الــقـس بـافـلـى مــوريـــس يــكـشـــف عــن ” الحـــركــة الـعـالـمـيــة للـفــكـــر الـجــديــد”


تعــد الكنيسة الـواحـدة المقدّسة الجامعة الرسولية،التى تؤمن في عـمـق وعيها لذاتها كنسيا أن لها مكانة رئيسية في مسألة دفع عجلة وحــدة المسيحيين في العالم المعاصر,كما تـعـبـر أن أســاس وحــدة الكنيســة يـرتــكــز على حــدث تأسيسها من قبل ربنا يسوع المسيح وعلى الشركـة في الثالوث القدوس وفي الأســـرار,تــتـرجــم هــذه الـوحـدة من خــلال التسلسل الـرســول والتسليم الآبائي في الأوانة الأخيـــرة بــدأت تـواجـه الكـنيـسـة الـمـعـاصـرة تـحـديـات عــديـدة وغيــرمســبـوقــة معـاكـســة للإيـمان كـظــهورأديان ومعـتـقـدات وبـدع وهــرطـقــات وإلحــاد وتـيــارات و حــركـات عالمية ..الخ لتنال من الـعـقـيـدة كـان من بينهما “حــركــة الـفـكــر الجــديــد”…

_البرامج والدورات التدريبية والمواقع الإلـكـتـرونـيـة وراء نـشـر هــذه التعاليم:

أكد القـس بـافـلـى مــوريـــس , كــاهــن كنيســة الـسيـدة العـذراء مـريـم بعـيـادبك بـشـبـرا, أنه انتشرت تعاليم عديدة تتميز جاذبية ساحرة فى العصر الحديث تــدعــو الإنسان للتمتع بحياة الرخـا وتعده بأنه يستطيع تحقيق كل ما يحلم به بدون حـدود فى مختلف المجالات:المادية والوظيفية والعلمية والنفسية والروحية والعاطفية وغالباً ما تنتشر هذه التعاليم بمسميات مغرية مثل:(قوة التفكير،كيف تصبح ثرى، الطاقة الكونية،التفكير الإيجابى،كيف تكـتـسب أى مهارة، طاقة العقل،كيف تنجح فى أى مجال، التخيل الخلاق), القس بافلي :تــؤكــد هذه التعاليم على أن كل إنسان يملك قدرات فائقة للطبيعة وغيرمحدودة، وعادة ما يتم تقديمها على أنها حقائق علمية,وتظهر هذه التعاليم فى العديد من الكتب والكورسات والبرامج والدورات التدريبية والمواقع الإلكترونية,مشيرا الى أن الحـركة العالمية التى وراء تقديم ونـشــر هذه التعاليم هي “حـركــة الفكر الجديد”New Thought Movement .

_”حركة الفكر الجديد”:

ونــوه إلى أنه, للتعرف عن “حركة الفكرالجديد”نـبـدأ ببعض مما ذكره الباحثون أوالمؤيدون لها: “على الرغم من أن معظمهم لا يستخدمون مصطلح الـفـكـر الجديد، إلا أنه يمثل حجر الزاوية لمعظم صيغ الحياة السعيدة والناجحة،التى تبناها تقريباً كل المعلمين التحفيزيين والناجحين”. “على الرغم من أن المجتمع الأكاديمى تجاهل الفكر الجديد إلى حد كبير،إلا أن العديد من المسيحيين تبنوا عن غير قصد جــوانب من تعاليمها اللاهوتية”, “فى حين أن غالبية الناس قد لا يتمكنون من تعريف الـفـكـرالجديد،إلا أن مئات الآلاف أصبحوا يتأثرون به بشكل متزايد”. ولاشك أن هذه الكلمات تثير إنتباهنا إلى ضخامة وقـــوة تأثير”حـركـة الفكرالجديد” التى قد لا يدركها الكثيرين .. وبالتعــرف على الحركة نـسـعـى دائماً للرجــوع إلى المراجع الموثقة والتابعة للحركة لـفهمها على حقيقتها,وأشارالى تعريف”حـركة الفكرالجديد”:أن”المركـزالدولى لتعليم الـفكـرالجديد”International New Thought Learning Center The ذكــرفى مقالة بعنوان:”نظرة تفصيلية لحركة الفكرالجديد”ما يلى:”الحركة هى عودة حديثة لإحياء وإدخال تعاليم هــرمـيس القديمة ancient Hermetic teachings مع إعادة تركيبها وخلطها لتناسب المذاق الحديث.

وأضاف:أن الحركة فى جـوهــرها هى تـــزاوج للمعتـقـدات الـشـرقـيـة والغربية مع تعاليم هــرمـيـس كقاســم مشترك بين الأســس التى يتشاركان فيها’الـفكــرالـشــرقــى يشمل تعاليم الهندوسيــة والبوذية، بينما الفكــرالغربى يشير إلى “الفكر اليهودى- المسيحى”مع”الفكر الوثنى” فى أوروبا وأمـــريـكا الـشمالـيـة”.

مـوضحـا أنه من التعريف السابق يتضح أن”حركة الفكرالجديد” لا تقدم “فـكـر جديد”ولكنها تقدم “مسمى جديد” أو “خلط جديد” لأفكار قديمة موجود بعضها منذ آلاف السنوات فى عدة ديانات وأســاطيـــر وتعاليم هـــرميس Hermetic teachings.

وأشار الى أن هرميس هو شخصية إسطورية غير محدد هويتها ويُعتقد أنه تعبير عن أحد الآلهة الإغريقية أو الفرعونية, وتظهر تعاليم هرميس فى كتابات منسوبة له وتشمل مواضيع عديدة عن الإلوهية والكون والتنجيم والسحر وتناسخ الأرواح,موضحا أن,هذه التعاليم ظهرت حوالى 1100 قبل الميلاد وكانت تسمى “الحقائق”، وقد بدأت تؤثر تعاليم هرميس على التعاليم الباطنية الغربية فى أوروبا بشكل كبير بدءاً من القرن الرابع عشر وحتى العصر الحديث. ومن الهام أن نوضح أن هرميس هو شخصية مختلفة عن هرماس Hermas وهو شخص مسيحى منسوب إليه كتاب فى القرن الثانى.

_ظـهــور حــركــة الـفــكر الجــديـد:

وكشف القس بافلى موريس,أنه فى النصف الأول من القرن التاسع عشر، بدأ بعض الغربيين يتأثرون بأفكار من ديانات الشرق الأقصى القديمة وبدأوا فى مزجها مع الفلسفة الغربية ومع تعاليم مسيحية مشوهة أو مع الأساطير وتعاليم ما وراء الطبيعة، كما بدأ البعض فى فهم وتفسير الكتاب المقدس بطريقة جديدة تختلف وتتعارض مع الفهم المسيحى المعروف منذ بداية المسيحية. وبناءً على ذلك ظهر بعض الأشخاص الذين نادوا بتعاليم جديدة وجذبوا إليهم البعض.

ومن أمثلة هؤلاء رالف إيمرسون وفينياس كويمبى, ثم فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر ظهرت “حركة الفكر الجديد” كحركة فلسفية دينية فى الولايات المتحدة الأمريكية، نتيجة مزج التقاليد الروحية فى ديانات شرق آسيا وخاصة الهندوسية والبوذية والطاوية مع التصوف المسيحى مع حركة التعالى الفلسفية مع حركة الشفاء بالعقل مع الميتافيزيقيا الأفلاطونية مع التعاليم الباطنية والروحانية,وكان من أهم مصادرها المباشرة تعاليم إيمرسون وتعاليم كويمبى. ويوضح الباحث الأكاديمى ديدرى ميشيل أن الحركة كانت أيضاً تعترض على عدم وجود كهنوت للمرأة فى المسيحية.

موضحا أنه إعتمدت الحركة على نشر معتقداتها من خلال الكتب حيث شهدت أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين نشرالعديد من كتب الفكر الجديد حول مواضيع التنمية الذاتية والنجاح المالى والتدريب والتحفيز، وأصبح مؤلفو “الفكر الجديد” مثل نابليون هيل ووالاس واتلز ووليم أتكنسون يتمتعون بشعبية كبيرة فى العالم الغربى, وفى العقود الأخيرة تم ترجمة العديد من كتب الحركة القديمة والحديثة وبدأ إنتشارمعتقدات الحركة فى الشرق، ولازالت تنتشر إلى هذا اليوم.

_المجموعات المنظمة للحــركـة:

بعض المنظمات والمجموعات: قامت العديد من المنظمات والمراكز الروحية (كنائس) والجماعات بنشر أفكار “حركة الفكر الجديد”, وقد ظهرت هذه الجماعات تحت مظلة حركة الفكر الجديد أو كحركات موازية لها وذلك فى القرنين التاسع عشر والعشرين وإستمرت إلى الآن من ضمنها ما يلى: •العلم المسيحىChristian Science

•كنيسة العلم الإلهى Divine Science

•كنيسة العلم الدينى Religious Science وقد أنشأت ما يسمى “علم العقل والروح” Science of Mind and Spirit

•كنيسة الوحدة المسيحية Unity Church of Christianity وقـد عـرفت نفسها بأنها “الفكر المسيحى الجديد Christian New Thought”

•التحالف الدولى للفكرالجديد International New Thought Allianceوشـكل عام 1914.

•بيت الحقيقة The Home of Truthالذى قام بنشرتعاليم المعلم “الهندوسى سوامى فيفيكاناندا”.

•كنيسة الفكرالجديد Church of New Thought التى طورت تعليماً يسمى “علم الكينونة “Science of Being

•المؤسسة العالمية لحياة أفضل Universal Foundation for Better Living

•هناك مجموعات أخرى تم دمج العديد منها فى “التحالف الدولى للفكر الجديد”، كما أن هناك مجموعات مسيحية تقدم تعاليم “حركة الفكر الجديد” دون أن تعلن أنها تابعة لها.

عــلاقــة الحــركــة بالأديــان

وفيما يتعلق بعلاقة الحركة بالأديان أوضح القس بافلى مــوريــس تتمثل العلاقة فى التالى : 1- إدعاء التوافق مع كل الأديان:تؤمن حركة الفكر الجديد بأن جوهر كل الأديان هوحقيقة واحدة. ويظهر ذلك فى معتقدات معلمى الحركة مثل “إيما هوبكنز” التى آمنت أن الحقيقة لا تقتصر على المسيحية، بل يمكن العثور عليها فى جميع أشكال التدين,حيث تعتبر الحركة أن التعاليم التى تنشرها هى مبادئ روحية عالمية نادى بها بــوذا ولاوتــزو ويسوع المسيح , وأن هناك كثيرين غيرهم أشاروا إليها.

وعن كيفية إيمان الحــركة بـتـوافــق كل الأديان فى الجــوهــر” قال لـوطـنـى نـت:”جاء فى كلمات أحــد رعاة مؤسسات الحركة د.روجر تيل:”تخيل جبلاً به العديد من المسارات الصاعدة على الجبل وهى تبدو من قاعدة الجبل وكأنها مختلفة تماماً ومتباعدة لكن كلما سرت بها واستكشفتها، فستبدو لك وكأنها تتقارب وتتلاقى جميعا فى المركز عند القمة. وهذا ما كان الكثير من مؤسسى حركة الفكر الجديد متحمسين بشأنه، أنه على الرغم من أنك إذا نظرت إلى الممارسات والتعاليم والعقائد والطقوس سيبدو أن هناك اختلافات كبيرة بين ديانات العالم، ولكنهم إكتشفوا أنهم كلما بحثوا وتعمقوا فيهم فإن تعاليمهم بسيطة جدا، لكنها قوية جداً، وأن هناك إله لهذا الكون، أياً كانت طريقة تصوره, فلا يتعلق الأمر بمن هو على صواب أو خطأ، ولكن بما الذى يصلح للفرد”. وأستــطــرد القس بافلى موريس فى حديثة:هكذا تــرى الحــركة أنه أياً كانت الطريقة التى يتصورها أى إنسان عن الله فهى صحيحة ولا يوجد أى خطأ مهما إختلفوا فى التصور. كما ترى أن الممارسات والعقائد المختلفة فى كل أديان العالم تؤدى لنفس النتيجة، ولذا فالحركة تدعو أى إنسان أن يسلك فى أى طريق يراه مناسب له،ولا يوجد ضرورة للسيرفى طريق معين أوحتى فى طريق”حركة الفكر الجديد”ويوضح ذلك د. روجر: “ونحن لا نـدعى أننا الطريق الوحيد،ونعلن أنه بالفعل لا يوجد طريق واحد لإختبارحب وحضورالشئ الذى هو الله”. وأضــاف:بما إن الحركة تكونت عن طريق خلط لمعتقدات من عــدة أديان،وكنتيجة لإيمان الحركة بأن كل الأديان متفقة فى الجوهرلذا فهى تعلن أنها متفقة مع كل الأديان فى الجوهر. 2. علاقة الحركة بالمسيحية:حركة الفكر الجديد نشأت وإنتشرت فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر فى الدول الغربية، وكانت مجتمعات هذه الدول مجتمعات مسيحية فى ذلك الوقت. وكانت المسيحية على الأرجح هى الديانة الوحيدة لشعوب تلك الدول،ولذا لم تستطع الحركة أن تعلن أنها ديانة جديدة تواجه الديانة المسيحية، بل أعلن رواد الحركة أن تعاليمهم بصفة عامة تتفق مع المسيحية، وإدعوا أنهم إكتشفوا أن تعاليم كل الأديان الأخــرى تتفق مع المسيحية! وإعتبروا أنفسهم أنهم يقدمون المسيحية بمفهوم أوسع وبفكر جديد. وبعضهم كان يعترض على تعاليم الكنيسة وتفسيرها للكتاب المقدس، ويعلن أنه يقدم المسيحية الصحيحة والتفسيرالصحيح (كما يظن), وكمثال لذلك نذكر ما يقوله د. روجر تيل:”إن معظم مؤسسى “حركة الفكر الجديد” كانوا يعتبروا أنهم مسيحيين لكن بطريقة مختلفة.

وقال: نؤمن أن بعض التعاليم الأساسية ليسوع أخطأ الناس فى تفسيرها. وبينما نحن نؤمن بالتأكيد أننا ندرس المبادئ التى دعانا يسوع لنقبلها، لكن لا نتفق دائما مع كل المعتقدات الأخرى الخاصة بالمسيحية التقليدية”.

وأشار إلى أن هناك فــروع كثيرة للحــركة وجميعهم شبه متفقين فى الجــوهــر العقيدي وهومعتقد وحدة الوجود الخاص بديانات شــرق آسيا،وغالباً ما يكون الإختلافات بينهم هــوفى مــدى القرب أو البعد عن المسيحـيـة.

وذكــر”المركز الدولي لتعليم الـفـكــر الجديد” فى مقالة بعنوان”نظرة تفصيلية لحــركة الفكرالجديد:”الإختلافات الرئيسية بين مختلف جوانب الحــركة هى الدرجة التى تكون فيها المسيحية بحسب الكتاب المقدس مُطعمة وسائدة. ويظهر هذا بالدرجة التى تكون فيها القوة الإلهية شخصية أو قوة غير شخصية منتشرة فى كل شئ”.

ونـــوه القس بافلى موريس الى أن الموسوعة البريطانية Encyclopaedia Britannica تذكر ما يلى:”العديد من أتباع الفكر الجديد يعتبرون أنفسهم مسيحيين”, كما إعتنق عدد أكبر من الناس معتقدات الحركة من خلال الكتب التى تحتوى على تعاليم الحركة وهى مغلفة بتعاليم وآيات مسيحية، وقد تم ترجمة العديد من الكتب إلى لغات عديدة وأصبحت أيضاً متاحة للشعب باللغة العربية,وبالتالى نجد أن كثيرون يؤمنون بمعتقدات الحركة ويتبعونها، بينما هم لا يدرون أنها ديانة مختلفة عن المسيحية بل قد لا يعلمون إسم “حركة الفكر الجديد” التى يتبعونها.

وعقب القس بافلى على ما يتعلق بإدعاء الـتـوافـق بين الأديان بقــوله:إن حــركــة الفكرالجديد تُعلن أنها ليست الطريق الوحيد الصحيح وأنه بالفعل لا يوجد طريق واحد, بل تؤمن الحركة أن جوهر كل الأديان هو حقيقة واحدة وأنه لا يوجد صواب أو خطأ فى الأديان، ولكنها كلها تتقارب وتتلاقى جميعاً، وأن كل شخص عليه أن يختار ما يشاء من الديانات لأن النهاية واحدة للجميع وبفحص هذا المفهوم، إذا كانت كل الأديان تصل لنفس النتيجة وإذا كانت حركة الفكرالجديد ليست الطريق الوحيد ولا تقدم طريق جديد،إذاً ماالداعى لأن يــؤمـن أى شخـص بالحــركة أو يتبعها؟ فالأوقع أن يظل فى الطــريق الذى فيه طالما سيصل لنفس النتيجة.

وتــسـاءل الـقــس بـافـلى,إذا كان الأمــركذلك فما هــوالداعى لظهــورالحــركة من الأساس؟! وإذا كان أتـبـاع كل الديانات سـيـصلـوا إلى نهاية واحدة،فما الذى سـيصل إليه الملحــدون ورافضى كل الديانات؟ وهل لن يصلوا لأى شئ،أم سيصلوا إلى نـفــس النهاية التى يصل إليها أتباع الديانات التى يرفضون الإيمان بها كلها؟!

ويأسف القس بافلى موريس,بإن معتقدات الفكر الجديد بخصوص فكر وعقل الإنسان تساهــم فى وهم الإنسان بقدراته وتكوين إعتقاد خاطئ بأنه قادرعلى كل شئ وأنه بإمكانه خلق الصحة أو الثروة أو أى شىء مادى عن طريق الرغبة ,قائلا:أن النتيجة الطبيعية لذلك أن الإنسان سيخدع نفسه ويحيا فى الخرافات والتفكيرالسحرى الذى عاش فى الإنسان البدائى قى المجتمعات القديمة. مستنكرا,أن حـــركــة الفكر الجديد عادة ما تعلن أنها متوافقة مع المسيحية، وفى نفس الوقت تعلن أن الكنائس المسيحية التقليدية لم تفهم تعاليم المسيح بطريقة صحيحة! ثم تدعى الحركة أنها تشرح المفهوم الصحيح لتعاليم المسيح, وهذا يعتبر إعتراف صريح من الحركة أنها تتعارض مع كل الكنائس المسيحية التقليدية والتي صـاغـت مختلف الـعقـائـد المسيحية منذ القرون الأولى,كما أن هذا إعلان واضح على أن ما تقدمه الحـركـة هــو مـفـهـوم جديد ومختلف عن كل التعاليم المسيحية المتفق عليها منذ فجر المسيحية,وبالتالى فإن ادعاء الحركـة أنها متوافقة مع المسيحية،هو فى الواقع غير صحيح.

_تـعـقـيـب مسيحـى:

وأستطرد قائلا:أنه فى ضوء ما تم عرضه يتجلى لنا أن الحركة منذ جذورها هى خلطة تشمل تعاليم الهندوسية والبوذية مع أفكار وثنية، ولذا فهى تتعارض جذرياً مع المسيحية، بل إن الحركة منذ نشأتها كانت ولازالت تفتح طرق متنوعة مغرية لجذب المسيحيين بعيداَ عن المسيحية “تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ” (أم 12:14),مشيرا الى أن جوهر الإيمان المسيحى هـــوالإيمان بوجود الله Theism(الإلوهية)وتحديداً Monotheism (التوحيد)، والله هــوكائن بذاته وموجود منذ الأزل قبل وجود الكون وهو الذى خلق الكون ومازال يضبط الكون ويتفاعل معه , وهذا يختلف جذرياً عن Pantheism (وحدة الوجود) التى تؤمن أن الكون هو الله,ومن الناحية المنطقية فإنه من المستحيل حــدوث دمــج أوتــوافــق بين المعتقدين، حتى لو تم تغليف هذه التعاليم بآيات الكتاب المقدس,مضيفا:يعتبرمن أخطر ما تبثه الحركة من خداعات أنها عادة ما تستخدم آيات مسيحية وتفسرها بطرق ملتوية لتبرر معتقداتها وتخدع بها البسطاء، والكتاب المقدس يحذرنا “لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالًا مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ” (أف 4 : 14) وأن التعليم المسيحى المسلم لنا منذ عصر الرسل فى الكتاب المقدس وكتابات الآباء.

وذكــر الـقـس بـافـلى مــوريـــس على سبيل المثال:بعض آيات من الكتاب المقدس تـــرد على تعاليم حــركة الفكر الجديد,منوها إلى أن الــرد التفصيلى يــمكن أن يحتوى على آلاف الآيات

•الخالق الوحيد لكل أحد وكل شئ هو الله ولا يشاركه فى ذلك أحد “أَنَا الرَّبُّ هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ” (أش 8:42)

•الله غير محدود وهو الوحيد الذى يملك صفات وقدرات لانهائية وهو خالق الإنسان وعقله، وبالتالى فالعقل أو العقل الباطن هو مخلوق ومحدود ولا يحتوى على صفات الله ,”فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَ اللهَ، وَأَيَّ شَبَهٍ تُعَادِلُونَ بِهِ؟” (اش 40: 18)

•الله وحده هوالقادرعلى كل شئ “لاَإِلهَ قَادِراً عَلَى كُلِّ شَيْءٍ سِوَاهُ”(طو 4:13),وتكررت صفة “الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ” فى الكتاب المقدس مرات عديدة وفى سـفـر الرؤيا 9 مــرات.

•الله وحده هوالمتحكم والضابط لكل الكون”يحـصِي عَدَدَالْكَوَاكِبِ,يَدْعُوكُلَّهَابِأَسْمَاءٍ”(كو4:147).

•فــكــر الله أعلى بكثيرمن فكر الإنسان “لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا” (عد 19:23)،”لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ” (اش 9:55).

واختتم القس بافلى موريس المحاضرة بقوله : جاء الشيطان وأقنعها بأنها ستكون مثل الله “يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ” (تك 3: 5)،وكانت هذه أول فكرة كاذبة توحى للإنسان أنه سيكون مثل الله , وكانت هــذه الخدعة سبب فى سقـوط البشرية, ولم يجرؤ الشيطان أن يقول لآدم وحواء:”أنتما هما الله!”ولكن قال “تَكُونَانِ كَاللهِ”, ولكنه الآن من خلال تعاليم يزرع فى الإنسان شـهــوةالألوهية، ويوهمه بأنه سيحصل عليها بسهولة,واستمر الشيطان يستخدم الخدع ليسقط بها البشرية , وذلك من خلال تقديم فلسفات أو عـقـائــد أو نـظــريات أو.. لـكي يشتت الـبـشـر حتى لا يـتعـرفــوا على الإله الحقيقى الوحيد”قَدْ هَلَكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ الْمَعْرِفَةِ” (هو 4: 6),ولا زال الشيطان (الحية القديمة) يـتـفـنـن فى تلوينها و إسقـاط البشربها, والأمر الخطير أن يـقـدم تحت مسمـى عـلـمى.

يــذكــرأن جاء ذلك”خــلال محـاضـــرة ألـقـاهـا الـقـس بافـلـى مــوريــس بعنوان:التعــريف بالحــركــة الـعـالـمـيـة للـفــكــر الــجــديــد,وذلك “بإجتماع الـكـاروز للخــدام والخــادمـات”- كــنيـــسة الـشهـيـد العـظيــم مـارجــرجــس بأرض الجـنـينة تحت رعاية نيافة الحــبــ الجليل الأنبا مارتيروس,أسقف عام كنائس شــرق الـسـكــة الجــديــد.

تاريخ الخبر: 2023-06-11 00:22:06
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

إبادة جماعية على الطريقة اليهودية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:06:57
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 92%

يعيش في قلق وضغط.. هل تُصدر المحكمة الجنائية مذكرة باعتقال ن

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:22:01
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

تعليق الدارسة وتأجيل الاختبارات في جامعة جدة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:23:55
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 62%

ما خسائر قطاع النقل والمواصلات نتيجة الحرب في غزة؟

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-29 06:22:07
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية