تعرّض سائق حافلة لنقل المسافرين بعنابة للإختطاف بعد أن اعترض طريقه 3 أشخاص كانوا على متن درّاجات ناريّة وأرغموه على النزول من الحافلة قبل قيامهم بإجباره على التوجّه معهم واحتجزوه داخل منزل فوضوي وطلب المختطفون من شقيق الضحيّة فدية متمثّلة في تسديد مبلغ 50 مليون سنتيم مقابل إخلاء سبيل سائق الحافلة قبل أن تنجح مصالح الأمن في تحديد هويّة الفاعلين مع رسم خطّة محكمة أسفرت عن توقيف المشتبه فيهم الذين تمّ توقيفهم أثناء عمليّة تسليم المختطف إلى أفراد عائلته، وفي سياق متّصل فقد مثل المتّهمون الثلاثة أمام هيئة محكمة الجنايات الإبتدائيّة لدى مجلس قضاء عنابة اليوم من أجل متابعتهم بارتكاب جناية اختطاف واحتجاز شخص بدون أمر من السلطات المختصّة مع جنحة عدم التبليغ مع العلم بالشروع في ارتكاب هاته الجريمة، ويتعلّق الأمر بكل من “ع.ف.د” ول.ع.ل” بالإضافة إلى “ع.س” المتراوحة أعمارهم ما بين 26 و37 سنة الذين أدانتهم المحكمة بعد الإستماع إلى أقوالهم بعقوبات متفاوتة ما بين سنتين سجنا غير نافذ و5 سنوات سجنا نافذا، علما وأن الجّهات القضائيّة قد دقّقت النظر في ملفّ الواقعة التي تعود حيثياتها إلى يوم الرابع ماي من السنة الفارطة وبالتحديد على حوالي الساعة الثامنة مساءا، حين تقدم إلى المسمى “م.ع” أمام مصالح الضبطية القضائية بغرض التبليغ عن تعرّض شقيقه المسمى “س.ف” للإختطاف من قبل مجموعة من الأشخاص مجهولي الهويّة وذلك على مستوى شارع الصديق بن يحي بالقرب من متوسطة خليج المرجان، وكشف هذا الأخير لدى الإستماع إلى أقواله أنّه تلقى اتصالا هاتفيا من طرف قابض الحافلة التي يعمل على متنها شقيقه الضحية كسائق ويتعلق الأمر بالمسمى “ب.ع” الذي أخطره بأن شقيقه المسمى “م.ف” تم اختطافه من قبل أشخاص مجهولين كانوا على متن دراجات نارية على مستوى شارع المذكور سالفا أمام مرأى المسافرين الذين كانوا على متن الحافلة، مشيرا أنّه وبعد حوالي 15 دقيقة اتصل به المشتبه فيهم وطالبوه بفدية مالية قدرها 50 مليون سنتيم مقابل إخلاء سبيل شقيقه، هذا وقد سرد قابض الحافلة أثناء الإستماع إلى تصريحاته تفاصيل الواقعة موضحا كيفيّة قيام هؤلاء الأشخاص على فعلتهم حين كان بصدد استلام تسعيرة التذاكر من طرف الركاب في الجهة الخلفيّة للحافلة، مضيفا أنّه سمع صراخ وضجيج بمقدّمة الحافلة فظن وقوع خلاف بين الركّاب، قبل أن يتم إعلامه بعدها بأن أشخاص مجهولين في الخارج قاموا بإرغام السائق على النزول مع تحويله خلف الحافلة، وأثناء ترجّله من أجل تقصّي الأمر شاهد السائق “ف” على متن دراجة نارية من نوع “فيسبا” بيضاء اللون مع شخص آخر وتتبعه دراجتين ناريتين من نفس النوع كل واحدة على متنها شخص واحد سالكين نفس الشارع باتجاه المستشفى الجامعي ابن رشد، نافيا من جهته علمه بأيّ معلومات تكشف هويّة المشتبه فيهم، ممّا جعله يتّصل فور حدوث الواقعة بشقيق الضحيّة “م.ع” وصاحب الحافلة لإعلامهما بالحادثة، ومن جهة ثانية فقد فتحت المصالح الأمنيّة تحقيقات معمّقة للوصول إلى الفاعلين، مع تحديد موعد مع الخاطفين من أجل تسليم الفدية واستلام الضحية بوساطة من صديق الضحية وتم تحديد مكان المبادلة على مستوى حي سيدي عيسى وهي العملية التي كللت بالنجاح وأسفرت عن تحرير الضحية وتوقيف أحد الفاعلين قبل أن تتمكن في توقيف البقيّة، تجدر الإشارة أنّ الضحيّة وأثناء مثوله أمام هيئة المحكمة كشف أنّه كان يزاول عمله بصفة طبيعيّة على الخط الرابط بين محطة المسافرين سويداني بوجمعة وشاطئ ريزي عمر، مضيفا أنّه ولدى توقّفه بجانب ثانوية وادي القبة اعترض طريقه مجموعة من الأشخاص كانوا على متن دراجات نارية يجهل هويّتهم، وقاموا بتهديده بواسطة أسلحة بيضاء محظورة فاستجاب لهم خوفا من الإعتداء عليه وتوجّه رفقتهم بناء على طلبهم إلى حي بوخضرة التابع لبلديّة البوني وبالضبط إلى إحدى البناءات الفوضوية وأقدموا على احتجازه هناك مع الإعتداء عليه بالضرب، وقد تم اخطاره من قبل أحدهم أنه سوف يبقى محتجزا لديهم إلى غاية قيام شقيقه “م.ع” بدفع مبلغ مالي معتبر لهم وفي حال عدم تسليمهم المبلغ المتّفق عليه سيتمّ تصفيته جسديا عن طريق وضح حدّ لحياته.
وليد س
