أكد سفير كوريا الجنوبية، جون يونج بارك، لـ«الوطن» أن العديد من الشركات العالمية تحاول الوصول للسعودية، بعد التحول الكبير والضخم في المملكة، مما جعل العديد من الشركات العالمية تسعى للمشاركة في المشاريع السعودية.

وذكر بارك، في لقاء مع «الوطن» على هامش مشاركته في فعاليات الدورة الثانية من المنتدى العالمي لإدارة المشاريع، الذي انطلق الاثنين في الرياض تحت شعار «المنظومة المتكاملة لإدارة المشاريع: الطريق نحو التميز»، أن إدارة المشاريع لها دور كبير في التطور والتطوير الاقتصادي، مشيرا إلى أنه يرى أن رؤية المملكة 2030 حققت تغيرات اجتماعية وثقافية واقتصادية، وهذه التغيرات قد فاجأت العديد من الدول التي لم تكن تتوقع مثل هذا التغيير.

وأضاف: «أنا وأشخاص مثلي كانوا مشككين في التغيرات، لكن نظرة الناس الآن تغيرت، وهذه التغيرات تظهر لنا بشكل واقع»، لافتا إلى تطلعه لتعاون ناجح بين كوريا والسعودية، على الرغم من وجود فروق في إدارة المشاريع والمنتجات، ومؤكدا أن «التغيير شيء مهم، والقادة ينبغي أن يكون عندهم حس تأدية المهمة والتمتع بالنزاهة».

تطور سريع

أكدت الدكتورة لمياء صقر، العضوة المنتدبة في شركة «أدفايزر» متحدثة في المنتدى، لـ«الوطن» أن ما تمر به المملكة شيء يشبه الحلم بسبب التطوير الكبير والمستمر من سنة لأخرى في كل المجالات، ولا سيما بالنسبة للنساء اللاتي حضرن المنتدى، وتولين القيادة، مما جعل العالم كله يشهد بأن السعودية رائدة في إدارة المشاريع.

وبيّنت: «إدارة المشاريع دراسة وموهبة وتعليم مستمر، وتتطور بشكل مستمر كل يوم، وهناك أشياء جديدة فيها، خصوصا مع التحول الرقمي، مما أدى إلى أننا نركز على السمات الشخصية والمهارات والذكاء الاجتماعي التي تجعل الشخص مديرا ممتازا»، مؤكدة أنه «لا يوجد هناك فرق في إدارة المشاريع بين البلدان، بالإضافة إلى أنه لا يوجد فرق بين الرجال والنساء في إدارة المشاريع، فقط الفارق الوحيد هو السمات الشخصية لدى كل شخص التي تجعله مدير مشروع ناجحا».

منتدى إدارة المشاريع

انطلق المنتدى العالمي لإدارة المشاريع بحضور محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه، المهندس عبدالله العبدالكريم، والسفير الكوري الجنوبي، وبتنظيم معهد إدارة المشاريع.

وألقى رئيس المنتدى ومعهد إدارة المشاريع - فرع المملكة العربية السعودية، المهندس بدر بورشيد، كلمة أكد فيها انطلاق أهداف المنتدى العالمي لإدارة المشاريع من رؤية المملكة 2030، للإسهام في إنجاحها، وتحققها عبر فتح مجالات جديدة للنشاط الاقتصادي، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.

وأعرب بورشيد عن اعتزازه بالنمو المتسارع والإنجازات العظيمة التي حققها المنتدى منذ انطلاقه، والتي أسهمت في تحقيق نتائج ملموسة للأهداف الإستراتيجية التي قامت عليها أركانه.

واختتم رئيس المنتدى كلمته بالإشادة بالعلاقات والشراكة الناجحة التي تربط المملكة العربية السعودية وجمهورية كوريا الجنوبية، ضيف شرف المنتدى لهذا العام، في قطاع إدارة المشاريع، لبناء فرص مشتركة وعديدة تسهم في ازدهار القطاع، وتستقطب الشركات الكورية الواعدة.

بينما عبر جون يونج بارك عن سعادته وامتنانه، لكونه جزءًا من هذا المنتدى، لافتا إلى التطور المتسارع الذي شهدته المملكة خلال العقود الأخيرة، من تطوير البنية التحتية وتنفيذ المشاريع الكبرى واستقطاب الاستثمارات الأجنبية وتسهيل الممارسات التجارية.

في حين أكد محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه فخره واعتزازه بكفاءة الكوادر والقيادات الوطنية الشابة في مجال إدارة المشاريع.

10 آلاف مهتم

شهد المنتدى حضورا كبيرا من المهتمين، سواء من داخل السعودية أو خارجها، الذين تجاوز عددهم 10000 زائر من أكثر من 100 دولة، إلى جانب مسؤولين حكوميين وخبراء دوليين وإقليميين ومحليين، ونخبة من المتحدثين ومديري المشاريع وصناع القرار، وأبرز المهنيين وقادة الفكر في مجال إدارة المشاريع من مختلف دول العالم، والمختصين بإدارة المشاريع.

وسيناقش 80 متحدثا ومختصا في جلسات المنتدي الاتجاهات المستقبلية لإدارة المشاريع، ودورها في تعزيز منظومة الاقتصاد بشتى القطاعات، بالإضافة إلى الاستدامة في العالم، حيث ستستمر الفعاليات يومين حتى الـ13 من يونيو الجاري.

جلسات المنتدى

شهد اليوم الأول للمنتدى تنظيم جلستين حواريتين، حملت الأولى عنوان «المنظومة المتكاملة للمشاريع الكبرى»، وكانت الأخرى عن «عمليات التحول التنظيمي في المؤسسات والجهات المختلفة.. تقنيًا وثقافيًا»، إلى جانب جلسات فنية من أجل مناقشة التحول الرقمي وإدارة المشاريع والتحول في صناعة الطيران، واستعراض مشاريع سياحية صديقة للبيئة متعددة الاستخدامات، ورحلة استدامة الرياض في أعمال البناء. كما شهد توقيع مذكرات تفاهم وتكريم الرعاة.