موجة طقس غير مستقر شهدتها البلاد بسبب وجود عاصفة ترابية ونشاط لحركة الرياح ما جعل أجهزة أمن الدوريات المرورية على الطرق تحذر من السرعة الزائدة للسائقين ومن مخاطرها، تلك الموجة التي أكد خبراء الأرصاد عن احتمالية حدوثها مرة أخرى خلال الأيام المقبلة، الأمر الذي جعلهم يوجهون المواطنين إلى ضرورة اتباع عدد من النصائح من بينها العودة إلى ارتداء "الكمامة".

هل ستسهم تلك الأجواء العاصفة في عودة استخدام الكمامات مرة أخرى بعد أن قلت حدة "كورونا"؟

أوضح الدكتور محمود عبد المجيد استشاري الأمراض الصدرية في حديثه لـ "الدستور" أنه يجب على المواطنين كافة حاليًا العودة ثانية إلى استخدام الكمامات خاصة في حال الأجواء الترابية، وذلك لمساهمتها في تقليل الأضرار التي تسببها تلك الأجواء على الصحة وعلى الجهاز التنفسي بشكل خاص.

في الوقت نفسه أكد عبد المجيد، أنه يجب كذلك على مرضى السدة الرئوية والجيوب الأنفية عدم الخروج إلى الشارع إلا في حال الضرورة، موجها إلى ضرورة إغلاق نوافذ المنازل جيدًا وقت العواصف، بل واستخدام  "مناشف مبللة" أسفل تلك النوافذ  لمنع تسرب الأتربة قدر الإمكان.

من ناحية أخرى وعلى الرغم من توقع ازدهار تجارة الكمامات في الآونة الأخيرة نتيجة ما شهدته مصر من عاصفة ترابية، إلا أن أحمد حسام أحد تجار الكمامات، أكد لـ"الدستور" أن تجارتها تشهد ركودًا منذ فترة، وذلك بعد أن خفقت خطورة فيروس "كورونا"، وهو ما جعل بعض المصنعين يضطروا إلى إغلاق مصانعهم.

كما أكد حسام على أن ما يوجد بالسوق حاليًا من بضاعة هي "ستوك" كان مخزّنًا من وقت انتشار فيروس "كورونا" بكميات كبيرة، ولم ينفذ حتى الأن نتيجة إلى قلة الطلب.

ومن جهته حذّر الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للمناعة والحساسية، من العواصف الترابية التي تتعرض لها البلاد في حديث تليفزيوني موضحًا أنها تكون محملة بالغبار والمخلفات والحيوانات الميتة وكذلك البكتريا والفئران وغيرها، كما أكد على أنه يمكن لتلك الحشرات أن تتعرض  للمواطنين عن طريق الملابس والأقمشة.

وتابع عضو الجمعية المصرية للمناعة والحساسية، قائلًا إنه يجب الحرص على نظافة مفروشات المنزل، وتغييرها باستمرار وتنظيفها أول بأول لأنها "مسرح للجراثيم"، كما دعا إلى ضرورة ارتداء الكمامة وكذا عدم ارتداء العدسات اللاصقة، بالإضافة إلى ضرورة قص الأظافر لكي لا تنقل الجراثيم.

وأضاف بدران، أن الجرام الواحد من الأتربة من الوارد أن يحمل 500 نوع مختلف من الجراثيم، لذا يجب السيطرة على الأطفال وذلك لضعف أجهزتهم التنفسية والمناعية، مشيرًا إلى أنهم أكثر ما يجب أن نحافظ عليهم كما تابع أنه يجب المتابعة مع أي طبيب عند ظهور أي أعراض مرضية عليهم، وعدم التغافل عنهم.

يذكر أنه كانت قد صرحت شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية وقت انتشار فيروس "كورونا" أن أسعار الكمامات شهدت ارتفاعاً لم تشهده من قبل، خاصة الكمامة التي تحمي من دخول الأتربة إلى الجهاز التنفسي، والكمامة التي تمنع دخول الفيروسات إلى الجهاز التنفسي التي ارتفعت بنسبة 90% من سعرها السابق، حيث تباع الكمامة الواحدة بأكثر من 22 جنيها، بعد أن كان سعرها لا يتعدى 10 جنيهات، فيما أكدت شعبة الأدوية أن مصر لديها مخزون كافٍ في السوق المحلي.

كما أكد محمد إسماعيل عبده رئيس شعبة المستلزمات الطبية بالغرفة التجارية بالقاهرة حينها  هذا الأمر، مشيرًا إلى أن إنتاج مصر من الكمامات يغطي الاستهلاك المحلى بالكامل، وذلك بعد أن ارتفع الطلب عليها خلال تلك الفترة، كما شدد حينها على أنه لا توجد مخاوف من ارتفاع أسعارها.

وكشف فهيم، أن إنتاج مصر من المستلزمات الطبية المستخدمة ارتفع ضمن الإجراءات الاحترازية لكورونا وذلك خلال موجات كورونا المتتالية، فأصبح يغطى الاستهلاك المحلى بل ويسمح بالتصدير للدول العربية والأفريقية، فى حال رفعت المصانع إنتاجها للطاقة القصوى.

من ناحية أخرى قال الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في تصريح له، إنه من المتوقع موجة من التقلبات في المناخ ليتحول المناخ في بعض المناطق بالجمهورية إلى مناخ شبه استوائي "حرارة مرتفعة ورطوبة عالية وأمطار".