نازح يروي لـ«التغيير» قصة الهروب من حرب الخرطوم إلى دار إيواء بـ«مدني»


روى نازح من العاصمة السودانية الخرطوم لـ«التغيير» تفاصيل الأيام الأخيرة التي قضوها وسط تبادل إطلاق النار بين الجيش والدعم السريع قبل أن يحزموا أمرهم وقليلاً من أمتعتهم باتجاه ولاية الجزيرة أواخر أبريل الماضي، حيث استقروا في أحد مراكز الإيواء بعاصمتها ود مدني.

التغيير- مدني: عبد الله برير

وجد المواطن السوداني «أحمد» نفسه وأطفاله في أحد دور إيواء النازحين بمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بعد أيام من الحرب في العاصمة الخرطوم التي كاد يفقد فيها حياته رفقة أسرته.

قصة «أحمد» تتشابه وكثيراً من قصص الذين دفعتهم الحرب التي اندلعت بين قوات الجيش والدعم السريع منتصف أبريل الماضي، إلى ترك منازلهم وممتلكاتهم للنجاة بأرواحهم من القصف المدفعي والاشتباكات المستمرة حتى اليوم دون بارقة أمل في وقف القتال.

أغلب مواطني الخرطوم انتظروا عدة أيام بعد اندلاع القتال على أمل أن يحل الهدوء وتتوقف آلة القتل، لكن الأوضاع مضت من سيئ إلى أسوأ فلم يعد هناك خيار سوى النزوح داخلياً للولايات وفي مقدمتها الجزيرة ونهر النيل وسنار والنيل الأبيض والشمالية وغيرها، أو اللجوء خارجياً لمن استطاع إلى ذلك سبيلاً، للنجاة بالأرواح والابتعاد عن مرمى النيران.

قرار المغادرة

«أحمد» صاحب الخمسة وثلاثين عاماً، نزح إلى ولاية الجزيرة من منطقة شرق النيل ووصل إلى ود مدني في يوم 28 أبريل الماضي بعد نحو اسبوعين من بدء القتال.

يقول أحمد:

خلال الأيام الأولى لم يكن هنالك تبادل إطلاق نار قريب منا، لكن قدمت لاحقاً قوة من الجيش جاءت عن طريق منطقة سوبا شرق غير أن قوات الدعم السريع ارتكزت لها في منطقة تسمى حاج المصطفى واشتبك الطرفان حتى وصلا منطقة «الكرياب» داخل الأحياء التي نقطن فيها.

وأضاف: «أغلبية الأهالي بمجرد وصول القوتين إلى الأحياء تركوا منازلهم بحثاً عن الأمان بعد ازدياد المخاطر، شخصياً هربنا إلى منطقة تسمى الحجاج وهي تنتمي إلى ضاحية سوبا ومكثنا بها لمدة  ثلاثة أيام لفترة مؤقتة».

وتابع: «عدنا إلى منطقتنا الأصلية الكرياب تمهيداً لمغادرة الخرطوم بعد أن أخذنا معنا بعض الحاجيات الضرورية».

في دار الإيواء

وحول التوزيع في دار الإيواء التي يقطنونها حالياً، أوضح «أحمد» أن ابن عمه يعمل خفيراً في المدرسة واتصلوا به فنصحهم بالمكوث في المعسكر الحالي بود مدني.

ونبه أحمد إلى أنه حضر إلى مدني رفقة والديه وشقيقاته وزوجته وأبنائه وبعض أقربائهم.

وقال: «الموت كان يحاصرنا من كل مكان ولم نكن نستطيع النوم أو الحركة لأن أي رصاصة طائشة ربما تودي بحياتك لأن أغلبية منازلنا في منطقة شرق النيل من طوب البلك المجوف سهل الاختراق، أطفالنا عاشوا أيام رعب لم يشاهدوها حتى في الأفلام».

وبشأن الوجبات والطعام في دار الإيواء قال أحمد لـ«التغيير»: «نعتمد على أنفسنا في هذا الأمر حيث يرسل لنا الأهل والأصدقاء بعض الدعومات.. الدار لا تقدم شيئاً يذكر سوى الكشوفات الطبية الدورية من المنظمات الصحية الطوعية، كما أن ديوان الزكاة قدم دعماً شحيحاً لا يذكر».

تاريخ الخبر: 2023-06-15 03:23:23
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 68%

آخر الأخبار حول العالم

الشعباني يتحدث بخصوص غيابات نهضة بركان في مواجهة الزمالك المصري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-11 18:25:58
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية