بطل فوج الشرق أكمل الموسم بنفس المدرب والوصيف أيضا

الاستقرار عنوان النتائج الايجابية في الرابطة الثانية
عرفت النسخة الثالثة لبطولة الرابطة الثانية بنمطها الحالي، احتفاظ 4 أندية فقط من مجموعة الشرق بطواقمها الفنية على مدار موسم كامل، ويتعلق الأمر بفرق نجحت في إنهاء المشوار ضمن خماسي المقدمة، وكانت قد شكلت أطرافا بارزة في معادلة الصعود، في الوقت الذي صنع فيه اتحاد الشاوية وكذا اتحاد ورقلة  «الاستثناء»، بالمراهنة على ورقة «الأجانب»، في خطوة حتى وإن كانت خارج الإطار القانوني، في ظل وجود تعليمة تقطع طريق التعاقد مع التقني الأجنبي في الهواة، فإنها أبانت عن الفشل الميداني لهذا الخيار، بينما كان شباب برج منايل الأكثر استهلاكا للمدربين، بتداول 4 تقنيين على قيادته، في حصيلة كان فريق شبيبة سكيكدة أكبر المتضررين فيها، لأن غرامة غياب المدرب الرئيسي فرضت عليه في 15 مباراة، بقيمة إجمالية قدرت بنحو 300 مليون سنتيم.

إعداد: صالح فرطاس

والملفت للانتباه أن الأندية، التي تمكنت من فرض تواجدها ضمن كوكبة الصدارة طيلة فترات الموسم، جنت ثمار الاستقرار الذي عايشته على مستوى العارضة الفنية، بدليل أن بطل المجموعة الشرقية الإتحاد السوفي، حافظ على الطاقم الذي قاده المدرب رضا بن دريس، وذلك بعد إقدام اللجنة المسيرة للنادي على إعطاء التقني السطايفي، ورقة بيضاء في كل ما له علاقة بالجانب الفني، رغم أن تشكيلة «الأعشاش»، كانت قد مرت بفترة فراغ في منتصف الموسم، تجلت في تسجيل سلسلة من التعادلات داخل الديار، مع كل من مولودية العلمة، مولودية قسنطينة، جمعية عين مليلة، وكذا جمعية الخروب، فضلا عن تلقي هزيمتين خارج القواعد على يد كل من نادي التلاغمة واتحاد عنابة، وهو تراجع أخر «السوافة» ب 5 نقاط عن بطل «الشتاء» فريق الخروب، إلا أن ذلك لم يكن كافيا للتضحية بالطاقم الفني، بل تمت تزكية المدرب بن دريس، لتكون نتائج هذه الثقة انتفاضة قوية للتشكيلة في النصف الثاني من الموسم، فحصد الفريق 37 نقطة، من أصل 45 ممكنة، مع تفادي الهزيمة طيلة 20 مقابلة متتالية، فضلا عن تجسيد حلم الأنصار، باقتطاع تأشيرة الصعود إلى حظيرة الاحتراف، وضمان تواجد ممثل الكرة «السوفية» في فوج «النخبة» لأول مرة في تاريخ البطولة الوطنية، بعدما خاض الفريق أول مغامرة له في الرابطة الثانية، لكنه مر بسرعة البرق، واتخذ منها محطة عبور من قسم ما بين الجهات إلى الرابطة المحترفة.
تثمين عمل ترعي ورجيمي واجب
انجاز الاتحاد السوفي، والذي كان ببصمة التقني رضا بن دريس، صاحب الخبرة مع فريقه الأصلي وفاق سطيف لا يحجب الرؤية عن التجارب الناجحة التي كانت لفرق أخرى من فوج الشرق مع مدربين، احتفظوا بمناصبهم طيلة موسم كامل، وجمعية الخروب تعد من بين النماذج التي صنعت الاستثناء، لأن الإدارة كانت قد جددت الثقة في ثنائي التدريب لزهر رجيمي ورشيد ترعي، والذي كان قد في صائفة 2022، قد نجح في إعادة «لايسكا» إلى الوطني الثاني، بعد تجربة قصيرة جدا في بطولة ما بين الجهات، وهو الطاقم الفني الذي قاد التشكيلة لتأدية مشوار مميز، تجلى في النتائج الإيجابية المسجلة ميدانيا، على اعتبار أن «الخروبية» دخلوا مباشرة في صلب الموضوع، وتوجوا باللقب الشتوي برصيد 30 نقطة، وبفارق 4 خطوات عن أقرب الملاحقين، مع تلقي هزيمة وحيدة في مرحلة الذهاب، كانت «مفاجئة»، بسكيكدة على يد الشبيبة المحلية، وتسجيل تعثر وحيد داخل الديار، بالتعادل مع اتحاد خميس الخشنة، وهي مؤشرات كانت قد نصبت الفريق في خانة أكبر المرشحين للظفر بتأشيرة الصعود إلى الرابطة المحترفة، لكن الأمور الميدانية أخذت ريتما آخر في النصف الثاني من البطولة، خاصة بعد تعادل الجمعية بملعبها في مناسبتين مع برج منايل والتلاغمة، مما سمح للاتحاد السوفي بتشديد الخناق أكثر، قبل أن تنقلب الموازين في السدس الأخير من الموسم، بعد انهزام «الخروبية» في خميس الخشنة وأم البواقي تواليا، ليتبخر حلم الصعود في آخر أمتار السباق، بعدما أحكم الفريق قبضته على عرش الصدارة طيلة ثلثي الموسم، وهي «الانتكاسة» التي جعلت طاقم التدريب، يتوقف عن مهامه في آخر 3 مباريات من البطولة، وهذا بعد خسارة رهان الصعود، وإتمام الموسم بأبناء المدينة وبعض عناصر الرديف.
علاقة زمامطة بالتلاغمة نموذج !
ما قيل عن جمعية الخروب يمكن إسقاطه على تجربة نادي التلاغمة مع المدرب رابح زمامطة، ولو أن العلاقة بين الطرفين تبقى من بين «النماذج» التي تصنع الاستثناء في الساحة الكروية الوطنية، مادام هذا المدرب قد خاض الموسم رقم 12 له مع هذا الفريق، ولو على فترات متقطعة، إلا أن الإستقرار ظل ساري المفعول للموسم الخامس تواليا، وقد ظهر «التلاغمية» في ثوب أكبر المتنافسين على تأشيرة الصعود، في ثالث موسم لهم في الرابطة الثانية، لأنهم اعتادوا على لعب الأدوار الأولى، والتواجد ضمن مربع المقدمة، غير أن طموحاتهم كبرت هذا الموسم، برفع العارضة عاليا، من خلال المراهنة على الظفر بتأشيرة الصعود إلى حظيرة الاحتراف، مادامت ثمار الاستقرار على مستوى الطاقمين الفني والإداري قد ساهمت بشكل مباشر في توفير مقومات النجاح، بتشكيل فريق تنافسي، الأمر الذي مدد الآمال في الصعود إلى غاية الجولة 25، قبل أن تنتهي المغامرة بالتعادل في شباب باتنة بملعب سفوحي، وهو التعادل الذي كان مسبوقا بهزيمة في قمة الموسم بالوادي، وعليه فإن حلم الصعود تبخر قبل نهاية المشوار، الأمر الذي جعل المدرب زمامطة ينسحب دون سابق إشعار، مع تسليم المشعل لمساعده الشريف بن زرافة، لكن ذلك لم يكن له أي انعكاس على علاقة المدرب بالفريق، لأن إمكانية التجديد تبقى الطرح الأقرب إلى المنطلق، و»الطلاق» الظرفي في آخر جولات الموسم كان تحصيل حاصل، بعد وضع نقطة النهاية لمشوار الصعود.
مواسة «رجل إطفاء» في بونة
فريق آخر، حافظ على نفس المدرب طيلة موسم كامل، ويتعلق الأمر باتحاد عنابة، الذي أشرف على عارضته الفنية كمال مواسة، والذي كان بمثابة «رجل الإطفاء» بالنسبة لإدارة الرئيس بومعزة، بالنظر إلى الوضعية الاستثنائية التي عاشها الاتحاد منذ انطلاق البطولة، بسبب بقاء عقوبة المنع من الاستقدامات سارية المفعول، وهي المرحلة التي لعب خلالها مواسة دورا بارزا في احتواء الأزمات الداخلية، وإقناع اللاعبين بمواصلة الدفاع عن ألوان الفريق، رغم مشكل المستحقات المالية الذي كان في كل مرة يعكر الأجواء بين اللاعبين والإدارة.
وكان الاتحاد العنابي قد سجل نتائج جد إيجابية في مرحلة الذهاب، والتي أنهاها في الصف الخامس، برصيد 24 نقطة، غير أن المشوار طبعه تذبذب كبير في النصف الثاني من المشوار، إلى درجة أن الفريق دخل دائرة حسابات السقوط قبل 3 جولات من نهاية البطولة، فكان استقبال اتحاد الشاوية بمثابة «نهائي النجاة»، والذي رفعت فيه تشكيلة المدرب مواسة التحدي، ودكت شباك الضيوف بخماسية، ليحقق الطاقم الفني الهدف المسطر، وذلك بضمان البقاء، مع تشكيل فريق تنافسي، من شبان الولاية، وهذا ببروز بعض الوجوه الشابة، أبرزها خنوسي وعرباوي إضافة إلى حراز.
الشاوية وورقلة غردا خارج السرب
بالمقابل، ظل اتحاد الشاوية وفيا لعادته، وذلك بالمراهنة على ورقة التقني الأجنبي، من خلال استقدام الروماني أنجيليسكو دان، الذي عاد إلى أم البواقي بذكريات تجاربه السابقة التي كانت في الفترة «الزاهية»، لكن المغامرة هذه المرة كانت فاشلة، لأن الرئيس ياحي أصر على جلب هذا التقني، رغم وجود تعليمة من المكتب الفيدرالي تمنع المدربين الأجانب من العمل في فرق الهواة من الرابطة الثانية إلى الولائي، إلا أن أنجيليسكو دان، كان يعمل خارج الإطار القانوني، لأن المديرية الفنية الوطنية لم تستخرج له إجازة مدرب، ومع ذلك فقد أشرف على قيادة الفريق لفترة وجيزة، إلا أن النتائج السلبية أجبرته على حزم الحقائب والعودة إلى رومانيا.
نفس المصير لقيه التقني التونسي فاروق الجنحاوي، الذي عاد إلى الرابطة الثانية هذا الموسم من بوابة اتحاد ورقلة، بعدما كان الموسم الماضي قد حقق الصعود إلى حظيرة الاحتراف مع اتحاد خنشلة، رغم أنه لم يتحصل على إجازة رسمية من المديرية الفنية الوطنية، تنفيذا للتعليمة التي تمنع استقدام فرق الهواة لمدربين أجانب، ليترسم رحيل الجنحاوي من ورقلة في الجولة 11، بعدما كانت إدارة الفريق قد اكتفت بعمله في التدريبات، مقابل تكليف المساعد حكيم قمو بقيادة التشكيلة أثناء المباريات الرسمية، وفي إجراء كان المغزى منه ضمان خدمات التقني الأجنبي في الحصص التدريبية، وكذا على مستوى حجرات الملابس في فترة المنافسة الرسمية.
سكيكدة عوقبت في نصف مباريات الموسم !
أما بخصوص باقي الأندية، فإن حركية المدربين في الرابطة الثانية كانت كبيرة هذا الموسم، لأن 12 فريقا من فوج الشرق أحدثوا تغييرات على مستوى الطواقم الفنية، لكن الملفت للانتباه أن اتحاد ورقلة واتحاد خميس الخشنة، تفاديا عقوبة غياب المدرب الرئيسي عن أي مباراة رسمية، وهو الثنائي الذي يضاف إلى النوادي الأربعة، التي عاشت الاستقرار على مستوى العارضة الفنية.
من جهة أخرى، فإن مشوار شبيبة سكيكدة خلال هذا الموسم ميزه تعرض الفريق لعقوبة غياب المدرب الرئيسي في 15 مقابلة، وهو ما يمثل نصف عدد الجولات، الأمر الذي كلفه غرامة مالية إجمالية بقيمة 300 مليون سنتيم، نظير غياب المدرب الرئيسي، مع تداول 3 مدربين على قيادته، انطلاقا من مدرب الرديف جمال بواد، مرورا بعبد الكريم لطرش، وصولا إلى كريم بوصافي، كما تعرض فريق مولودية العلمة لعقوبة غياب المدرب الرئيسي في 11 لقاء، وذلك على خلفية الإشكال الذي طفا على السطح مع المدرب أمين غيموز، بعد طرح القضية على مستوى غرفة المنازعات، قبل تأهيل سمير حوحو.
شباب برج منايل كان الأكثر استعمالا للمدربين
وفي ذات الصدد فإن شباب برج منايل كان الأكثر استعمالا للمدربين هذا الموسم، وذلك بتداول 4 تقنيين على عارضته الفنية، ليبقى كمال عاشوري علامة مميزة في بطولة الموسم المنصرم في مجموعة الشرق، لأنه قاد 3 أندية من نفس الفوج في ظرف 7 جولات، حيث باشر عمله مع اتحاد الشاوية، ثم انتقل إلى شباب برج منايل، قبل أن يحط الرحال بخميس الخشنة، ولو أنه رحل مع بداية مرحلة العودة، في حين اضطرت عديد الأندية إلى إجراء المباريات الأخيرة من البطولة دون مدربين رئيسيين، بسبب خسارة الرهان أو الوصول إلى الأهداف المسطرة.

تاريخ الخبر: 2023-06-17 00:25:37
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

الحسم في بيرنابيو.. التعادل يحسم ذهاب ريال مدريد وبايرن ميونخ

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 00:26:04
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

الحسم في بيرنابيو.. التعادل يحسم ذهاب ريال مدريد وبايرن ميونخ

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 00:26:09
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

السكوري: المغرب قطع أشواطا هامة في مسار بناء الدولة الاجتماعية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 00:26:02
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 54%

السكوري: المغرب قطع أشواطا هامة في مسار بناء الدولة الاجتماعية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 00:25:53
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية