ملك الآنفيلد حكاية أسطورة بدأت في مونديال الشباب كولومبيا 2011


حكاية أسطورة مصر محمد صلاح بدأت من في كأس العالم تحت ٢٠ سنة كولومبيا ٢٠١١، محمد صلاح مثّل منتخب مصر في كولومبيا ٢٠١١، قاد الفراعنة للتأهل إلى كأس العالم روسيا ٢٠١٨،صلاح أصبح أحد الهدافين التاريخيين لمنتخب مصر ونادي ليفربول.

موهبة مبكرة:
لم يخطر ببال الكثيرين أن اللاعب صاحب القميص 12 في منتخب مصر المشارك في كأس العالم تحت ٢٠ سنة كولومبيا ٢٠١١ سيصبح في مستقبل الأيام أحد أفضل اللاعبين، ليس فقط في مصر أو إفريقيا، بل في العالم بأسره في العقدين الماضيين. إلا أن إصرار وعزيمة الشاب القادم من نادي المقاولون العرب تخطت كل التوقعات.

بعد التعادل أمام البرازيل بهدف لكل في المباراة الافتتاحية، كان صلاح اللاعب الأبرز في المباراة الثانية أمام بنما، فعن طريقه مرت كل الهجمات المصرية ولم يمنعه من افتتاح التسجيل سوى القائم وعدد من التصديات الرائعة من حارس الخصم. الفراعنة الصغار حسموا تأهلهم في الجولة الثالثة برباعية صنع منها صلاح هدفًا لتتأهل مصر إلى دور الـ١٦ للمرة الثانية على التوالي.

هدف صلاح الوحيد في البطولة جاء في المباراة التالية أمام الأرجنتين من ركلة جزاء إلا أنه لم يكن كافيًا لتجنب الخروج فقد سجل الأرجنتينيون هدفين من ركلتي جزاء أيضًا أحرزهما إيريك لاميلا، لتنتهي مغامرة صلاح ورفاقه في كولومبيا.

في العام التالي أُتيحت للمصريين مشاهدة الحاضر والمستقبل جنبًا إلى جنب، حيث اختار المدرب هاني رمزي المخضرم محمد أبوتريكة كأحد اللاعبين فوق سن 23 سنة للمشاركة في أولمبياد لندن 2012، بينما كان صلاح صاحب العشرين عام أحد أهم النجوم الشباب في الفريق.

مرة أخرى كان الخصم الأول منتخب البرازيل، هذه المرة بقيادة الشاب الواعد نيمار، وفي غضون نصف ساعة تقدم البرازيليون بثلاثية إلا أن شهد عودة قوية وهدفين مصريين سجل أولهما أبوتريكة قبل أن يستعرض صلاح مهاراته بمراوغة المدافعين دانيلو ومارسيلو قبل أن يسكن الكرة في الشباك.

في المباراة التالية تعادلت مصر مع نيوزيلندا بهدف لكل، كان لصلاح بصمته بإحراز الهدف المصري بعد تمريرة ساحرة من أبوتريكة. الهداف صلاح أضاف ثالث أهدافه الأولمبية بالأسلوب الذي أصبح فيما بعد علامة مميزة له حيث استلم الكرة على الناحية اليمنى وأسكنها الزاوية السفلية من مرمى بيلاروسيا ليساهم في فوز مصر بثلاثة أهداف لواحد ليتأهل الفراعنة الصغار إلى ربع النهائي قبل أن يخرجوا على يد اليابان.

أسطورة الفراعنة:
شارك صلاح في 89 مباراة دولية وأصبح قائدًا لمنتخب مصر الذي تأهل إلى نهائي كأس أمم إفريقيا مرتين في الجابون ٢٠١٧ والكاميرون ٢٠٢١، إلا أن اللحظة الأهم في ذاكرة الجمهور المصري تبقى تلك المباراة الحاسمة في استاد برج العرب بالإسكندرية، حيث كان الفراعنة يحتاجون لتحقيق الانتصار للعودة إلى كأس العالم لأول مرة منذ 28 عام. دخلت المباراة الوقت بدل الضائع والنتيجة تشير إلى التعادل بهدف لكل بعد أن وضع صلاح مصر في المقدمة وأدرك الضيوف التعادل في الدقائق الأخيرة. أمام ضغط 86 ألف متفرج، كان صلاح صانع الفرحة، حيث حافظ على هدوئه وأحرز هدف الفوز من ركلة جزاء ليرسل الفراعنة إلى روسيا 2018.

