طاولة واحدة تحت مسمي الحوار الوطني
طاولة واحدة تحت مسمي الحوار الوطني
ما تم تدشينه منذ أيام ببدء جلسات الحوار الوطني لهو حدث يحسب للدولة المصرية وللقيادة السياسية, فلا أروع من أن تجتمع كل فئات الوطن في جلسات عمل للنقاش والتشاور حول أفضل السبل للخروج بمصر إلي بر الأمان من وسط أمواج التضخم والغلاء والحروب والعداء السياسي, حتي باتت الاقتصادات الناشئة ومنها مصر في أزمة عاصفة لا سبيل للخروج منها إلا بالتكاتف وجمع كل أفكار المجتمع.
لدي الحكومة إنجازات كثيرة, لكن أن تبدأ في الاستماع لكل الآراء وخاصة من خارج السلطة, فهذا بالأمر الذي يستحق كل تقدير.. الكل يشارك بخبراته والكل يتحمل المسئولية الجسيمة للعبور بسلام.
من أروع ما أعلن ويلقي اتفاقا أن الحكومة في حاجة لترتيب أولويات العمل لتحقيق الإنجازات التي تشد أزر الاقتصاد القومي.
فعلي سبيل المثال حظي الاستثمار منذ الجلسة الافتتاحية علي تركيز المشاركين. فبدون الاستثمار لن تحدث التنمية المنشودة. ولكي نحدث فرقا لابد أن نصنع عوامل جذب جديدة وتحطيم كل ما يمت للبيروقراطية بصلة.
والرائع أن الحكومة بدأت بالفعل في هذا المسار, حيث يعرض بعض المستثمرين من خلال برامج بالشاشة الصغيرة تجاربهم في الانطلاق والعمل بعد التعاون مع مبادرة إبدأ, ومن خلالها أنجزت إجراءات طويلة كانت معطلة فبدأ العمل وانطلق الإنتاج.
أن تجمع القيادة السياسية كل فئات المجتمع تحت مظلة واحدة فهي تؤكد علي رهانها ببداية جديدة للجمهورية الجديدة التي هي مجرد شعار يحتاج لترجمة علي الأرض. وإذا بكل شرائح المجتمع بخبراتها المتنوعة تقبل علي المشاركة. وهو ما يمنح جرعة تفاؤل بنجاح التجربة, حيث ينتظم المشاركون في نقاشات ثرية تصب في وضع خارطة طريق لمصر لكل ما أنجز حتي الآن, ودراسة تصحيح المسار في بعض الجوانب وتكملته في جوانب أخري, وتحديد أولويات الجهد الواجب بذله في اللحظة الراهنة لكي نحقق انطلاقة واعدة.
الحوار الوطني يصنع معجزتين: الأولي تجميع كل الكوادر الوطنية في شتي المجالات المحورية في حوار واحد يخرج بتوصيات تحال للبرلمان بغرفتيه للتشريع والعمل وسط بيئة عمل ملائمة ومناخ جديد. والثانية أنه ينتشل بالفكر والخبرة والانتماء مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي والمجتمعي من أي غبار لحق بها, ومن ثم نشهد تغييرا نحو المأمول.