"سنوات على الانتصار".. يونس مخيون الرئيس السابق لحزب «النور»: حذرنا الإخوان من 30 يونيو فقالوا «يوم وهيعدى وكل اللى هايطلع 50 ألف»

- لو استجاب مرسى لمبادرتنا لانتهت الأزمة.. والكتاتنى قال عن مبادرة الجيش: إيه دخلهم بالموضوع؟

- الجماعة قسّمت الشعب المصرى واعتبرت 30 يونيو ثورة ضد الإسلام وداعميها كفارًا 

- رأيت الفلاحين يخرجون للتظاهر لأول مرة.. وخطاب رابعة كان فى منتهى السوء

- بعد نزول المتظاهرين كلمت البلتاجى عن انتخابات رئاسية مبكرة فاتهمنا بالخيانة والعمالة

«وجود السلفيين واللحية أفشل محاولة الإخوان تصوير مشهد ٣٠ يونيو على أنه حرب ضد الإسلام، وقد نالنا بسبب ذلك أذى كثير مع وضع قادة السلفية على قائمة الاغتيالات».. بهذا لخص يونس مخيون، رئيس مجلس شيوخ حزب «النور» والرئيس السابق للحزب، موقف الدعوة السلفية من الثورة ضد حكم الجماعة الإرهابية وما عانته بسبب ذلك. 

وفى الجزء الثانى من حواره لبرنامج «الشاهد»، مع الإعلامى الدكتور محمد الباز، على قناة «إكسترا نيوز»، الذى تنشره «الدستور» فى السطور التالية، كشف «مخيون» عن محاولات عدة شخصيات للوساطة وحل الأزمة قبل ٣٠ يونيو وبعدها، وكذلك عن قبول القوات المسلحة، بقيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع وقتها، عددًا من المبادرات للحل لفض اعتصام رابعة سلميًا، والتى رفضها الإخوان بدعم من قوى خارجية، كما كشف عن طلب السفارة الأمريكية من السلفيين أن ينضموا إلى الاعتصام من أجل إحداث أكبر قدر من الفوضى الخلاقة، وهو ما رفضته القيادات السلفية.

■ كيف تعامل حزب النور مع ظهور حركة تمرد؟

- مع ظهور حركة «تمرد» استشعرنا خطورة الأمر، وكان هناك تجاوب كبير جدًا فى الشارع مع هذه الحركة، ليس حبًا فيها ولكن سخطًا على الوضع القائم والمشكلات المعيشية التى كانت موجودة.

والحقيقة أن الأمر لم يكن فى يد الرئيس المعزول محمد مرسى، وكان المفروض أن يستشعر ذلك وينسحب خطوة إلى الوراء، فاستشعرنا خطورة الأمر وطلبنا لقاءً مع مكتب الإرشاد فى منتصف شهر يونيو ٢٠١٣، وكنا داخلين على حركة تغيير محافظين، وعرفنا إنهم قرروا أن يأتوا بمحافظين إخوان.

وجاء وفد من الإخوان إلى الإسكندرية، وكان يتكون من محمود عزت ومحمود غزلان وحسين إبراهيم وقيادات كبيرة من الجماعة، وأبلغناهم بخطورة الأمر، وأننا خائفون من ٣٠ يونيو، ولا بد أن يكون هناك حل، وتقدمنا بورقة لحل هذا الأمر، لكن جاء رد فعلهم عجيبًا جدًا، واستخفوا تمامًا بالموضوع، وقالوا لنا: «ولا يهمكم، ونتوقع أن يوم ٣٠ يونيو هيعدى زى أى يوم، وكل اللى هيطلع ٥٠ ألف، فمتشغلوش بالكم»، وقد تعجبنا من هذا الرد، وقلنا هم أكيد «مغيبين أو بيستغفلونا».

ووجهة نظرنا كانت هى حل المشكلة وليس تجاوزها، والورقة التى قدمناها لقيادات الإخوان كانت تحتوى على أشياء سهلة التنفيذ من أجل نزع فتيل الأزمة وقتها، ولو قيادات الإخوان استجابوا واستمعوا إلى هذه الحلول لكانت الأزمة قد انتهت.

ويومها أخرج «مرسى» ورقة من جيبه، وقال هذه مبادرة من الجيش، وقرأها، وكل الموجودين للأسف رفضوا ما فيها، ما عدا حزب «النور»، وقال سعد الكتاتنى وقتها: «إيه اللى دخل الجيش فى الموضوع؟».

وقد نصحناهم وطلبنا تأجيل إعلان حركة المحافظين، وقلنا: «إنتوا كده بتحطوا البنزين على النار»، لكن وجدنا منهم عدم استجابة.

■ حدثنا عن الاتفاق على اعتصام رابعة؟

- عندما تمت دعوتنا للقائهم يوم ٢١ يونيو كانت فكرة الجماعة هى مقابلة الحشود بالحشود، وكانت وقتها بداية التفكير فى اعتصام رابعة، لكننا رفضنا تمامًا المشاركة.

ووقتها دعت جماعة الإخوان الأحزاب الإسلامية فى مقر حزب «الحرية والعدالة» من أجل ٣٠ يونيو، وحضرنا مرتين لكن لم نحضر فى الثالثة، وشعرنا بأن الجماعة تريد توريطنا فى الاجتماع الأخير قبل الثورة، وهو الاجتماع الذى تم خلاله الإعلان عن مليونية رابعة.

وحصل تمهيد وحشد للأحزاب الإسلامية باعتبار أن ٣٠ يونيو ضد الإسلام والشريعة والرئيس المسلم، لكننا كنا نعلم أن الحقيقة ليست كذلك، وقلنا إن «الناس دى هى اللى انتخبت الإخوان ومش طالعين ضد الدين والإسلام»، لكن الإخوان صدّروا للناس أن ما يحدث هو حرب ضد الدين ورفع راية الشريعة، لجذب المتعاطفين، وبالفعل نجحوا فى جذب العديد من الأصوات الإسلامية، التى انخدعت بهذا الشعار.

■ كيف تابع حزب «النور» خطاب مرسى الأخير؟

- محمد مرسى لم يكن موفقًا فى خطابه تمامًا، وأيضًا تمت دعوتنا لحضور مؤتمر دعم سوريا، وقلت وقتها إن هذا خطأ لأن هذا يعزل مرسى عن الشعب ويضعه فى خانة رئيس الطوائف الإسلامية فقط، وسألت من دعانى: ما رأى محمد مرسى فى القضية السورية؟ ليرد: «موقف زى الزفت»، ورفضنا حضور المؤتمر.

والجماعة وقتها قسّمت الشعب المصرى، واعتبرت داعمى ٣٠ يونيو كفارًا، وأن المؤمنين هم من يدعمون الإخوان، والأمر كان خطيرًا جدًا.

■ ماذا عن اجتماع الأحزاب يوم ٢٩ يونيو فى قصر القبة والمناقشات التى دارت خلاله؟

- جاءنى تليفون من رئاسة الجمهورية بأن هناك اجتماعًا للأحزاب الإسلامية مع محمد مرسى فى قصر القبة فى الساعة الثامنة مساءً لمناقشة المشهد، و«مرسى» جمع الأحزاب من أجل المبادرة التى تقدمت بها القوات المسلحة، وكانت شبه مطابقة لمبادرة حزب «النور» وبسيطة جدًا.

وأول من تحدث كان الدكتور سعد الكتاتنى، وقال إن المبادرة ليست لها قيمة، وكانوا يعتقدون أن الشعب كله مع الإخوان، لكننا قلنا إن الوضع ليس كذلك والأمر خطر، والشارع خرج من بين أيادينا، ولا بد أن تكون هناك حلول، لكن كلامنا لم يجد أى صدى.

■ وماذا عن الفترة من ٣٠ يونيو إلى ٣ يوليو؟

- الخطاب على منصة رابعة كان فى منتهى السوء، وكان بمثابة إعلان حالة حرب، وقسموا الشعب إلى قسمين، إسلامى وغير إسلامى، وقد رصدنا خروج أعداد كبيرة فى ٣٠ يونيو، وكانت أول مرة أرى فيها الفلاحين يخرجون فى مظاهرات. 

وقبل ٣٠ يونيو بأربعة أيام نظمنا مؤتمرًا صحفيًا فى الهرم، وأعلنا عن موقفنا بوضوح، ورأينا أن نترك الحكم لصناديق الاقتراع، ورفضنا نزول الناس فى الشوارع لعدم حدوث صدام بين أبناء الوطن الواحد، وقلنا إن هناك انتخابات برلمانية على الأبواب، والدستور الجديد أعطى صلاحيات لرئيس الوزراء أكثر من صلاحيات رئيس الجمهورية، ونترك الشعب يحكم ورئيس الوزراء يدير البلد، و«مرسى» يخلص فترته ويمشى.