رغم أن المشاركة المصرية كانت مخيبة للآمال وانتهت دون نقاط، إلا أن صلاح واصل تألقه على المستوى الشخصي ليصبح أول لاعب مصري يسجل هدفين في كأس العالم منذ عبدالرحمن فوزي في 1934، مسجلًا اسمه في كتب التاريخ بهدف في مرمى الدولة المستضيفة روسيا وآخر في شباك الجارة السعودية.

أهداف صلاح الـ51 وضعته ثانيًا في قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب بلاده، خلف الأسطورة حسام حسن، لينضم إليه في قائمة اللاعبين العربيين الإفريقيين الوحيدين الذين سجلا أكثر من 50 هدف دولي.

مصاعب ونجاحات أوروبية:
لم يسبق لأي لاعب عربي في التاريخ أن صنع مكانة في كرة القدم الأوروبية تشابه تلك التي حققها محمد صلاح. من البداية المتواضعة في نادي المقاولون العرب، اختار صلاح مغامرة اللعب في الدوري السويسري مع بازل. الأقدار أثبتت أن خيار صلاح كان موفقًا، حيث تأهل ناديه إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي، حيث واجه تشيلسي الإنجليزي بقيادة جوزيه مورينيو، ورغم الهزيمة فإن تألق صلاح أقنع المدرب البرتغالي بالتعاقد معه.

موسم صلاح الأول في إنجلترا كان صعبًا حيث واجه منافسة قوية من نجوم الفريق أمثال إيدين هازارد وويليان وأندريه شورله، ولم يشارك سوى في عشر مباريات في الدوري الإنجليزي، سجل فيها هدفين.

قضى صلاح العامين والنصف التاليين من مسيرته في إيطاليا، معارًا إلى فيورنتينا ثم روما الذي تعاقد معه بشكل دائم في صيف العام 2016 بعد أن قرر المدرب الجديد لتشيلسي أنطونيو كونتي الاستغناء عنه. في روما وجد صلاح نفسه من جديد وسجل 19 هدفًا في ذلك الموسم ليقود روما إلى المركز الثاني في الدوري الإيطالي. تألق النجم المصري في العاصمة الإيطالية أقنع ليفربول بجعله أغلى لاعب في تاريخ النادي ليتعاقد معه في صيف 2017 بصفقة تجاوزت الـ36 مليون جنيه إسترليني.

ملك الأنفيلد:
اللاعب المصري الأول في تاريخ ليفربول لم يتأخر في إثبات أنه يستحق المبلغ الذي دفعه فريق المدرب يورجن كلوب من أجله، فافتتح سجل أهدافه منذ أول مباراة أمام واتفورد، بنهاية الموسم الأول كان صلاح قد حطم الرقم القياسي للأهداف في موسم واحد من الدوري الإنجليزي، ليتوج هدافًا للبطولة برصيد 32 هدف، ويصبح أول عربي يحصل على هذا الشرف.

ختام الموسم كان ضربة موجعة لصلاح الذي خرج من نهائي دوري أبطال أوروبا مصابًا في الكتف إثر تدخل عنيف من مدافع ريال مدريد سيرجيو راموس وانتهى اللقاء بخسارة ليفربول، إلا أن صلاح عاد بقوة ليسجل في نهائي الموسم التالي ويقود فريقه إلى لقبهم الأول منذ 2005 وكرر إنجاز الحصول على لقب هداف الدوري الإنجليزي للمرة الثانية بالإضافة إلى الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الغائب عن النادي منذ سنوات طويلة.

صلاح كرس مكانته الأسطورية لدى جمهور أنفيلد الذي لقبه بـ”الملك المصري”، حيث أصبح الهداف التاريخي للنادي في البطولات الأوروبية متفوقًا على ستيفن جيرارد، ويحتل حاليًا المركز الخامس ضمن هدافي النادي التاريخيين في كل البطولات متجاوزًا أساطير من أمثال مايكل أوين وروبي فاولر وكيني دالجليش وستيفن جيرارد.

تاريخ الخبر: 2023-06-04 12:21:53
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

الاتحاد الأوروبي يقرّ بشكل نهائي ميثاق الهجرة واللجوء

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-14 15:26:11
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية