رئيس «مركز ثقافة الطفل»: أفلام «أنيميشن» و«رسوم متحركة» وفقرات ثابتة فى قنوات «المتحدة» لمواجهة الغزو الثقافى

قال الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف، رئيس المركز القومى لثقافة الطفل، التابع لوزارة الثقافة، إن المركز هو الأول فى مجال ثقافة الطفل، ويعمل على الساحة المصرية منذ ٤٣ عامًا، لاكتشاف ورعاية المبدعين الصغار وتنمية مواهبهم، من خلال الأنشطة والفعاليات والقوافل التى ينظمها بجميع المحافظات، مشيرًا إلى أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعى سهل وصول أنشطة المركز لملايين الأطفال. وأوضح "ناصف"، خلال حديثه إلى "الدستور"، أن المركز ينظم ويرعى أكثر من ٢٠ مسابقة للمبدعين والمخترعين الصغار والفرق الفنية المختلفة، لافتًا إلى دوره فى تقييم الأنشطة والفعاليات التى تساعد الأطفال على التقدم لجائزة "المبدع الصغير" فى المجالات الفنية والأدبية والتكنولوجية، والتى تقام تحت رعاية السيدة انتصار السيسى.

■ بداية.. ما طبيعة عمل المركز القومى لثقافة الطفل وما الفرق بينه وبين القطاعات الأخرى بوزارة الثقافة؟

- المركز القومى لثقافة الطفل يعمل بوصفه أول مركز متخصص لثقافة الطفل، وهو موجود منذ ٤٣ عامًا على الساحة الثقافية المصرية، ويسبق كل الكيانات التى تعاملت مع الطفولة المصرية على أى مستوى.

وكان مخططًا له فى عام ١٩٧٩ أن يكون الهيئة العامة لقطاع الطفولة فى مصر، وهو المركز القومى الوحيد فى مصر والشرق الأوسط الذى أنشئ بوصفه جهازًا متخصصًا فى مجال الطفولة، يوجه اهتمامه البحثى ونشاطاته الفنية والثقافية بصفة عامة فى مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية من أجل تعزيز ثقافة الطفل المصرى، والارتقاء المستمر به واكتشاف المبدعين من الأطفال فى مختلف المجالات الإبداعية والفنية.

■ هل يقتصر مجال المركز على القاهرة الكبرى؟

- يعمل المركز فى محافظة الجيزة من خلال مقره الرئيسى فى مدينة الفنون بالهرم، وبه نشاط البحث والنشر والندوات واللقاءات، وكذلك تم إنشاء ما يسمى حديقة الفنون منذ عدة سنوات لتقديم أنشطة مباشرة مع أطفال محافظة الجيزة، وفى محافظة القاهرة يجرى ذلك من خلال الحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب، التى تقدم الأنشطة الثقافية المتنوعة طوال الأسبوع، كما يتحرك المركز للأقاليم من خلال نشاط القوافل الثقافية "عيالنا" فى مختلف المحافظات، بالإضافة إلى نشر الكتب والأبحاث التى تخدم الطفل المصرى فى كل مكان.

■ ما آلية العمل بالمركز؟

- المركز يعمل على مستويين، أولًا: المستوى البحثى وما يلزمه من أنشطة خاصة، مثل النشر ودعم البحث فى مجالات الطفولة من خلال أبحاثه ومكتباته، فلدينا ثلاث مكتبات متخصصة فى ثقافة الطفل، وكذلك نمد كل الجامعات والمدارس وقصور الثقافة والمراكز الاستكشافية، وأى مكتبات بالجديد فى مجال أدب وثقافة وفنون الطفل. 

ولدينا ضمن هيكلنا فريق بحثى، وإدارة لبحوث الطفل، وإدارة للتخطيط والمتابعة، كما تتم الاستعانة أيضًا بخبرات إضافية وقت الحاجة من الجامعات والمراكز البحثية الأخرى، وهذا بهدف الـتخطيط لثقافة الطفل وأساليب تثقيفه وإجراء البحوث والدراسات حول ثقافته، ووضع المعايير والمواصفات القياسية للمواد الثقافية الموجهة للأطفال.

ثانيًا: هناك الأنشطة النوعية التى تقدم للطفل المصرى عبر المركز، وتغطى أنشطتنا مختلف النواحى الثقافية والإبداعية من فنون وآداب.

■ كيف يتواصل الطفل مع أنشطته؟ 

- يمكن الوصول إلينا من خلال الحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب، وحديقة الفنون بمقر المركز بالهرم، والقوافل الثقافية "عيالنا" التى تتجول فى جميع المحافظات، ونحن نعلن عن تلك الأنشطة من خلال منصات التواصل الاجتماعى وقناتنا على موقع "يوتيوب"، وموقع "عيالنا"، وصفحة إصدارات المركز، والصفحة الرسمية للمركز القومى لثقافة الطفل، وقد أتاحت لنا كل هذه المنصات الوصول لعدة ملايين من الأطفال.

■ ما النشاط الذى تقدمه قوافل "عيالنا" بالمحافظات؟

- بالتنسيق والتعاون مع المؤسسات المحلية، نوجه قوافل ثقافية بجميع محافظات وقرى ونجوع مصر، تحت عدد من العناوين، مثل "لا للعنف.. نعم للتقويم" و"ابنى طفلك" وغيرهما، ومؤخرًا انطلقت القوافل الثقافية تحت عنوان "عيالنا"، التى تقدم الخدمات الثقافية والفنية والتربوية للطفل المصرى ضمن رؤية مصر ٢٠٣٠، وذلك فى إطار برنامج العدالة الثقافية الذى تقوم وزارة الثقافة على تنفيذه، وتوليه وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى أهمية كبيرة.

وفى السنوات السابقة، نفذ المركز العديد من القوافل فى محافظات: الفيوم والبحيرة والإسكندرية وأسيوط وأسوان، والوادى الجديد والواحات الداخلة والخارجة والفرافرة، والسويس وبورسعيد وقنا وبنى سويف، والإسماعيلية والمنوفية ودمياط والدقهلية، والشرقية والقليوبية والقاهرة والجيزة والغربية، بالإضافة إلى قرى "حياة كريمة"، والقرى الأكثر فقرًا.

■ ماذا عن دور المركز فى برنامج الوزارة لدعم ورعاية المواهب؟

- يعمل المركز فى هذا الشأن على ثلاثة محاور، أولها مرحلة اكتشاف الموهبة عن طريق إقامة المسابقات فى فروع الأدب والفنون والتطبيقات الإلكترونية والابتكارات وغيرها، والتى تصل لأكثر من عشرين مسابقة محلية وعربية وقومية منها: مسابقة الطفل الموهوب، والمخترع الصغير، واصنع كتابك الإلكترونى، ومسابقات فى القصة والمسرح والشعر وغيرها.

وثانى هذه المحاور دعم الموهبة عن طريق مساعدة الأطفال فى نشر أعمالهم الأدبية، من خلال سلسلة "من طفل لطفل" و"المبدع الصغير"، وإنشاء الفرق الفنية المختلفة بالمركز، مثل: الموسيقى والكورال، والفنون الحركية والاستعراضية، والأراجوز والعرائس، والمسرح، وخيال الظل، وعقد ندوات حفلات التوقيع، وإقامة الندوات والأمسيات للشعراء الصغار فى معرض الكتاب ونادى "أدب الطفل". 

أما ثالث المحاور فهو مرحلة البحث والتوثيق، من خلال بنك الموهبة بالمركز، الذى يرصد الموهبة ويتواصل معها ويقيم الأبحاث حول أعمال الأطفال لمعرفة اتجاهاتهم فى الكتابة والرسم، تطبيقًا على الفائزين بالجوائز، مثل جائزة الدولة للمبدع الصغير، والتى يشرف عليها مع فريق البحث الأستاذ الدكتور سعيد الوكيل، والأستاذ الدكتور محمد حمدى، وهما أستاذان فى الجامعات المصرية.

■ ما دوركم فى جائزة الدولة للمبدع الصغير؟

- دور الإدارة المركزية للمركز القومى لثقافة الطفل فى هذا الإطار بدأ قبل إصدار القرار الجمهورى رقم ٢٠٤ بإنشاء جائزة الدولة للمبدع الصغير، تحت رعاية السيدة الفاضلة انتصار السيسى، وهى الجائزة الكبرى التى لا يوجد لها مثيل فى العالم، فلأول مرة توجد جائزة دولة للمبدعين الأطفال على غرار جوائز مثل: النيل، والتقديرية، والتفوق، والتشجيعية.