■ ما كواليس مشهد ٣ يوليو من وجهة نظركم؟

- لما رأينا أن الناس نزلت بهذه الكثافة والجيش طلع بيان الإنذار الأخير، أصبحت الأمور واضحة، لكن الإخوان وظفوا هذا البيان كأنه تأييد لهم.

وقد اجتمعنا حتى منتصف الليل واتفقنا على أن نطلق مبادرة يكون أهم بند فيها هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وكلمت محمد البلتاجى وقتها وأبلغته بذلك، فاتهمونا بالخيانة والعمالة.

■ ماذا عن اجتماع القوى الوطنية؟

- يوم ٣ يوليو صباحًا، اتصل بى اللواء محمد العصار، وقال لى: إحنا عاوزينك فورًا لحضور اجتماع مصغر للقوى الوطنية لبحث الأوضاع فى الفترة المقبلة، وقد كنت أعرف تفكير الإخوان وأعلم أنهم لن يحضروا الاجتماع، ولو كان الكتاتنى حضر لتغيرت أمور كثيرة.

ووقت ذهابى للمشاركة فى اجتماع ٣ يوليو قادمًا من المنوفية، وجدت مجموعة من البلطجية يغلقون طريق بركة السبع، وشاهدت سيارة محطمة فقررت العودة عن الطريق خوفًا من تحطيم السيارة، وأكملت المشوار للقاهرة على طريق السويس، لأنه مؤمّن من قِبل القوات المسلحة، وحضر بديلًا عنى المهندس جلال المرة، وكان يتابع معى أولًا بأول.

وخلال الاجتماع كان هناك اقتراح بأن يعطوا لمرسى فرصة أخيرة، وأن يتم التحدث معه من قِبل البعض، ووزيرالدفاع وقتها الفريق أول عبدالفتاح السيسى لم يعترض، ولكن الموجودين كلهم رفضوا، وما استشعرته وقتها هو أن محمد مرسى انتهى ولم يعد موجودًا بالسلطة.

■ اتجاه الإخوان كان يروج إلى أن الثورة ضد الإسلام وقامت لهدمه.. فهل خشيتم من وجودكم بالمشهد؟

- كان لدينا يقين، ورأينا فى الدستور أنه لا يوجد موقف مضاد للشريعة من قِبل المؤسسة العسكرية، ولم نر أى مشاهد تدل على ذلك، كما تيقنا من أن الناس خرجت ليس ضد الدين ولكنهم محبون للدين والإسلام، وأنهم خرجوا لأن هناك فشلًا فى إدارة الدولة واحتقانًا ومشاكل معيشية.

والإخوان حاولوا تصوير المشهد على أنه حرب دينية، ووجودنا فى المشهد أفسد عليهم الأمر، ولذلك هم يبغضوننا بغضًا شديدًا لأننا أفسدنا محاولات تصوير أن ٣ يوليو ضد الدين ليكسبوا تعاطف الناس، ووجود الحزب السلفى المعروف بأنه متمسك بالدين وبـ«لحية» فى المشهد أفسد الفكرة تمامًا.

وبوجودنا نزعنا فتيل ما يمكن أن يكون حربًا أهلية، لأنه كيف يكون هؤلاء موجودين وهم ضد الدين؟، ووجودنا كان مهمًا لأن الدولة كانت داخلة على مرحلة خطيرة.

وأكرر؛ لو قبل الإخوان بمبادرة الجيش فى الأول لم يكن قد حدث كل هذا، والرئيس السيسى أعلنها وقال: «لو أعلن محمد مرسى عن انتخابات رئاسية مبكرة لرفع الحرج عن الجميع وعن الجيش».

وبعد ٣٠ يونيو، ونتيجة لموقفنا تعرضنا لأذى شديد من الإخوان وأتباعهم، كما تعرضنا للسب والشتيمة، وتعرض حزب «النور» للاستهداف من الإخوان، وتعرض منزل الدكتور ياسر برهامى للهجوم، كما أنى تلقيت تهديدًا بالقتل.

والإخوان وضعوا قائمة اغتيالات لقادة الدعوة السلفية، وكان من ضمن المستهدفين أيضًا شيخ الأزهر، كما كانت هناك محاولة اغتيال للشيخ ياسر برهامى والأمن أحبطها، وتم القبض على مجموعة أخرى فى الإسكندرية تخطط لاغتياله.

■ ما شهادتك على اعتصام رابعة من بداية الفكرة وحتى الفض؟

- اعتصام رابعة كان علامة فشل وإخفاقًا كبيرًا جدًا للإخوان ومن معهم، وكان هذا القرار من القرارات التاريخية، ومنبثقًا من عدم تقييمهم المواقف، وعدم إدراكهم الأمور، وعدم إلمامهم بموازين القوة، وعدم استفادتهم من التاريخ والماضى.

والإخوان اختاروا طريق الصدام، وسمعت وزيرًا منهم يقول: «اجتمعنا فى قيادات الإخوان والدعوة الشرعية فى رابعة، وقلنا إن أمامنا خيارين، الأول السلمى السياسى والثانى صدامى، وفيه ناس هتموت وآخرون سيدخلون السجن، وبالإجماع تم اختيار الطريق الصدامى».

وقد كانت هناك مبادرات شاركنا فيها أثناء «رابعة»، وقيادات الاعتصام اتصلوا بالشيخ ياسر برهامى، وكان وقتها فى الاعتكاف، وقالوا: «عايزينكم تدعمونا فى مبادرة سليم العوا»، ومبادرته كانت أن يخرج محمد مرسى ويفوّض رئيس الوزراء مكانه ليدير البلاد ويدير انتخابات رئاسية.

والشيخ ياسر قال إن خروج مرسى من السجن أصبح أمرًا مستحيلًا، والحل هو أن يعرض أن يتم تسجيل فيديو يعلن فيه تنحيه وتعيين رئيس الوزراء لحين إجراء انتخابات رئاسية.

والشيخ ياسر قطع اعتكافه لمقابلة وزير الدفاع وقتها الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وعرض عليه مبادرة سليم العوا لتنحى مرسى، والسيسى قال إنه ليس لديه مانع لو وافقت القوى السياسية، ولكنها رفضت.

وبعدها فوجئ الشيخ ياسر برسالة من قيادات الإخوان جاء فيها: «ننتظرك فى رابعة أنت وإخوانك وسنحملكم على الأعناق»، وتساءلنا: من أين يريدون تنفيذ مبادرة العوا والحشد لاستمرار الاعتصام؟!.

ونفس الأمر حدث مع مبادرة الشيخ محمد حسان، فقد ذهب هو و٦ أشخاص معه من الدعاة الكبار وعلماء الأزهر وأنصار السنة، وتقابلوا فى رابعة، وقال لهم: «يا إخوانا عايزين نحل.. ما هى مطالبكم؟»، فقالوا إن لديهم ٣ مطالب، أولها وقف الحرب الإعلامية، وعدم فض رابعة بالقوة، وإخراج الناس من السجون.

وتقابل الناس مع وزير الدفاع، ووعدهم بعدم الفض بالقوة، وقال: سنوقف نحن الحرب الإعلامية وهم يوقفون السب على المنصة، ولكن إخراج الناس من السجون ليس بيده ولكن بيد القضاء.

وقد استبشر الدعاة جدًا بذلك، وفرحوا بالرد الإيجابى، وجلسوا مع الأشخاص الذين طلبوا منهم الوساطة، فقالوا: «ومن طلب منكم الوساطة؟ لقد جهزنا ١٠٠ ألف شهيد لعودة محمد مرسى»، وطلبوا من الشيخ حسان أن يصعد للمنصة، فقال إنه لو كان يعلم أن فيها خيرًا لصعد، والأمر تسبب فى إحباطه، حتى إن اللواء العصار اتصل به بعد عودته لمنزله وسأله عن ردهم، فقال حسان: «إنا لله وإنا إليه راجعون» ٣ مرات، فقال اللواء العصار: لقد وصلنى الرد.

وتراجع الإخوان عن موقفهم من مبادرة الخروج من رابعة كان لأن هناك قوى خارجية أغرتهم وقالت إنها ستدعمهم طالما هم فى الميدان.

والقنصلية الأمريكية فى الإسكندرية طلبت منا صراحة النزول مع الإخوان، وطلبت الزيارة فى المقر، وقالت لنا: «ليه ماتنزلوش.. دا من مصلحتكم إنكم تنزلوا»، وكنا نعرف هدفها لأنها لا تريد مصلحتنا ولكنها كانت تريد مد أمد الصراع، وانهيار البلد، والفوضى الخلاقة.

وموقفنا كان ثابتًا، وأمريكا ليست هى من تحركنا، وأول شىء لدينا هو الوطن، فنحن لن نذهب للكونجرس مثلهم، بعدما اتهمونا بالعمالة وذهبوا هم للكونجرس، وتم استقبالهم فيه.

وعلى منصة رابعة، خرج أحدهم وقال: «الله أكبر.. أسطول أمريكا تحرك فى البحر الأحمر لكى ينصر الإخوان»، وبدأ التهليل فى الميدان، وقال آخر: «الله أكبر.. الجيش المصرى انقسم»، فهل يفرح أحد بانقسام الجيش المصرى؟!.

وقد كانت بـ«رابعة» أمور عجيبة، مثل قولهم إن جبريل نزل من السماء، ومحمد مرسى صلى بالنبى، وأشياء غريبة، وكان خطابًا سلبيًا جدًا.

■ ما تقييمك الشرعى لاعتصام رابعة؟ وهل لديكم معلومات إن الإخوان رفضوا الحل السلمى لفض الاعتصام؟

- نرفض اعتصام رابعة تمامًا لأنه ليس طريقًا لحل المشاكل ولكنه يؤدى لصدام وتقسيم البلد، ونحن نرفضه جملة وتفصيلًا، شرعًيا وسياسيًا.

وكانت لدينا معلومات ووقائع تؤكد أن الإخوان رفضوا الحل السلمى لفض اعتصام رابعة، وخلال مليونية مدينة الإنتاج الإعلامى خطب أحدهم وقال: «فيه ناس تنتظر ساعة الصفر، وهم يرابطون فى أماكن معينة فى ١٠ أو ١٣ محافظة، وينتظرون ساعة الصفر للخروج»، ومحمد الصغير أيده فى ذلك، وقال إنه جاء من لقاء مع خيرت الشاطر، وهو من أخبرهم بالأمر.

وهذا كلام صبيانى وليس له أساس من الصحة وأوصلنا لنتائج غير سليمة، ولا توجد فيه رؤية شرعية ولا سياسية وغير مدروس، وما أوصلنا إلى ٣ يوليو هو سلسلة إخفاقات الإخوان.

■ إذا عاد الزمن.. هل تتوقع أن يغير الإخوان سلوكهم أم أن هذا السلوك متأصل فيهم؟

- لو أُعيدت التجربة مائة مرة سيسلك الإخوان نفس سلوكهم، فالإخوان لم يعترفوا بأخطائهم حتى الآن ويصممون عليها، وبداية التصحيح هو الاعتراف بالخطأ، والإخوان حتى الآن ما زالوا يقولون إنهم على صواب والناس جميعًا خونة، حتى إن راغب السرجانى، الداعية الإسلامى، كان مع الإخوان، وعندما اتخذ موقفًا عاقلًا مشابهًا لموقف حزب «النور» شتمه الإخوان وبهدلوه ومنهم من كفّره، وكانت آخر مقالة له بعنوان: «ولكن لا تحبون الناصحين».

■ هل أحدثت دعاية الإخوان فتنة داخل الدعوة السلفية؟

- نعمل دائمًا على تحصين شباب الدعوة السلفية ضد فكر الإخوان، من خلال الدروس فى الندوات واللقاءات، ونقرب الصورة لهم، وقد حدث ارتباك لدى البعض، ثم بعد ذلك بدأت الأمور تتضح حتى اتضحت تمامًا حاليًا، والجميع يشكروننا على مواقفنا التى اتخذناها.

■ هل هناك أعضاء من الدعوة السلفية شاركوا فى اعتصام رابعة؟

- لم يشارك أحد من أعضاء الدعوة السلفية فى اعتصام رابعة، لكن ربما يكون هناك بعض الأطراف البعيدة أو غير القريبة منا قد ذهب فى لحظة عاطفة، فالجماعة كانت تعرف موقفنا من الاعتصام، وقد ذهبنا للمحافظات ووضحنا الموقف لأعضائنا، وبالتالى لم يحضر أحد منهم أبدًا فى اعتصام رابعة، بل كنا نتبنى حملة توعية ضده، مع التعريف بقواعد الدعوة السلفية، كما تم شن أكثر من حملة ضد العنف على مستوى الجمهورية.

والدعوة السلفية تعمل حاليًا على تحصين شبابها ضد فكر الإخوان من خلال عمل ندوات فى حزب «النور»، وقد تم تأليف كتب عن تجربة الإخوان، والناس تحرص على قراءتها، وهى تكشف أن الفكر الإخوانى لا يمثل الإسلام، وتوضح تفاصيل تجربة الإخوان، والمستند الشرعى الخاص بها، وتوضح أيضًا منهج الدعوة السلفية فى الإصلاح، ويتم نشر ذلك بكل وسائل النشر بين الشباب لتحصينهم ضد أى نوع من الاستقطاب.

■ كيف تفسر خروج كل قيادات الجماعة من اعتصام رابعة سالمين آمنين وتركوا الشباب؟

- قيادات جماعة الاخوان كان لديهم خبر بفض اعتصام رابعة قبله بـ٦ ساعات، ولذلك خرج قيادات الجماعة سالمين آمنين، فى حين تركوا الشباب.

كما أصدر التنظيم أوامر وتعليمات لكل القيادات الإخوانية والكوادر فى الميدان بأن يتركوه، وفوجئنا على مستوى محافظات الجمهورية بأن كل قيادات الإخوان وصلوا بيوتهم ليلًا، وتركوا الملتحين من السلفية العامة، وهو ما يدل على الخيانة التى ارتكبوها، فهم سحبوا الإخوان وتركوا المتعاطفين.

وقد صرحوا على موقع «رصد» الإخوانى بأنه قبل الفض بـ٦ ساعات تم إخلاء عنابر الإعلاميين لاستقبال الجرحى والجثث، أى أنهم كانوا يعلمون بأنه سيكون هناك جرحى وجثث، وفى النهاية هرب قيادات الإخوان جميعًا، وتركوا اثنين أو ثلاثة يأمرون الموجودين بالثبات.

وقد سمعت حمزة زوبع على قناته الإخوانية يقول: «كنا عارفين وواثقين بأنه لا رابعة ولا النهضة ستعيد محمد مرسى، وإنما كنا نحشد الناس حتى نكثر الحشد ونعمل زخمًا لجلب قوة فى المفاوضات»، وبالتالى فإن الإخوان كانوا يتاجرون بدماء الناس حتى يعطوا أنفسهم قوة فى المفاوضات، وهذه خيانة عظمى.

كما أننى سمعت عاصم عبدالماجد فى فيديو يقول: «الناس تتساءل: لماذا تركت رابعة فى الأيام الأخيرة؟.. يا إخوانا إحنا كان عندنا خيار مطروح أنه مع كثرة الزخم يحدث انقسام فى الجيش، ولكن اتضح أن هذا الخيار غير موجود وغير حقيقى، ولن يحدث، فكان لا بد أن نبحث عن مسارات أخرى، ولذلك انسحبت وتركت الاعتصام».

وما فعله الإخوان كان خيانة، فهم ضحوا بالجميع، أما الدعوة السلفية فحافظت على أولادها، لأن هذا من الأمانة، فنحن لم نكن فى معركة بل كنا نتعاون لإنقاذ الوطن.

■ كيف ترى موقف الجيش فى 30 يونيو؟

- الجيش له تقييمه، ومن الواضح أن القرار عندهم ليس فرديًا بل جماعيًا، وقد سمعت مذيعًا «هربان» فى الخارج، وهو يقول: «يا ريت مصر تكون زى سوريا.. ويا ريت مصر تتخرب وإحنا نعمرها تانى»، لكننا لم نر مركبًا غرق وعاد من جديد.

وحزب «النور» مختلف تمامًا مع الإخوان، لأنه من الدين والشرع الحفاظ على الوطن، وهناك ما يسمى الضرورات الخمس؛ وهى: الحفاظ على الدين، والعقل، والنسل، والمال، والعرض، وكل هذا لا يتم إلا من خلال الحفاظ على الوطن، وبالتالى إذا انهار الوطن فلن نستطيع أن نحافظ لا على دين ولا على عرض ولا على دم ولا على مال ولا على عقل، وبالتالى فإن همنا الأول هو الحفاظ على الوطن.

تاريخ الخبر: 2023-06-14 21:21:08
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

رسميا.. كولومبيا تبلغ إسرائيل بقطع العلاقات معها

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:08:01
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 82%

جديد قضية صفع الشيبي.. الأهلي يهدد الاتحاد المصري لكرة القدم

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:07:55
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 79%

هل اقترب حمد الله من العودة للمنتخب الوطني؟

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:08:07
مستوى الصحة: 70% الأهمية: 76%

سعد لمجرد يعرب عن أمله في العودة لمهرجانات المغرب عن طريق “موازين”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:07:58
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 72%

البرنامج الكامل لمباريات ربع نهائي كأس العرش

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:09:03
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 55%

كلمات الخطيب بعد تتويج «سيدات السلة» ببطولة كأس مصر

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:07:33
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 45%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية