قصة أول هندية تفوز بمباراة للتنس في بطولة ويمبلدون الشهيرة

  • ميريل سيباستيان
  • بي بي سي نيوز

صدر الصورة، Shutterstock

التعليق على الصورة،

في عام 1931، فازت ليلا رو بأول لقب لها في بطولة عموم الهند

كانت الكاتبة والراقصة والمؤلفة المسرحية ومتسلقة الجبال وبطلة التنس الوطنية، ليلا رو - أول امرأة هندية تفوز بمباراة تنس في بطولة ويمبلدون، وقد كانت بالفعل امرأة مبدعة في كثير من المجالات.

في كتابه "معاصريّ" ( My Contemporaries) الذي صدر عام 1966، يتذكر الناقد الفني غوفيندراج فينكاتاشالام لقاءه مع رو عندما كانت لا تزال فتاة صغيرة.

  • أنس جابر أول عربية تصل إلى نصف نهائي ويمبلدون
  • الراهبة حافية القدمين التي أصبحت "ملكة البيانو"
  • أول رائدة فضاء عربية تصل إلى محطة الفضاء الدولية

وقد كتب قائلا: "كانت خجولة وعصبية، كانت تخجل من الغرباء.. لم ندرك حينها أن هذه الفتاة، ستصبح في تلك السن المبكرة شخصية معروفة في كافة أنحاء الهند وإحدى بطلات لعبة التنس في العالم".

ولدت ليلا رو في ديسمبر/ كانون الأول عام 1911، لراغافيندرا رو، وهو طبيب مشهور، وبانديتا كشاما رو، وهي واحدة من أبرز علماء اللغة السنسكريتية في عصرها.

نشأت رو في الهند وتلقت تعليمها على يد والدتها في المنزل، وقد انتقلت العائلة بعد ذلك إلى إنجلترا وفرنسا، حيث درست رو الفنون أيضا.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • الصين شغلت الرئيس بوش منذ بداية رئاسته وبلير غير استراتيجيته لاحتوائها- وثائق بريطانية
  • تغريبة القافر تفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية
  • مدينة أمريتسار الهندية التي لا يجوع فيها أحد
  • دوري المؤتمر الأوروبي: وست هام يفوز على فيورنتينا في النهائي ويحقق أول لقب أوروبي منذ أكثر من 40 عاما

قصص مقترحة نهاية

بدأت في تعلم الرقص الهندي الكلاسيكي في سن الثالثة لتحسين قوتها البدنية بعد إصابتها بمرض الملاريا.

التقى فينكاتشالام مع رو من خلال أصدقاء مشتركين لعائلتيهما ووصفها بأنها "متعددة المواهب". عندما كانت شابة تدربت على العزف على الكمان على يد أستاذ في باريس وكان لديها شغف بالمسرح.

ورثت رو حبها للتنس عن والدتها.

وقد اكتسبت الرياضة الأوروبية حينها شعبية بين النساء الهنديات كجزء من حركة أوسع من أجل التحرر، وفقا لما جاء في كتاب "الرياضة في مجتمع حنوب آسيا" لبوريا ماجومدار، وجيه إيه مانغان.

في عشرينيات القرن الماضي، كانت كشاما رو من بين أول لاعبات التنس القليلات في البلاد، اللاتي حصلن على لقب في بطولة بومباي الرئاسية الفردية للملاعب في عام 1927.

وسرعان ما اتبعت رو خطى والدتها، حيث سيطرت على حلبة التنس في البلاد كلاعبة فردية، بينما لعبت أيضا المباريات الزوجية مع والدتها.

صدر الصورة، Sports Studio Photos

التعليق على الصورة،

فازت دوروثي راوند (يمين) بلقب التنس الفردي للسيدات في بطولة ويمبلدون لعام 1934

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

في عام 1931، فازت رو بأول لقب لها في بطولة عموم الهند. واستمرت بتحقيق الفوز بست بطولات أخرى في السنوات التالية.

خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، تصدرت أخبار فوز رو بالمباريات في البطولات وسائل الإعلام في جميع أنحاء البلاد.

وفي عام 1934، أصبحت رو أول امرأة هندية تفوز بمباراة على أرض ويمبلدون بفوزها 4-6 ، 10-8 ، 6-2 على غلاديس ساوثويل البريطانية، لكنها خسرت أمام الفرنسية إيدا أداموف في الجولة التالية.

عادت رو إلى البطولة في العام التالي لكنها خسرت في مجموعتين متتاليتين أمام البريطانية إيفلين ديرمان في الجولة الأولى.

ومضى 71 عاما قبل أن تتنافس امرأة هندية أخرى هي - سانيا ميرزا - في مباريات السيدات في بطولة ويمبلدون.

وقد كتب المؤلف والكاتب سيدين فادوكوت في عام 2018 عن رو قائلا: "لقد عاشت نمط الحياة الهندية النخبوية التي كان من الممكن أن تحدث فقط في السنوات الفاصلة بين الحربين العالميتين، حين كانت الطبقات العليا في المجتمع الهندي تضع قدما راسخة بقوة في البلد الذي ولدت فيه، وفي نفس الوقت لديها قدم راسخة في الشبكات الدولية الأوسع للإمبراطورية البريطانية".

في عام 1943 ، تزوجت رو من هاريشوار دايال، وهو موظف مدني مثّل الهند في الأمم المتحدة وكان آنذاك نائبا للسفير في سفارة الهند في واشنطن العاصمة.

واصلت رو لعب مباريات التنس الاستعراضية خلال فترة وجودها في الولايات المتحدة.

ولكن بحلول أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، تحولت إلى شغفها الآخر، ألا وهو الكتابة عن الفن وتوثيقه.

صدر الصورة، Fox Photos

التعليق على الصورة،

عادت رو إلى ويمبلدون في عام 1935 لكنها خسرت أمام البريطانية إيفلين ديرمان في الجولة الأولى (الرابعة من اليسار)

ورثت رو أيضا حبها للغة عن والدتها، التي كانت تعتبر رائدة في الحداثة باللغة السنسكريتية. وقامت بنقل العديد من القصائد السنسكريتية التي كتبتها والدتها إلى المسرح.

وعلى الرغم من أنها لم تكن راقصة محترفة، إلا أنها كتبت عدة كتب باللغتين الإنجليزية والسنسكريتية عن الرقصات الكلاسيكية الهندية.

يعد كتابها "ناتيا تشاندريكا"، بحثا معمقا في فن الرقص والدراما الهندية، بينما بحث كتاب آخر لها بعنوان"نريتا مانجاري" في رقصات بهاراتاناتيام Bharatanatyam.

ذكرت صحيفة لوس أنجلس تايمز في عام 1958 أن "ناتيا تشاندريكا" كان أول كتاب لمؤلف هندي تتم أرشفته من قبل مكتبة الكونغرس الأمريكية.

  • السويدية لورين تفوز بمسابقة الأغنية الأوروبية، والمملكة المتحدة تحتل المركز قبل الأخير
  • رسامة أول قسيسة في الأراضي المقدسة

كما كتبت كتابا عن أصول وتقنيات أسلوب الرقص المانيبوري، والذي وصفه أحد المراجعين بأنه "مقدمة ساحرة" لـ "كنز غني ومتنوع للرقص الهندي الكلاسيكي".

بحلول أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، كانت قد أمضت 20 عاما في البحث في أشكال الرقص الهندي وكتبت خمسة كتب عنها. استخدمت رو الرسوم التوضيحية لإظهار الشكل والحركة في بعض تلك الكتب.

وقالت لصحيفة وندسور ديلي ستار: "أريد أن أوضح في الرسومات ما فعله أسلافي من خلال النحت في معابد جنوب شرق آسيا".

في عام 1963، نشرت رو كتابا للأطفال كتبته بخط اليد، و يروي الكتاب قصة الشاعر الصوفي ميراباي واستند إلى قصيدة باللغة السنسكريتية كتبتها والدتها. وأوضحت رو القصة برسومات خطية دقيقة باللون الأسود.

وصفه أحد كبار أمناء المكتبة في مكتبة سنغافورة الوطنية بأنه "واحد من أغلى المقتنيات في مجموعة أدب الأطفال الآسيوي"، والتي تضم بعضا من أقدم وأندر كتب الأطفال من كافة أرجاء آسيا.

كانت رو وزوجها "مغرمين وشغوفين بالجبال الشاهقة" ، كما كتبت في المجلد 26 من مجلة الهيمالايا. لذلك كان الزوجان سعيدين عندما تم تعيين دايال سفيرا للهند في نيبال في عام 1963.

خلال فترة وجودها هناك، كانت تكتب عن الفن والعمارة في البلاد.

غالبا ما كانت رو تذهب في رحلات إلى الجبال، أحيانا برفقة زوجها وأحيانا أخرى بمفردها.

وكتبت "كانت الأزمات السياسية تحول دوما دون ذهابنا في تلك الرحلات إلى لجبال أو كانت ترغمنا على العودة في وقت أبكر مما كان متوقعا".

في رحلة في منطقة خومبو بجبل إيفرست، كتبت رو عن زيارة دير ثيانجبوتشي - "أول زيارة لامرأة هندية" - ومتعة رؤية جبل إيفرست كل يوم.

ووصفت الرحلات عبر سلسلة جبال تابوتشي بأنها "أكبر إثارة في حياتي".

وكتبت في المجلة: "لقد تحقق حلم حياتي".

توفي دايال عام 1964 بينما كان الزوجان في رحلة أخرى إلى منطقة خومبو.

هناك القليل من المعلومات حول كيف وأين أمضت رو سنواتها الأخيرة وعن أفراد أسرتها الباقين على قيد الحياة.

تم ذكرها آخر مرة في صحيفة ذا تايم أوف إنديا في عام 1975، عندما عرضت محمية طيور في فرنسا لوحاتها عن حيوانات الهيمالايا.

وعلى الرغم من إنجازاتها الاستثنائية ، هناك القليل من الأبحاث حول حياة رو، مما يجعلها بعيدة كل البعد عن أن تكون اسما مألوفا في الهند.