هم كذالك دائماً، تريدهم الألقاب، تبحث عنهم، تخطب ودهم، حتى لو لم يكونوا في ذلك اليوم كما كانوا قبله، كرة القدم الذكية تحب من يحبها، توفي له بالعهد، تعينه في وقت حاجة، لأنه يستحق، لأن رصيده لديها عامر.
«مان ستي» يحقق البطولة الأغلى، يحقق اللقب الأوروبي الكبير، لأول مرة في تاريخه، إنها ليست فقط ثالث بطولات الموسم، بل جاءت لتفتح الباب أمام 6 ألقاب ما زالت في ملعب هذا الموسم، وهي ممكنة، لم لا، مع الفريق الأروع والأقوى، الذي حقق اللقب الأوروبي بمجموع أعماله المدهشة وليس بتفوقه في التسعين دقيقة، لم لا ولديه الفيلسوف بيب الذي يحقق الثلاثية التاريخية لثاني مرة في تاريخه ليكون الوحيد الذي فعل ذلك، مع برشلونة أولاً ثم السيتي ثانياً.
نعم لم لا، وهو المستقر، إنها الخصلة التي تحبها الكرة وتكافئ عليها في زمن الصخب والتغيرات الدائمة، وهي الظاهرة التي أصابت الكبير والصغير، القوي والضعيف.
هنيئاً للمان سيتي بملاكه، وبإدارته، هنيئاً له أبناء الإمارات، الذين كانوا وراء المجد الجديد، والألقاب القياسية، واللقب الأوروبي تحديداً الذي يكتمل به مشهد العز والفخار.
آخر الكلام
تحية لهذا النهائي المدهش الذي سيطر على أعين وعقول كل عشاق كرة القدم في العالم.
تحية لهذا النهائي الذي أقيم بملعبين، الأول بإسطنبول، حيث الملعب الأولمبي الذي امتلأ عن آخره، والثاني بميلانو، حيث اكتظت الجماهير الإيطالية هناك لتتابع على شاشة عملاقة، وكأنه مشهد حي، وكأنها المباراة الوحيدة التي أقيمت بملعبين.
وتحية أخيرة ومستحقة للانتر، الفريق الإيطالي العريق، الذي قدم نهائياً رائعاً، رغم الخسارة بالهدف الوحيد، لقد قال لنا إن الكرة الإيطالية عائدة فانتظروها، وكأنه أراد إن يمسح الدموع المنهمرة من العيون، والتي ارتوت بها أرضية السان سيرو العريق. إنها الكرة التي انحازت لمن أمتع الناس كل الوقت، على مدار الأيام والشهور، وليس مجرد 90 دقيقة عابرة.
*نقلا عن البيان الإماراتية
