رئيس مجلس إدارة كاريتاس مصر: ساهمت الكنيسة القبطية الكاثوليكية في بناء الضمير المصري من خلال العديد من المؤسسات التنموية


القى لمستشار الدكتور / جميل حليم حبيب- رئيس مجلس إدارة كاريتاس – مصر، وعضو مجلس الشيوخ المصري، كلمة اليوم خلال لقاء “تكامل دور المؤسسات الدينية والاجتماعية في تشكيل الوعي الاجتماعي”، المنظم من قبل وزارة التضامن الاجتماعي، تحت إشراف الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، ممثلا عن الكنيسة الكاثوليكية
و دارت كلمته حول “دور الكنيسة الكاثوليكية في تشكيل الوعي المجتمعي والتكامل بين المؤسسات الدينية والاجتماعية”، وذلك ضمن الكلمات الافتتاحية للقاء، وكان نص الكلمة:

معالي السيدة الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي،،،

السيدات والسادة الأفاضل الحضور الكريم ،،،

حضرة فضيلة الشيخ/ نيابة عن فضيلة الأمام الأكبرالدكتور/ احمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الشريف، والوفد المرافق لسيادته .
حضرة الدكتور القس / أندريا ذكي رئيس الطائفة الإنجيلية، والوفد المرافق لسيادته.
حضرة نيافة الأنبا / ممثل عن الكنيسة الأرثوذكسية، والإباء الأفاضل الوفد المرافق لنيافته.
يسعدني ويشرفني باسم الكنيسة الكاثوليكية، ومجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، ونيابة عن غبطة أبينا البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، الحضور في هذا المحفل المجتمعي المتميز تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي ممثلاً في معالي السيدة الفاضلة الدكتورة الوزيرة/ نيفين القباج – صاحبة الخبرة الكبيرة في العمل التنموي والاجتماعي بمصر من أجل دعم وتمكين مختلف الهيئات والمؤسسات العاملة في مجال العمل الأهلي المصري للمساهمة الفعالة في جهود الدولة المصرية الهادفة لتحسين حياة المصريين وبصفة خاصة أولئك الذين يختبرون مختلف أحوال الفقر والتهميش في ربوع مصر وبما يضمن تحقيق ممارسات عملية فاعلة لتطبيق شعار الأمم المتحدة الإنمائي«إلاَ يتخلف احد عن الركاب».

فجزيل الشكر لوزارة التضامن و لمعالي الوزيرة الدكتورة/نيفين القباج على دعم مختلف مبادرات العمل التنموي التي تقوم بها وزارة التضامن الاجتماعي والتي نحتفل بإحداها اليوم ممثلة في مبادرة«وعي من أجل التنمية والحياة الكريمة».
لقد ساهمت الكنيسة القبطية الكاثوليكية، هذا الكيان المصري الوطني الأصيل، في بناء الضمير المصري وتعزيز التربية والثقافة المصرية من خلال العديد من المؤسسات التنموية، لتتمكن من أداء دورها الاجتماعي وخدمة المجتمع والوطن.

ومن أهم إسهامات الكنيسة الكاثوليكية في التوعية الاجتماعية في مصر هو دورها في تعزيز التعليم، حيث تدير المؤسسات التعليمية الكاثوليكية العديد من المدارس في جميع أنحاء البلاد، وتوفر التعليم عالي الجودة للأطفال من جميع الخلفيات، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، وقد لعبت هذه المدارس دورًا حاسمًا في تعزيز الثقافة وتوفير الفرص للحراك الاجتماعي، وإتاحة فرص التربية الأخلاقية والوجدانية القائمة على تأصيل حقوق المواطنة والتعايش المشترك وتعزيز التكاتف والسلام المجتمعي، وذلك من خلال العديد من مدارس الرهبان والراهبات علي مستوي الجمهورية، بالإضافة لمدارس جمعية الصعيد للتربية والتنمية،والعديد من الجمعيات الثقافية والمبادرات المجتمعية التي تسعى لتربية وعي المصريين وتعزيز انتمائهم للهوية المصرية الفريدة أينما وجدو.

** ومن أبرز المؤسسات التي تعتمد عليها الكنيسة القبطية الكاثوليكية، في أداء دورها الاجتماعي هي جمعية «كاريتاس مصر»، والتي أشرف برئاسة مجلس إدارتها.
أنشئت جمعية «كاريتاس مصر» عقب حرب1967، كقطاع خدمات عاجلة، لتقديم الإسعافات من أدوية وأجهزة طبية وسيارات إسعاف للقوات المسلحة. ونظراً لمساهمتها الإنسانية ودورها الفعال الذي قامت به أثناء الحرب، فقد نالت «كاريتاس مصر» موضع التقدير من الحكومة المصرية، وتم تسجيلها في وزارة الشئون الاجتماعية باعتبارها جمعية غير حكومية ذات نفع عام تحت رقم 1150 لعام 1967، تنتمي «كاريتاس مصر» إلى اتحاد كاريتاس الدولي والذي يضم في عضويته 162 دولة، تعمل جميعها في مجالات الإغاثة والتنمية والخدمات الاجتماعية في خدمة الفقراء والمهمشين.

– تباشر جمعية «كاريتاس مصر» كأحد رواد العمل الأهلي في مصر مساهمتها في تنمية المجتمع المصري بتنفيذ عدد من البرامج والتدخلات التنموية متبنيه الالتزام بممارسات تحقيق التنمية الإنسانية الشاملة والمستدامة من خلال مكافحة الفقر وتمكين الفئات المهمشة من الوصول إلى مستويات المشاركة المجتمعية المختلفة لتنمية حياتهم، بالإضافة إلى نبذ مختلف أشكال وممارسات التعصب والتمييز.

** ومجالات العمل الإنسانية والتنموية والخدمية التي تقوم بهاالجمعية:
• برامج التعليم والتوعية بشأن قضايامتنوعة (محو الأمية – الصحة العامة –الطفولة المبكرة- الأطفال بلا مأوى– الأشخاص ذوي الإعاقة – مكافحة ختان الإناث والزواج المبكر).
• برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية (برامج رعاية الطفولة المبكرة – رعاية وتأهيل ودمج الأطفال ذوي الإعاقة- برامج تمكين المرأة والفتاة – تأهيل ورعاية المتعافين من الإدمانالتدريب المهني– تمويل المشروعات الصغيرة).
• برامج الصحة (مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي -مكافحة مرض الجذام– التوعية بمرض الإيدز).
• خدمات الإغاثة والمساعدات الإنسانية للاجئين المقيمين على الأراضي المصرية.
• بناء الكوادر والقيادات المجتمعية من الشباب من الجنسين.
**جميع البرامج والخدمات التي تعمل بها جمعية «كاريتاسمصر»ترتكز على احترام مبادئ حقوق الإنسان وتحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية وتتماشى مع رؤية مصر الإستراتيجية 2030.

** تعمل جمعية «كاريتاس مصر» من خلال مكاتب محلية متواجدة في العديد من المحافظات بالدلتا والوجه البحري والصعيد على مستوى جمهورية مصر العربية. حيث تعمل في أكثر من ميدان تنموي بالشراكة الوثيقة مع الجهات الرسمية والحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في إطار مساندة وتحقيق خطط الدولة للتنمية المحلية والمجتمعية.
العلاقات والتعاون مع الجهات الحكومية: –

– وقعت «كاريتاس مصر»اتفاقية تعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي بهدف دمج رسائل وعى للتنمية المجتمعية فيقرى المبادرة الرئاسية (حياة كريمة) من خلال فتح 250 فصل في عدد 125 قرية في محافظات (البحيرة – أسيوط – سوهاج – الأقصر – قنا – أسوان).
– تتولى «كاريتاس مصر» بحسب الاتفاقية مسئولية إدارة ومتابعة فصول محو الأمية لتعليم السيدات والفتيات مستفيدات من برنامج تكافل وكرامة خاصة في المرحلة العمرية من 16 – 35 سنة إلى جانب توعيتهن برسائل وقضايا مبادرةوعي (12 رسالة توعوية) والمتضمنة لأبرز القضايا التي تشغل اهتمام الأسرة المصرية. وهذا بالإضافة إلى الاكتشاف المبكر لإعاقات الأطفال والتدخل للتأهيل المبكر بالقرى إل 125 المستهدفة.

– تم توسيع الشراكة بين «كاريتاس مصر» مع صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي التابع لوزارة التضامن الاجتماعي لإدارة مركزي العزيمة بمحافظة بورسعيد (بور فؤاد) والبحر الأحمر ليشمل التعاون 4 مراكز للتأهيل من الإدمان وقريبا سنوقع اتفاقية جديدة لإدارة مركز التأهيل بمحافظة قنا.
– يتم التعاون بين مركز سيتي رعاية وتأهيل ودمج الأطفال ذوي الإعاقة التابع « لكاريتاس مصر» وبين ووزارة التضامن الاجتماعي ممثلة في معالي الوزيرة، لتنفيذ برامج دمج وتأهيل ذوي الإعاقة.
– كما تتعاون «كاريتاس مصر» مع قطاع الوحدات المتنقلة التابعة لصندوق تحيا مصر ووزارة التضامن الاجتماعي للاهتمامبالأطفال في ظروف الشارع أو الأطفال بلا مأوى وكبار السن المقيمين في الشارع بمحافظات (القاهرة – الإسكندرية القليوبية– المنيا – أسيوط) وإيداعهم في دور الرعاية الخاصة تنفيذاً للمبادرة الوطنية “حياة كريمة” التي أطلقها فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
– تقوم «كاريتاس مصر» بتنظيم البرامج التدريبية،بهدف دعم العمل الخدمي للأطفال في خطر، للأخصائيين الاجتماعيين والدفاع الاجتماعي والديار المهتمة بإيواء مثل هذه الأطفال، وذلك بالشراكةمع العديد من الجهات المعنية والمتخصصة.

– تتعاون «كاريتاس مصر» أيضاً مع خط نجدة الطفل16000 التابع للمجلس القومي للأمومة والطفولة ولجان الحمايةالتابعة للمجلس بمحافظات (القاهرة – الجيزة – المنيا – أسيوط) لرصد المشكلات والقيام بالتدخلات الفورية وإيداع الأطفال الذين في خطر بدور الرعاية الخاصة.
– وقعت «كاريتاس مصر»اتفاقية تعاون من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر للعمل فيمجالات صحة الأم والطفل بمركز ديروط بأسيوط للمساهمةفي الحد من الأسباب الجذرية لمظاهر الهجرة الغير النظامية.
– في العام 2020وقعت «كاريتاس مصر»بروتوكول تعاون مع وزارة الصحة للتعاون في البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز لتنفيذ مختلف التدخلات المتصلة بمكافحة عدوى فيروس نقص المناعة البشري وإزالة الوصمة والتمييز المجتمعي المتصل بالأشخاص المصابين به.
– تقوم جمعية «كاريتاس مصر» برعاية اللاجئين في القاهرة والإسكندرية ومؤخرا في محافظة أسوان استجابة لموجات النزوح الجماعي لأخوتنا السودانيين والناتجة عن الحرب التي تشهدها السودان مؤخراً.

ومن المؤسسات الكاثوليكية العاملة أيضا في المجال التنموي بمصر، «هيئة الإغاثة الكاثوليكية»، وهي منظمة عالمية أُسست عام 1943، لها فروع في مصر وتعمل على: «تمكين المرأة، وتقديم القروض متناهية الصغر، ومكافحة الإيدز، والتعليم، وتقديم الإغاثة العاجلة في الكوارث الطبيعية».

توجد كذلك «جمعية القديس منصور» وهي جمعية كاثوليكية دولية مكونة من العلمانيين، أُسست بباريس عام 1833، وأُسست أول فرقة نشاط لهذه الجمعية في مصر بدرب الجنينة بالقاهرة عام 1853، ولها حالياً 17 فرعا في مختلف المحافظات و تعمل على رعاية الأسر المحتاجة و توفير الاحتياجات الأساسية لهم.

وتدير الكنيسة الكاثوليكية، دار «العناية» (لابروفيدانس) لحماية الأم والطفل التي تأسست عام 1925، ومقرها مدرسة راهبات سيدة الرسل بحدائق القبة وهدفها إيواء الفتيات اللاتي حملن فيظروف غير طبيعية، وأولادهن، وملحق بهذه الدار حضانة رُضع، ودار حضانة لأولاد الوالدين المنفصلين، وليس لهم من يعولهم، وكذلك يتامى الأب والأم.
وأيضاً يقوم دار سيدة السلام للمعوقين ذهنياً بشيراتون بالقاهرة بتقديم خدمات الاستضافة و الحياة المشتركة و التأهيل للمجروحين في ذكائهم ،و يقوم بيت السامري الصالح المجاور له بالعناية بالأيتام وتربيتهم.

امتد دور الكنيسة الاجتماعي إلى إقامة العديد من المستشفيات والمستوصفات الخيرية التي تقدم خدمتها بالمجان للفقراء وبأجر رمزي لكل المواطنين دون تفرقة بين مسلم ومسيحي، والصروح الطبية للكنيسة القبطية الكاثوليكية تمتد من القاهرة إلى الإسكندرية والوجه البحري والصعيد.

أن ما تحظى به المؤسسات الكاثوليكية التنموية والتربويةوالتنويرية والثقافية والصحية المختلفة عبر ربوع جمهورية مصر العربية من ثقة على المستويين الرسمي والشعبي يفسح المجال للتعاون الوثيق بينها وبين الوزارات والجهات الرسمية المختلفة، كما آن الثقة التي يوليها المصريون للمؤسسات الكاثوليكية يؤكد نجاح تلك المؤسسات في تحقيق دورها المجتمعي.

تؤمن الكنيسة الكاثوليكية بحسب عقيدتها الاجتماعية بأهمية القيم الأخلاقية، المؤسسة على القانون الطبيعي المدون في ضمير كل كائن بشري.
تسعى البشرية اليوم إلى عدالة أشمل لتواجه ظاهرة العولمة الواسعة؛ ففي أماكن مختلفة من الأرض، يستمر مستوى الرفاهية في النمو، بينما يزداد عدد الفقراء الجدد بشكل خطير،وهنا يمثل الحب والاختيار التفضيلي للفقراء خياراً أساسياً للكنيسةالكاثوليكية.

في سبيل المزيد من الارتقاء برسالة الكنيسة الكاثوليكية في مصر ودورها الاجتماعي والتنويري، تتبنى مختلف مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية الدعوة إلى تعزيز ما جاء بوثيقة الإخوة الإنسانية التي تم توقيعها في العام 2019 بين قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وفضيلة الأمام الأكبر الدكتور/ احمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الشريف،والتي تؤكد على أهمية التآخيوالتعاون المشترك بهدف إيصال وترجمة محتوى الوثيقة إلىسياسات وقرارات ونصوص ومناهج تعليمية ومبادرات مجتمعية وإنسانية يتبناها قادة الفكر وصناع القرار المحلي ومسئولي منظمات المجتمع المدني.

في ختام كلمتي، أود مشاركة حضراتكم بما جاء في رسالة قداسة البابا فرنسيس بشأن الأخوة والصداقة الاجتماعية الصادرة في العام 2020 والتي تحدث فيها قداسته مؤكداً على قيمة وأهميةالتضامن والعمل لأجل خدمة الإنسانية، يتحدث قداسة البابا قائلاً: ” أمّا المجتمع الإنساني والأخويّ فهو قادرٌ على الاهتمام بضمان مرافقة الجميع في حياتهم، بطريقة فعّالة ومستقرة، ليس فقط من أجل تأمين احتياجاتهم الأساسية، ولكن حتى يتمكّنوا من تقديم أفضل ما لديهم، حتى لو لم يكونوا ذوي كفاءات باهرة… التضامن يعني التفكير والتصرّف من منطق الجماعة، وأولويّة حياة الجميع على استملاك البعض للخيرات. ويعني أيضًا محاربة الأسباب الهيكليّة للفقر، وعدم المساواة، وغياب العمل والأرض والسكن، والحرمان من الحقوق الاجتماعية وحقوق العمل”.

نتطلع دوماً معاً للمساهمة في كافة المبادرات والجهود الوطنية الأصيلة لخدمة وتنمية المجتمع المصري علي مستوي الجمهورية.
وفقنا الله جميعاً لخدمة وطننا الغالي تحت قيادة فخامة الرئيس / عبد الفتاح السيسي،
وتحيا مصر ،،،

تاريخ الخبر: 2023-06-12 00:21:57
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

قطع المياه 8 ساعات عن بعض مناطق بالجيزة في هذا التوقيت - أي خدمة

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-08 06:21:14
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٨)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-08 06:21:41
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية