كشف، أمس، مدير التربية لولاية قسنطينة لخضر بركاتي على هامش انعقاد الندوة الولائية لتقييم امتحان مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي بثانوية شماشمة علي بعين السمارة، أن عملية التكوين المكثفة التي مست مفتشي المواد الأساسية ومدراء المؤسسات التربوية، وكذا الأساتذة المؤطرين فضلا عن تدريب التلاميذ جعلت الامتحانات تسير بشكل حسن خاصة وأنهم لمسوا تجاوبا ونجاحا من ناحية السهر على إعداد المواضيع التي شملت 38 كفاءة استُهدفت بالتقييم.
 وبحسب ما قاله فإن الامتحان بشقيه الشفوي والكتابي الذي بدأ منذ انطلاق الثلاثي الثالث كان ذا طابع نوعي بعيدا عن التقييم النقطي المعتمد سابقا، الذي كان يُسقط الكفاءات الأخرى في تقييم مستوى التلميذ، إذ إن هذا الإجراء الجديد ركز على وظيفتي التحصيل والتشخيص معا ومس كل الكفاءات المحددة في منهاج هذه المرحلة بصفة شاملة ودقيقة.
وفي هذا الصدد قال بركاتي، إن الهدف منه هو إعطاء صورة حقيقية عن قدرات التلميذ والمكتسبات التي حصلها خلال مرحلة التعليم الابتدائي، التي يتم إدراجها في ملف ورقي يسلم لأولياء التلاميذ يوم 22 جوان وآخر إلكتروني متوفر في فضاء الأولياء يُحول من ابتدائية المتمدرس إلى المتوسطة، ويُسند إلى أساتذة التعليم المتوسط يجدون فيه تقييمات التلميذ وملاحظات أساتذة كل مادة للسنة الخامسة ابتدائي، وأفاد مدير التربية أن هذه العملية تساعد الأساتذة على تكوين صورة عن المتمدرس وكذا في عملية التصحيح والمعالجة البيداغوجية، وتقوية نقاط ضعفه واستكمال النقائص التي سجلت في الابتدائي، ووفق ما قاله المتحدث فإن هذه العملية يستفيد منها المفتشون والمدراء أيضا من ناحية متابعة الأساتذة الذين أشرفوا على تكوين التلميذ خلال السنة الخامسة ابتدائي ومن ثم تكوينهم وإصلاح الاختلالات.
ولفت بركاتي إلى إلزامية حضور التلميذ لإجراء الامتحان، إذ إن انتقاله إلى مرحلة التعليم المتوسط يكون من خلال احتساب المعدل السنوي للتقويم المستمر، ثم تتبعه برمجة للامتحان الاستدراكي للتلاميذ المتغيبين والذي حُددت له ثلاثة أيام.
من جهة أخرى صرح المدير أن فكرة التحول نحو امتحان تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي بدل المعمول به سابقا، كانت مطروحة منذ سنوات كما أكد على أنها كانت منظمة ومخططة منذ بداية الفكرة إلى غاية مرحلة إجراء الامتحان بدأت بدراسات استقصائية وميدانية ومتابعة لمرحلة تمدرس التلميذ في التعليم الابتدائي، ثم مناقشات للموضوع على مستوى ندوات وطنية أطرها وزير التربية والتعليم بحضور مدراء التربية والمفتشين المركزيين، لحقتها ندوات ولائية وجهوية ووطنية ولقاءات تقييمية وُضعت خلالها الخطوط العريضة ومراحل إعداد وتنظيم الامتحان، تبعتها برمجة ملتقيات وطنية لتكوين مفتشي الابتدائي، وملتقيات مضاعفة التكوين لمفتشي التعليم الابتدائي محليا، وتكوين مديري المدارس والأساتذة والمرافقين لكل مراحل التحضير للامتحان، وانتهت بتدريب وتهيئة التلاميذ.
وحضر الندوة التقييمية الولائية مفتشون تربويون لمختلف المواد التعليمية، أساتذة ومدراء مؤسسات تربوية، وكذا نقابات تربية، نشطوا مجموعة من الورشات، تناولوا فيها الإطار العام لامتحان تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي، والتكوين ومرحلة إعداد وطبع المواضيع، وكذا الإجراءات التعليمية لامتحان تقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي وتقييمه.
وبحسب بيان وزارة التربية الوطنية الذي عُرض على المشاركين في الندوة فإن هذه الورشات تفتح باب مناقشة بناءة تُمكن من جمع المعطيات الصادرة عن المختصين البيداغوجيين، بالإضافة إلى تدقيق مدى تحقق الأهداف المسطرة الخاصة بتطوير النظام التربوي، فضلا عن تحقيق مسار تغيير متدرج في نظام التقييم التربوي يسمح بإحداث تحول نوعي بسيرورة متواصلة ديناميكية ودائمة، وتستجيب لكل الانشغالات المطروحة للوصول إلى وضع نظام تقييمي وطني عصري وناجع يمكّن من جمع معلومات لاتخاذ القرارات المناسبة.   
إيناس كبير