نستكمل معا الدراسة في أرباع الناقوس.

الخَصائِص الموسيقية للحن أرباعِ الناقوس بالطريقة الفرايحي:

1- القالِب الأَدَبي والقالِب الموسيقي:
هو أيضاً عبارة عن فكرة واحدة في صورة رُبع (أي أربعة جُمَل)، تُكَرَّرعِدَّة مراتٍ حسب الموضوع أو المُناسبة الكنسية، وقد إلتزم مُلَحِّن أرباع الناقوس الفرايحي بنفس فكرة قالب اللحن السنوي، حيث أن الجزء الأول في الفكرة الموسيقية هو الأساسي والأطول، والجزء الثاني يُعتَبَرالجزء الثانوي والأصغر في طولِهِ؛ ولذلك فإن الفكرة الأدبية أي الموضوع كان مُتناسِب أيضاً في مُعالجة كل جزء كما درسناه في اللحن السنوي.

ولكن الجزء الأول هنا أطول من الجزء الأول في اللحن السنوي،ويَمتاز بأسلوب “الميليسما”، فتَطول النغمات في ابتهاج تعبيراًعن فرحة العيد السَيِّدي أو المناسبة الكنسية، وامتداد النغمات يُعطي فرصة للاسترسال في معاني الكلمات، وتأكيد معنى البهجة والفرح.

2- المَقام المُوسِيقي المُستَخدَم:
وهو في اللَّحن السَنَوي (البياتي)، وكما قُلتُ سابقاً أن الكنيسة القبطية خَصَّصَتهُ للتَعبير عن الفَرحة بالأعياد السيدية فهو لحن مُطرِب وشَجِيّ ومُفرِح عندما يكون على إيقاع سريع كما في الطريقة الفرايحي، وقد امتزج التعبير في اللحن ما بين إحساس النشاط والتأهُّب والاستعداد، وما بين الفرحة والطَرَب المُناسِب للعيد.

3- طبيعة الجُمَل اللحنية:
إذا كان اللحن السنوي ثابِت ولا يوجد به أي حِليات، فإنَّاللحن الفرايحي يَمتَلىء بالخلايا اللحنية والزخارف والحِليات التي تملأ الخط اللحني، والذي يَتَحَرَّك في صُورة مَوجِيَّة بأسلوب “الميليسما” (أي التطويل النغمي)، فاللحن يعلو ويهبِط تدريجياً كأنه أمواج مُتتابِعة تَنشُر البهجة في آذان المؤمنين،

كما نَجِد أيضاً القفزات اللحنية ما بين النَغَمات، التي تُذَكِّرنا بما حدث للأعرج الذي شُفِيَ عند باب الهيكل كما يقول الكتاب: “ودخل معهما إلى الهيكل وهو يمشي ويقفِز فَرِحاً ويُسَبِّح الله” (أع 3: 8)، وكأن هذا هو حالنا حينما نُسَبِّح الله بهذا اللحن الجميل؛ فنقفِز بالنغمات فَرَحاَبأعمال الله العجيبة من أجلنا.

4- المِساحة الصَّوتية للَّحن الفرايحي:
تختلف المساحة الصوتية (أي الفَرق مابين أَغلَظ نَغَمة وأَحَدّنغمة في اللحن)، ففي اللحن الفرايحي تُصبِح واسعة،حيث تتَّسِع لحوالي “أوكتاف” (ثماني نغمات متتالية) تقريباً، وهي مِساحة أكبر من مِساحة اللحن السنوي، وهذا يُؤكِّد أيضاً معنى الاتساع بالنغمات للتَعبير عن الفرحة والابتهاج.

5- الرُّكوزات اللحنية:
أما بالنسبة للرُّكوزات اللَّحنِيَّة التي يَرتَكِز عندها اللحن في الجزء الأول فهي نغمة النوى (الصول)، وهي نغمة أساسية في السلم تُعطي راحة للأذن، كما انتهت في الجزء الثاني القَصِير بنَفس الرُّكوز اللَّحني وهو (الصول)، و هذه الرُكوزات أَعطَت إحساس الراحة المُناسبة لحالة العِيد؛ حيث أننا لا نحتاج إلى رُكوزات غريبة أو شاذَّة قد تُضَيِّع فَرحة المُناسبة، كذلك فهي تُعطي حالة استقرار النَفس بالإعلان عن أعمال ربنا يسوع المسيح الخلاصية التي أَعطت خلاصاًوهدوءاً واستقراراً وفرحاً.

6- الوزن الإيقاعي المُستَخدَم:
هو إيقاع رُباعي (أي كل مازورة بها أربع وِحدات إيقاعية)،وهذا الوزن الإيقاعي يُعطي إحساس الفرح المُتَأنِّي الذي يُناسِب استطالة النغمات، ويُساعِد على إيجاد حالة الطَّرَب التي تُمَيِّز فرحة المِصريين عن باقي الشُعوب في موسيقاهم.

7- السرعة الإيقاعية:
(ما بين 110 إلى 120 نبضة في الدقيقة)، وهو إيقاع متوسط السُرعة، يُؤكِّد الاحساس السابق الذي تَكَلَّمتُ عنهُ.

8- آلات الإيقاع (الناقوس والمثلث):
وهنا تُضاف وظيفة أُخرى لهما، بانبعاث أصواتِهِما الرَّنانة التي تَملأ أرجاء الكنيسة وتَعُم المؤمنين بالفرحة والبهجة،بالإضافة طبعاً للوظيفة السابقة وهي توحيد أداء الشعببدون تَشَتُّت، وهنا يُمكِن للعازفين أن يُعطوا إحساس الفَرَح في عزفِهِم، من حيث إدخال بعض الخلايا والحِليات الإيقاعية، التي تُضفي نوعاً من الحركة الإيقاعية المناسبة لحالة البهجة.

إن لَحن أرباع الناقوس من الألحان الهامة، التي تُؤكِّد مَفهوم الشَفاعة والعِلاقة الوَطيدة بيننا وبين الملائكة والقديسين، وتوضح أيضاً مَدَى وَعي واض