في ذكرى انطلاق رحلة ابن بطوطة التي وثقها بكتابه رحلة ابن بطوطة، والذي يعد من أشهر كتب الرحلات في التاريخ، لتوثيقه وعلى مدار فترة زمنية طويلة كثرة أسفاره، بمشاهد وروايات من مختلف المدن والعواصم التي زارها على مدار 25 عامًا قبل عودته مرة أخرى إلى المغرب، وبسبب شهرته العالمية لقبته «جمعية كامبريدج» بـ«أمير الرحالة المسلمين».

بداية زيارة ابن بطوطة لمصر

وبدأ ابن بطوطة رحلته بمصر من مدينة الإسكندرية قادمًا من طرابلس بليبيا، التي وصفها بكتابه «رحلة ابن بطوطة» بأن لها 4 أبواب وأهلها يزرون القبور يوم الجمعة، ولها مرسى ليس له مثيل بالعالم، وأبدى دهشته بعمود السواري وذكر بعض علماءها وروى عن كرامات شيوخها، واستطرد في ذكر حسنها قائلًا: «وصلنا إلى الإسكندرية حرسها الله، وهي الثغر المحروس، والقطر المأنوس العجيبة الشأن، الأصيلة البنيان، بها ما شئت من تحسين وتحصين، ومآثر دنيا ودين، كرمت مغانيها، ولطفت معانيها، وجمعت بين الضخامة والإحكام مبانيها، فهي الفريدة تجلى سناها، والخريدة تجلي في حلاها».

النيل والأهرامات والجوامع أبرز مشاهدات ابن بطوطة بكتابه

وجهته الثانية بعد الإسكندرية كانت القاهرة، إذ بدأ في الحديث عن النيل والأهرامات والجوامع كجامع عمرو بن العاص والمدارس التي ذكر أنها كثيرة جدًا ويصعب حصرها، والمارستانات أي المستشفيات والزوايا ويقصد به موضع معد للعبادة والإيواء وإطعام الواردين والقاصدين.

ابن بطوطة عن محافظة قنا: أهلها يقرأون كل يوم حزبًا من القرآن

ثم زار مدينة أسيوط التي وصفها بأنها مدينة رفيعة أسواقها بديعة، ثم انتقل لمدينة أخميم بسوهاج، ونزل بزاوية الشيخ أبي العباس بن عبد الظاهر، ورحل بعدها لمدينة «هو» بمحافظة قنا، ووصف أهلها بأنهم يقرأون كل يوم حزبًا من القرآن كل يوم بعد صلاة الصبح، ثم يقرأون أوراد الشيخ أبي الحسن الشاذلي.

ابن بطوطة عن الأقصر: بساتينها مورقة

 ثم تركها وذهب لمدينة قوص بمحافظة قنا التي وصفها بأن بساتينها مورقة وأسواق مونقة، وأن بها العديد من المدارس والمساجد، لينتقل بعدها لمدينة الاقصر التي وصفها بأنها صغيرة وحسنة ورحل عنها لمدينة أرمنت التي وصفها بأنها صغيرة وبها بساتين على ساحل النيل، وسافر بعدها الى مدينة أدفو زار بعدها مدبنة بلبيس المدينة الكبيرة ذات البساتين الكثيرة ليذهب إلى مدينة العريش ومنها ترك مصر إلى غزة.

رحلة ابن بطوطة كانت لأداء رحلة الحج

ومن جانبه أكد الدكتور أيمن فؤاد في حديثه لـ«الوطن»، أن ابن بطوطة بدأ رحلته عام 725 هجريًا وفي شهر يونيو عام 1325 ميلاديا، وفي عمر الحادية والعشرين، بهدف الذهاب لأداء مناسك الحج بالأراضي المقدسة، غير أن الظروف قادته إلى هذه الرحلة الطويلة، التي استغرقت ما يقرب من ربع قرن، وهي تعد أطور رحلة لرحالة في هذه الفترة التاريخية، فترة العصر ما قبل الحديث، أو فترة العصور الوسطى، وينافسه فيها رحالة بندقي من فيسنسيا بارك بولو، لكن ليس على نفس المستوى من الأداء والمعلومات التي قدمها ابن بطوطة.

لقب ابن بطوطة

ومر مُحمَّد بن عبد الله بن مُحمَّد اللواتي الطنجي الشهير بـ«ابن بطوطة» وهو لقبه الذي أطلق عليه نتيجة ترحاله، بمصر، بحسب ما ذكر أستاذ التاريخ الاسلامي، فنزل إلى الإسكندرية أولًا، وزار القاهرة بعد ذلك ووصف بكتابه مصر بعهد السلطان ناصر الدين محمد بن قلاوون، ووصف القرافة والمزارات الدينية الموجوة بمصر والمشهد الحسيني والأهرامات والبرابي ويقصد بها المعابد.

مدن مصرية برحلة ابن بطوطة

وزار ابن بطوطة برحلته العديد من المدن المصرية منها دمياط والإسكندرية ولكي يكمل طريقه للحج مر على الصعيد بأكمله، حتى وصل إلى مدينة قوص، ليسلك الطريق الصحراوي بالصحراء الشرقية لكي يصل إلى ميناء عيذاب المصري الذي يتم منه الوصول إلى جدة، غير أن حرب الأتراك بتلك المنطقة عطلت من سير المراكب، وهو ما اضطر ابن بطوطة للعودة مرة أخرى إلى قوص ومنها إلى الفسطاط والقاهرة، وقرر أن يسلك طريق الشام فخرج إلى بلبيس ومنها إلى بلاد الشام ومنها التحق بركب الحج الشامي إلى الحجاز، بحسب ما أكد «فؤاد».