانت احتلت شركة "جنرال موتورز" المركز الأول في الدليل البيئي للسيارات لعام 2022، الذي يُصدر عن منظمة السلام الأخضر، حيث يتم تحليل جهود نزع الكربون من قبل أكبر 10 شركات لصناعة السيارات في العالم.
فوائد بيئية

وعن الفوائد التي قد تستفيد منها مصر من هذا المؤتمر، يقول: "يساعد في ترويج الفرص الاستثمارية في مجالات الطاقة المتجددة والكفاءة الطاقية والهيدروجين الأخضر والنقل الذكي والإدارة المستدامة للنفايات والزراعة البيئية وغيرها من المجالات ذات الصلة، بجانب تبادل الخبرات والتعلم من قصص النجاح للشركات والمبادرات التي تحققت في هذه المجالات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

ويتابع: "يستطيع المؤتمر أيضًا أن يزيل العوائق التشريعية والإدارية والتمويلية التي تواجه الاستثمارات البيئية والمناخية في مصر، ويحفز التعاون بين كافة الشركاء لتحقيق أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس للمناخ، فضلًا عن تعزيز دور مصر كقائد إقليمي في مجال التحول الأخضر والانخراط في حوارات دولية حول قضايا المناخ".

وفي ختام الحديث، ينوّه "عبد الجليل"، بأن النتائج المتوقعة من المؤتمر، ومنها توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الجهات المشاركة لتنفيذ مشروعات وبرامج استثمارية بيئية ومناخية في مصر، وإطلاق منصة رقمية للتواصل والتعاون بين الشركاء والمستثمرين والمانحين في مجال الاستثمار البيئي والمناخي، بالإضافة إلى رفع الوعي بأهمية الاستثمارات البيئية والمناخية ودورها في تحقيق التنمية المستدامة والتخفيف من آثار التغير المناخي.