عربات طعام يُعد عليها ما لذ وطاب من أشهى الأنواع والأصناف، مجهزة بكل المعدات والمستلزمات الخاصة، لتكون بمثابة مطبخ متحرك، تجدها منتشرة فى شوارع القاهرة، مركونة بشكل منظم وراقٍ، وعليها لافتة من الأعلى مدون عليها «عربات شبابنا».

و«عربات شبابنا» مشروع أطلقته الدولة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، لمساعدة ذوى الهمم، وفتح مجالات عمل ومصدر رزق لتلك الشريحة، التى تبذل الدولة ما فى وسعها لدعمها ومساعدتها ودمجها اجتماعيًا.

وكان لمحافظة القاهرة النصيب الأكبر فى تدشين تلك العربات، حيث بدأت بتسليم ١٠ منها للمستحقين من ذوى الهمم، فى عدة شوارع رئيسية مثل المبتديان، وبورسعيد، والرشيدى، وغيرها، ويتم تسليم العربة للمستفيد بعد استيفائه الشروط الأساسية، ومنها تسليم شهادة صحية، وأوراق رسمية أخرى.

والتقت «الدستور» عددًا من أصحاب تلك العربات، كان أولهم «أحمد» الذى خصص عربته التى يقف بها فى شارع المبتديان، لإعداد الكبدة ويستعين على العمل بأحد أصدقائه.

وقال «أحمد» إن مبادرة «شبابنا» واحدة من أهم المبادرات التى أطلقتها الدولة، وتم تقديمها بالتعاون بين الحى وجمعية مصر السلام.

وأضاف: «تم تسليمنا العربة مجهزة بالكامل، مقابل مبالغ رمزية، مع استصدار الشهادة الصحية، وتحديد النشاط الذى أعمل به، وهو شأن خاص لكل مالك عربة وليس للحى دخل به».

وتابع: «قررنا العمل فى مجال طعام الكبدة والسجق، وهى وجبة شعبية لها جمهور كبير بين أوساط الشباب، وتتناسب مع طبيعة المنطقة الشعبية، والعربة مجهزة بالكامل».

ووجه الشكر للمهندسة شيرين، مديرة جمعية مصر السلام، لدورها الكبير فى إنجاح هذه المبادرة، كما وجه الشكر للدولة على رعايتها هذه المبادرة، ووقوفها دائمًا إلى جانب الشباب وتوجيه الدعم لهم.

وانتقلنا إلى عربة أخرى فى شارع بورسعيد، تقدم الوجبات السريعة، ويديرها شاب يدعى محمد طارق.

وقال «محمد»: إن المبادرة يقدمها حى السيدة زينب بالتعاون مع جمعية مصر السلام، وتحت رعاية رئيس الجمهورية، وهو الأمر الذى جعلها واحدة من أهم المشروعات التى تتمتع بالمصداقية والشرعية، لأن وقوف العربة فى الشارع أصبح قانونيًا.

وأضاف: «هذا أمر مهم جدًا، خاصة أننا حاولنا سابقًا العمل فى مشروع مماثل، ولكن وقفت الإجراءات القانونية حائلًا أمام تنفيذ المشروع، لذلك بمجرد الإعلان عن المبادرة، قدمنا فورًا الأوراق المطلوبة، وجميعها بسيطة ومتيسرة لجميع الشباب».

وتابع: «استلمنا العربة مجهزة بالكامل، وعلى التشغيل فقط، وندفع بعض المصروفات الإدارية الرمزية، ومحافظة القاهرة بدأت هذه المبادرة بعشر عربات فى حى السيدة زينب، والمحافظ سلمها لنا بنفسه فى احتفالية كبيرة داخل حديقة أم هاشم، وأتمنى أن تعمم هذه المبادرة فى جميع أنحاء الجمهورية».

ومررنا بعربة أخرى تبيع الحلويات بالقرب من شارع قصر العينى، وبدأ صاحبها «س. م» حديثه معنا، بتوجيه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، على تقديمه كل الدعم والخدمات لذوى الهمم منذ اللحظة الأولى لولايته.

كما شكر أيضًا اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، وجمعية مصر السلام التى دعمت هذه المبادرة بكل قوة منذ البداية، قائلًا: «مبادرة عظيمة، أتاحت فرص عمل جديدة، لقطاع كبير من الشباب، وجعلته موجودًا فى سوق العمل، بعيدًا عن شبح البطالة».

وتابع: «المشروع يسير بصورة طبيعية، ويذلل الحى أى عوائق قد تواجهنا»، مكملًا: «فى البداية كان الأمر غريبًا بعض الشىء على المارة، وبعضهم كان يسألنا عن المبادرة وطريقة التقديم فيها، وكنا نقدم لهم كل المعلومات التى تهمهم، ونخبرهم بالاشتراطات الصحية والأوراق الرسمية المطلوبة».

وقال: «بعد الاستقرار على النشاط الذى تود العمل به، تخطر الحى وتبلغهم بطبيعة المكان الذى ترغب فى الوقوف فيه، ويدرس الحى طبيعة المكان، ويرى إذا كانت العربة لن تسبب أى ضرر للسكان أو المارة من عدمه، ويوافق على الفور، وتتوكل على الله وتبدأ مشروعك».

بدورها، قالت المهندسة ابتسام فاروق، رئيس مجلس إدارة جمعية مصر السلام، إن مقر الجمعية استقبل عددًا كبيرًا من ذوى الهمم، الذين كانوا يبحثون عن فرصة عمل جادة.

وأضافت: «بدأت التفاعل معهم وفكرت فى إيجاد حل سريع لهم، ومعالجة مشكلة البطالة، وفكرت فى تنفيذ عربات طعام متنقلة لهؤلاء الشباب، وكانت العقبة الوحيدة هى استخراج التراخيص اللازمة لهذه المبادرة».

وكشفت عن أنه بعد التنسيق مع حى السيدة زينب ومحافظة القاهرة، تم الانتهاء من جميع الأوراق والشروط المرتبطة بسلامة الغذاء، وأصبحت المبادرة مشروعًا مرخصًا وقانونيًا، وتم البدء بعشر سيارات متنقلة.

وقالت: «كل المطلوب هو شهادة صحية، وتقرير طبى حديث للشخص من ذوى الهمم، ومصروفات رمزية، والعربة مسجلة باسم الجمعية، حتى تكون مسئولة مسئولية كاملة عنها، وتم السماح للشخص صاحب العربة باختيار شخص آخر قريبه أو صديقه لمساعدته فى مشروعه، ويكون هذا الاختيار حقًا أصيلًا له».

وتابعت: «لا يشترط نشاط معين للعربة، هناك من يبيع الوجبات السريعة، وهناك من يبيع العصائر والمشروبات الساخنة، وجارٍ حاليًا التنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى لتعميم المبادرة فى كل أحياء الجمهورية».