رحل بيرلسكوني وبقي ترامب مع تركة ثقيلة من "الشعبوية العفنة" – الغارديان

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

برلسكوني كان يعتمد نهجا شعوبيا ويستخدم الإعلام ببراعة لاستمالة الناخبين

نبدأ جولتنا في الصحف البريطانية من صحيفة الغارديان التي نشرت مقالا للباولو غرباودو الذي قال: "ربما انطوى رحيل سيلفيو برلسكوني من بالازو شيغي، المقر الذي استخدمه أثناء توليه رئاسة وزراء إيطاليا، على شيء من الإذلال بعد فضيحة ممارسة الجنس مع قاصر المعروفة إعلاميا باسم "حفلات بونغا بونغا". كما انعكس ذلك الخروج المهين على علاقاته بزعماء أوروبيين من أمثال الرئيس الفرنسي السابق نيكولاس ساركوزي والمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا مركيل".

وأضاف أن برلسكوني - الذي توفي في مستشفى في مدينة ميلانو الإيطالية جراء عدوى تنفسية عن عمر يناهز 86 سنة - جمع عدة خصال مكنته من استمالة الناخبين الإيطاليين على مدار فترة ولايته، أبرزها "الشخصية المتطرفة سياسيا، واستغلال الإعلام المرئي والديماغوغية الصريحة ببراعة في إشاعة خيبة الأمل والسخرية من الواقع لدى الناخبين.

ورأى غرباودو أنه - بعد مقارنة نهج برلسكوني مع عدد من الزعماء الشعوبيين في السنوات في الفترة من 2010 إلى 2020 - أن ترامب هو النموذج الأقرب للزعيم الإيطالي السابق. وأضاف أنه الرئيس الأمريكي السابق يشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي الراحل في كل ما سبق من سمات شخصية إضافة إلى أن كليهما يفضل أن يصف نفسه بأنه ليس "سياسيا محترفا"، بل "رائد أعمال عصامي دخل إلى عالم السياسة لخدمة بلاده".

كما اشترك ترامب مع برلسكوني في أن كليهما يعرف نفسه على أنه ضحية القضاء ومؤسسات الدولة التي يناصبها العداء، وأنه يخضع لضغوط هائلة من تلك المؤسسات. ويشتركان أيضا في البراعة في تحويل كل ما يواجهه من اتهامات إلى وقود يسير به مسافات أطول، وفقا للغارديان.

ودلل الكاتب على ذلك بالإجراءات القانونية التي تشهدها ساحات محاكم أمريكية ضد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو ما يُعد سيرا على خطى الزعيم الإيطالي الراحل الذي خاض جولات في المحاكم الإيطالية.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • روسيا وأوكرانيا: السلطات الأوكرانية تعلن تحرير قرية رابعة جنوب شرقي البلاد
  • دونالد ترامب: هل سيدخل الرئيس الأمريكي السابق السجن؟ - التايمز
  • روسيا وأوكرانيا: موسكو تعلن إحباط هجوم أوكراني بستة زوارق مسيرة جنوب شرقي البحر الأسود
  • كيف يمكن المقارنة بين ترامب وبايدن وبنس من حيث التعامل مع الوثائق السرية؟

قصص مقترحة نهاية

سيلفيو برلسكوني: تبرئة رئيس الوزراء الإيطالي السابق من تهمة رشوة شهود في قضية حفلات "بونغا بونغا"

من هو سيلفيو برلسكوني رئيس وزراء إيطاليا السابق صاحب الفضائح الجنسية والمالية والسياسية؟

"الأرض المحروقة" في أوكرانيا

ننتقل إلى صحيفة الإندبندنت التي ألقت الضوء على سياسة روسيا الحالية في التعامل مع الصراع في أوكرانيا. وذكر مقال كتبته بيل ترو في الصحيفة أن روسيا تتبع سياسة "الأرض المحروقة" في أوكرانيا.

واستشهدت ترو على ما ذهبت إليه من أن موسكو تستخدم تلك الاستراتيجية بالأضرار البالغة التي لحقت بسد نوفا كاخوفكا، وفقا لتصريحات أدلى بها حاكم منطقة خيرسون الذي أشار خلالها إن هذه الكارثة قد تسبب "أزمة بيئية وإنسانية لنسبة كبيرة من سكان المنطقة".

وقال حاكم خيرسون أوليكسندر برودوكين إن روسيا تستخدم "تكتيكات الأرض المحروقة لتدمير أوكرانيا وتوجيه ضربة للأمن الغذائي العالمي بعد أن أدى تدمير سد رئيسي في المنطقة الجنوبية إلى أسوأ كارثة بيئية في تاريخ أوروبا الحديث".

صدر الصورة، MAXAR TECHNOLOGIES/REUTERS

التعليق على الصورة،

صورة بالأقمار الصناعية لمنازل غمرتها المياه على طول نهر دنيبرو جنوب شرق خيرسون

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

ووصف برودوكين تعطيل محطة الطاقة الكهرومائية التابعة لسد كاخوفكا بأنه "أكبر كارثة من صنع الإنسان في عقود طويلة. القوات الروسية تستخدم تكتيكات 'الأرض المحروقة' في أوكرانيا".

وتتهم كييف موسكو بأنها قصفت السد من أجل الحد من تقدم القوات الأوكرانية إلى جنوب خيرسون، إذ كانت روسيا تسيطر عليه منذ غزوها لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير/ شباط 2022. وكان من بين الخسائر الكبيرة التي تكبدتها أوكرانيا جراء هذا التفجير إجلاء أكثر من 2500 شخصا من المناطق التي تضررت من الفيضانات الناتجة عن الحادث الذي أسفر عن فيضان أكثر من 18 مليون طنا من المياه، مما أدى إلى تهديد حياة عشرات الآلاف من السكان في المنطقة التي تحتل القوات الروسية أجزاء منها.

واستشهدت كاتبة المقال أيضا بتصريحات نائبة وزير الدفاع الأوكراني هنا ماليار التي أشارت فيها إلى أن "انفجار محطة الطاقة الكهرومائية التابعة لسد كاخوفكا كان من الواضح أنه كان بنية منع قوات الدفاع الأوكرانية من شن هجومها المضاد في قطاع خيرسون".

ونجحت قوات أوكرانيا في استعادة السيطرة على خيرسون بعد هجوم مضاد قنفذته ضد القوات الروسية التي استولت على المنطقة في أوائل غزوها للبلاد العام الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأضرار التي لحقت بالسد الأوكراني قد يكون لها تداعيات على الأمن الغذائي العالمي علاوة على الأضرار المباشرة التي قد تتضمن تشريد عشرات الآلاف من سكان خيرسون.

روسيا وأوكرانيا: إجلاء الآلاف من السكان عقب تفجير سد نوفا كاخوفكا

سد نوفا كاخوفكا: كيف سيؤثر تفجير السد على مسار الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟

شهر الفخر: مجتمع الميم "متخوف" من المستقبل في إسرائيل

مخاوف مجتمع الميم

ولا زلنا في الإندبندنت مع مقال بورزو داراغاهي الذي يرى أن هناك خطر قائم على مجتمع الميم في أوغندا حتى قبل صدور القانون الذي ينطوي على كثير من التمييز ضد هذا المجتمع، والذي أثار مخاوف لدى نشطاء حقوق المثليين والمتحولين جنسيا في البلاد وما يمكن أن يتعرضوا له من عنف وقمع.

ويرى الكاتب أن هناك بالفعل مذابح وانتهاكات خطيرة ترتكب في حق الأقليات الجنسية في أوغندا حتى قبل توقيع الرئيس الأوغندي قانون "مناهضة المثلية الجنسية" في 29 مايو/ أيار الماضي وما أثاره ذلك القانون من مخاوف في مجتمع الميم.

ويتضمن القانون عقوبات تصل إلى السجن المؤبد والإعدام للعلاقات الجنسية المثلية التي تتم بموافقة الطرفين. لكن هذه العقوبات جاءت لتقنين ما كان يحدث أثناء تعامل السلطات مع المثليين جنسيا أو الأقليات الجنسية بصفة عامة. وقال داراغاهي إن ممارسات تنطوي على انتهاكات حقوقية كانت ترتكب في حق هذه الأقليات في أوغندا، من بينها "الاعتقالات العشوائية، والانتهاكات على يد رجال الشرطة، والتطهير في أماكن العمل، والطرد من منازلهم، والحرمان من الرعاية الصحية وغيرها من الانتهاكات الموثقة من قبل باحثين في حقوق الإنسان".

المثلية الجنسية: تحقيق لبي بي سي يكشف كيف تتصيد الشرطة في مصر مجتمع الميم

مجتمع الميم: جدل حاد بين هيومن رايتس ووتش وقطر بشأن معاملة المثليين

مجتمع الميم: البرلمان الروسي يشن حملة قمع جديدة ضد المثليين

كما تقوم الشرطة باعتقالات جماعية أثناء احتفالات "مسيرة الفخر"، والتي تتضمن مداهمة الحانات وإجبار المحتجزين على الخضوع لفحوص طبية مهينة ومؤلمة اعتبرتها منظمة هيومان رايتس ووتش ممارسات تعذيب في بعض الحالات.

"ومن المحتمل أن يؤدي القانون الجديد إلى خسائر في الأرواح، إذ يتفادي المصابون بمرض نقص المناعة المكتسبة "أيدز" الحصول على خدمات الرعاية الصحية خشية الإيقاع بهم في يد السلطات التي تجرم - بموجب القانون الجديد - ممارسة المثلية الجنسية. وقال ائتلاف من مقدمي الرعاية الصحية في أوغندا إن "العار والتمييز المرتبطين بالقانون أدى بالفعل إلى صعوبة بالغة في توفير خدمات الوقاية والعلاج" من الأمراض ذات الصلة بالمثلية"، وفقا للاندبندنت.

واقترح كاتب المقابل بعض الحلول لمواجهة التمييز الذي ينطوي عليه القانون الجديد ضد الأقليات الجنسية، أبرزها الاستعانة بزعماء العالم المتقدم الذين يمكنهم توجيه انتقادات للقانون والسلطات في أوغندا. واستشهد بتصريحات للرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قال: "يعتبر تطبيق قانون مناهضة المثلية الجنسية انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان العالمية، وهو ما لا يستحقه شعب أوغندا علاوة على كونه قانون يضع مستقبليات النمو الاقتصادي الضروري للبلاد".

كما رأى داراغاهي أن هناك إمكانية لاستغلال المؤتمرات الدولية - التي يحضرها الكثير من الشخصيات الهامة على مستوى العالم - التي تستضيفها أوغندا في أن يتحدث المشاركون فيها عن القانون ومدى انتهاكه لحقوق الأقليات الجنسية في البلاد.

ورجح أيضا إمكانية استخدام سلاح المساعدات المالية ضد السلطات في أوغندا - التي تتلقى مليارات الدولارات من المساعدات المالية من دول الغرب - في مواجهة الطبيعية القمعية للقانون الجديد الذي بدأ تطبيقه في البلاد.