ويتمثل دور المركز فى وضع الرؤية حول مقترحات القانون الخاص بالجائزة ولوائحها الخاصة، وأصبح المركز أحد أعضاء اللجنة العليا للجائزة، ويتولى تقييم الأنشطة والفعاليات التى تساعد الأطفال على التقدم للجائزة، بل أصبح المركز بعد ذلك هو الراعى لمواهب الأطفال الأدبية والتكنولوجية والفنية، طبقًا لقرار الوزارة بتوزيع اختصاصات دعم ورعاية الأطفال بعد الفوز، أى أن دوره يأتى قبل وأثناء وبعد الجائزة. 

■ ماذا عن الأنشطة الفنية والمسرحية؟

- أنشأ المركز فى السنوات الخمس الأخيرة عددًا من الفرق التى حازت على عدد من الجوائز المصرية والعربية، وشاركت فى المناسبات والفعاليات الدورية والقومية، سواء تلك التى ينظمها المركز أو غيرها، كما تعمل جميعها أسبوعيًا فى برنامج "جمعة وسبت إجازة"، ويسعى المركز من خلالها إلى استيعاب المواهب فى مجالات الفنون المتنوعة.

ومن بين هذه الفرق كورال "سلام" للموسيقى والغناء، وفريق "بنات وبس" للدراما الحركية، و"كروكى" للعرائس الماريونت، و"كذا لون" للمسرح الأسود، و"الأراجوز" و"خيال الظل"، و"بنكمل بعض" لذوى القدرات الخاصة، بالإضافة إلى فريق مسرح الطفل.

■ ما الآليات التى يجب أن تتخذها الدولة فى إطار مساعيها لتطوير العمل وتجنب ازدواجية الأدوار بين الجهات المعنية بثقافة الطفل؟

- صدر مؤخرًا قرار رئيس مجلس الوزراء رقم ٤٤٩٤ لسنة ٢٠٢٢، بتشكيل لجنة عليا برئاسة ممثل عن مجلس الوزراء، وممثلين من الوزارات والجهات، لدراسة مشروع الطفل المصرى.

وكلفتنى وزير الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى، كرئيس للإدارة المركزية للمركز القومى لثقافة الطفل، بالحضور والتفاعل وتقديم المقترحات الخاصة فى هذا الشأن، بعد مراجعتها منها شخصيًا.

ومن بين بنود القرار: العمل على استحداث كيان خاص بالطفل المصرى، أو إعادة هيكلة الكيانات الموجودة بالفعل، وجمعها فى إطار واحد، على نحو يزيدها ولا ينتقص منها، وهو الأمر الذى أجمعت عليه اللجنة العليا المُشكّلة من ممثلين لوزارات الصحة والسكان والمالية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والشباب والرياضة، والتضامن الاجتماعى والتربية والتعليم والتعليم الفنى، إضافة إلى الأزهر الشريف والمجلس القومى للطفولة والأمومة وجهاز المخابرات العامة. 

وفى الحقيقة، نأمل فى هذا الصدد ونتطلع إلى أن تكون الإدارة المركزية للمركز القومى لثقافة الطفل نقطة الانطلاق التى تتكون حولها كل إدارات وزارة الثقافة المعنية بالطفل.

■ ما الإجراءات المنتظر تطبيقها وفق ذلك القرار؟

- وضع فقرات ثابتة للأطفال فى قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وتخصيص ميزانية ثابتة لبرامج ومسلسلات الأطفال طوال العام، ويشارك فيها المركز كعضو أساسى، وضم الأطفال لمائدة الحوار الوطنى.

ومنها أيضًا وضع مبادرات تربوية للأسر المصرية، فى إطار شيق من البرامج الترفيهية والتوعوية، والبدء فى إعداد تطبيق إلكترونى مصرى يحتوى على ألعاب إلكترونية عصرية لجذب الأطفال، وإصدار قرار بتشكيل لجنة لعمل مشروعات أفلام سينمائية "أنيميشن" و"رسوم متحركة"، لمواجهة الغزو الثقافى الغربى للطفل المصرى، فى ظل ظواهر سلبية وغير مقبولة دينيًا واجتماعيًا، وهو ما ظهر مؤخرًا عمليًا فى أفلام شركة "ديزنى".

■ ماذا عن دور المركز فى دمج الأطفال من ذوى الإعاقة؟

- توجد إدارة خاصة لذوى الاحتياجات الخاصة تعمل يومين أسبوعيًا؛ كل أحد وخميس، إلى جانب المناسبات والاحتفالات الخاصة بالمركز، وتشارك فى كل الفعاليات القومية والمحلية، ولها عدد من الفرق الخاصة بها مثل فريق "بنكمّل بعض" للدراما الحركية، وفريق التنورة، وفريق الأراجوز، ووحدة بسيطة منتجة، ليتعلم الأطفال كيف ينتجون ويسوقون منتجهم، والوحدة تستهدف عمل المجلات والطباعة عليها، ومهرجان فنون ذوى الهمم، وقدمنا منه ٨ دورات.

ويأتى ذلك فى إطار اهتمام وزارة الثقافة بتعظيم قدرات ذوى الاحتياجات الخاصة الثقافية والفنية والابتكارية، وحرصها على تمكين بعضهم من تعلم مهن فنية تساعدهم فى المستقبل وتكون مصدر دخل لهم، وقد تم ترشيح ثلاث فقرات للمشاركة فى الفعالية القومية «قادرون باختلاف» يقدمها كل من إسلام أحمد محمد محمد يوسف، وهو أول لاعب أراجوز من ذوى الاحتياجات الخاصة، ويعتبر إضافة مهمة لفن الأراجوز، بعد إدراجه على قائمة «الصون العاجل» لدى اليونسكو عام ٢٠١٨، وقد تعلم فى مدرسة الأراجوز التى أنشأها المركز، وصار الأراجوز الآن مهنة له يتكسب منها ويشارك بعروض البيت الفنى للمسرح، وأيضًا سامح رجب عبدالحميد عبدالرازق، وهو فنان صغير يرسم ويطبع على المجلات، من خلال وحدة لرعاية ذوى الاحتياجات بالمركز موجودة بالحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب. وتقى رمضان، وهى أول لاعبة «تنورة» من ذوى الاحتياجات الخاصة.

■ ربما لكونك كاتبًا مسرحيًا اهتم المركز بفنون مسرحية موجهة للطفل مثل العرائس وخيال الظل والأراجوز.. ما خطة المركز فى هذا الشأن؟

- لعبت وزارة الثقافة المصرية، ممثلة فى المركز القومى لثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، دورًا مهمًا فى صون الأراجوز منذ أن صدر قرار اليونسكو بإدراجه على قائمة «الصون العاجل» فى ٢٨ نوفمبر من عام ٢٠١٨. 

وصدر قرار خاص بالصون العاجل لـ"خيال الظل"، وانتهج المركز عددًا من السياسات الرامية لصون "خيال الظل والأراجوز"، فأطلق ملتقى الأراجوز والعرائس التقليدية عام ٢٠١٩، ونقيم هذا العام الدورة الخامسة يوم ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٣.

كما تم تدريب نحو ٥٠ لاعب أراجوز، من خلال مدرسة الأراجوز بالحديقة الثقافية على أيدى ٣ من كبار لاعبى الأراجوز، هم الفنان ناصر عبدالتواب، والفنان محمد عبدالفتاح، والفنان الشعبى سيد السويسى، وتم إنتاج نحو ٣٥ حلقة للأراجوز، تناقش مختلف القضايا على قناة المركز على "يوتيوب".

كما تحرك الأراجوز فى القوافل بالأقاليم، لاسترداد الصورة البصرية القديمة، ولتدريب فنانى الأقاليم عليه، فضلًا عن الأبحاث المتعلقة بالأراجوز والفرق الجديدة التى أُنشئت لهذا الفن فى المحافظات، والعروض التى قدمها المركز له وأول مسابقة لـ"النِّمَر الأراجوزية".

وفى "خيال الظل"، اهتممنا بالتدريب والبحث والعروض، وبدأ المركز فى إقامة ورشة للفنان أيمن حمدون، والذى درّب أول عشرة لاعبين من المركز ومن خارجه، وأقيم معرض لعروسة "خيال الظل"، وعرض لها.

ونتج عن ذلك إنشاء وافتتاح أول بيت لـ"خيال الظل" بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب، يقدم عروضه للأطفال.

■ ماذا عن أحدث مبادرات أو مشروعات المركز؟

- وافقت وزيرة الثقافة الدكتور نيفين الكيلانى على مشروع "معاك"، وهو مشروع يهتم بأطفال المناطق الآمنة "بديل العشوائيات"، ويهدف إلى تثقيف وتعليم وترفيه وتعديل سلوك هؤلاء الأطفال ودمجهم فى المجتمع كله، واكتشاف مواهبهم وتعظيم قدراتهم، ضمن برنامج "العدالة الثقافية"، من خلال برنامج علمى يستهدف مائة طفل كل ثلاثة أشهر من أبناء تلك المناطق.

تاريخ الخبر: 2023-06-11 18:21:05
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 51%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية