«إرادة شعب وستظل علامة فارقة فى تاريخ مصر»، هكذا بدأت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد وصفها لثورة 30 يونيو المجيدة، خلال حوارها لـ«الوطن»، حيث كشفت الكاتبة الصحفية عن حجم الأضرار التى وقعت على المرأة المصرية أثناء سلطة جماعة الإخوان الإرهابية لمصر، والتى لم تدم لأكثر من عام، ويعتبر العام الأسود فى تاريخ مصر، لكن بفضل إرادة ووعى المجتمع المصرى، لاسيما المرأة المصرية، التى أثبتت دورها فى نجاح ثورة الشعب، لينفتح أمامها باب من الامتيازات والمكتسبات التى حصلت عليها على جميع الأصعدة.. وإلى نص الحوار:

فى البداية كيف كان وضع المرأة المصرية عبر عصور التاريخ؟

- المرأة المصرية عبر عصور التاريخ تتميز بمكانتها الخاصة، وتقديرها فى المجتمع، إذ يمتلئ التاريخ المصرى بنماذج قادرة على الحكم والإدارة، فلا يمكن لأحد أن ينسى الملكة حتشبسوت التى حكمت مصر، وفى الوقت نفسه ظهرت المرأة المصرية وهى تنحنى فى الأرض الزراعية، لذلك على مر العصور تجد المرأة فى جميع المناصب القيادية والإدارية.

الكاتبة الكبيرة: السيدات جزء أصيل وأحد المكونات الحضارية والإيمانية فى تاريخ مصر 

وكيف كان وضع المرأة فى عهد جماعة الإخوان الإرهابية؟

- شهد وضع المرأة المصرية تراجعاً كبيراً فى مكتسباتها خلال وجود الجماعة الإرهابية فى سلطة الحكم، حيث كانت المرأة فى طريقها إلى الوأد السياسى والاجتماعى، فلا وجود لقوانين تحمى المرأة، بالعكس كان من ضمن أفكارهم تأصيل زواج القاصرات وعدم حماية المرأة من التحرّش الجنسى، إذ إن «الإخوان الإرهابية» لم تعرف قدر المرأة المصرية وحجم نضالها التاريخى، فالمرأة جزء أصيل، وأحد المكونات الحضارية والإيمانية فى تاريخ مصر، وما أظهرته الجماعة من تصرفات هجومية فى حق المرأة أثبت عدم وعيهم بتاريخ المرأة، وأنه ليس لديهم الوعى والبعد الحضارى والثقافى، سواء بتاريخ مصر أو المرأة المصرية، فكل ما شغل تفكير الجماعة الإرهابية هو تحويل مصر بأكملها، وليس المرأة وحدها، إلى جزء من الجماعة.

تفكير الجماعة الإرهابية كان تحويل مصر إلى جزء من «التنظيم»

وكيف نجح الشعب فى الرد على تصرفات «الإخوان الإرهابية»؟

- تعمّدت الجماعة الإرهابية إقصاء المرأة وعدم تمكينها، سواء سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً، لكن الوعى الذى اتسم به الشعب المصرى جعله ينجح فى إزالة حكم الإخوان الإرهابية عن سلطة الحكم بعد نحو عام، ويعتبر هو العام الأسود فى تاريخ البلاد، إذ حاولت «الإرهابية» توزيع جميع أعضائها فى مناصب الدولة للسيطرة عليها.

كيف جاءت مكتسبات المرأة المصرية بعد ثورة 30 يونيو؟

- حصلت المرأة المصرية على مكتسبات لا تُعد ولا تُحصى على جميع الأصعدة، سواء الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية، إذ حصلت على نسب غير مسبوقة لتمثيلها بالبرلمان المصرى، وإقرار حقوقها فى الدستور المصرى، وأيضاً تمثيل المرأة بانتخابات المحليات، وحصلت المرأة على مناصب غير مسبوقة، فقد أصبحت شريكة فى الحكم، إذ تجد المرأة وزيرة ونائبة للوزراء ونائبة للمحافظين.

ماذا عن مكتسبات المرأة من الناحية الاقتصادية بعد ثورة 30 يونيو؟

- عاد نجاح ثورة 30 يونيو بمكاسب غير مسبوقة فى حق المرأة المصرية، خاصة من الناحية الاقتصادية، إذ أثبتت الثورة أن المرأة تمتلك من المهارات والكفاءات ما يجعلها تشغل أى وظيفة أو منصب مهما كانت مسئوليته، ويعتبر المشروع القومى «حياة كريمة»، من أكبر المشروعات التى أعطت المرأة فرصة حقيقية للتمكين الاقتصادى من خلال تسهيل الاقتراض ودعم الصناعات الصغيرة للمرأة.

مشاركة المرأة فى ثورة 30 يونيو

على مدار التاريخ لم نجد حلقة من حلقات تاريخ الثورات المصرية إلا والمرأة المصرية أثبتت حضورها، ومن أعمدة نجاح 30 يونيو خروج ومشاركة المرأة المصرية، كما أنها السبب وراء دفع أبنائها وأزواجها إلى الثورة بعدما أدركوا مدى الخطر الذى يُهدّد البلاد بسبب حكم «الإخوان الإرهابية»، لذلك تعتبر المرأة الشريك الأساسى فى نجاح ثورة 30 يونيو.