حذرت تقارير دولية، من تداعيات استهداف سد نوفا كوخوفكا في خيرسون جنوب أوكرانيا، وسط استمرار تبادل الاتهمات بين روسيا وأوكرانيا بشأن قصف السد في ظل مخاوف كارثية من تضرر محطة زابورجيا النووية وتهجير الآلاف نتيجة غرق المناطق المحيطة بالسد.

وقال المحلل الروسي تيمور دويدار، إن سد كوخوفكا لم يحصل له استهداف كامل ولكنه تعرض لأضرار جسيمة جراء القصف حيث وقع له تصدع ولم يستطع تحمل ضغط مياه البحيرة ما تسبب في حدوث فيضانات وغرق مناطق مجاورة  له.

تداعيات ضرب سد كوخوفكا 

وأوضح تيمور دويدار في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الخسائر المادية والبيئية جراء ضرب سد كوخوفكا واضحة حيث جرى إغراق الأراضي وإتلاف الأراضي والمحاصيل الزراعية وهذا طبعا كارثة ليس فقط على المنطقة وإنما على العالم، حيث ستؤثر المياه المتدفقة على البحر الأسود ما يؤدي إلى كارثة بيئية بجانب فقدان مياه بحيرة السد ما يهدد بوقوع جفاف في العديد من المناطق جنوب أوكرانيا.

وكشف الخبير الروسي، أن جنوب أوكرانيا منطقة حارة وبها رواسب ثقيلة جراء صناعات التعدين والمخلفات التي تخص المحطة النووية في زابورجيا بالتالي كل هذا الترسبات سوف تنتشر في المناطق التي غمرتها المياه والتسبب في تلوث قاتل ومميت سواء للبيئة أو الحيوانات بخلاف الأفراد.

وأضاف الخبير الروسي، أن الاستهداف المتبادل من قبل روسيا وأوكرانيا للبنية التحيتة سيظل قائما فقد تم محو قرى وبلدات بأكلمها بسبب التصعيد المتبادل وليس فقط استهداف البنية التحتية.

ماذا بعد ضرب سد كوخوفكا ؟

واعتبر دويدار، أن المفاوضات بين موسكو وكييف مستبعدة الآن فكلاهما غير جاهزين تماما فليس لديهما قاعدة يمكن البناء عليها لبدء المفاوضات، فمن ناحية الجانب الروسي مصمم على تنفيذ خططه التي أصبحت غير واضحة الآن، فقد كانت الأهداف المعلنة من قبل رئيس الدولة الروسية فلاديمير بوتين هي القضاء على النازية ودعم حياد أكروانيا وأشياء أخرى لكن لم يتحقق شيا من هذا.

وأشار الخبير الروسي، إلى أن المجموعات النازية الأوكرانية ما زالت موجودة وتعيش في أمان، بالتالي موقف روسيا الآن قائم على استرداد الأراضي الأوكرانية بحسب ما يقول الأوكران ذاتهم وذلك على حساب الشعبين، بل إن الروس والأوكران شعب واحد في بلدين مختلفين.

وأضاف: “أيضا الجانب الأوكراني يتكئ على القرار الأمريكي في واشنطن الذي هو مصمم على إجهاد روسيا وإضعاف قدرات موسكو ليس فقط الاقتصادية بل العسكرية وبالتالي الموضوع معقد وليس هناك حل في الأفق، وما نراه هي حرب أهلية وامتداد لمرض تفكك الاتحاد السوفيتي وهذه حرب أهلية وفي الحرب الأهلية لا يتم الانتصار إلا عسكرياً”. 

وأكد دويدار، أن الولايات المتحدة اكتسبت الكثير في حربها على روسيا في قطاع المحروقات، ولهذا تورطت واشنطن في تفجير خط نورد ستريم، كذلك انسحبت أوكرانيا من المفاوضات مع روسيا بطلب غربي، كما أن وزير الخارجية الأمريكي بلينكن أعلن صراحة رفض عقد السلام مع روسيا، وهذا كله على حساب الشعب الأوكراني والروسي.