كشف محمد آدم «توباك» المتهم رفقة آخرين في قضية مقتل العميد علي بريمة التابع لشرطة الاحتياطي المركزي السودانية، تفاصيل جديدة بشأن اعتقالهم على خلفية الجريمة التي وقعت في يناير من العام الماضى، وروى لـ«التغيير» قصة اعتقاله من البداية وحتى لحظة إطلاق سراحه في رمضان الماضي بعد إخلاء السجون إثر المعارك التي اندلعت بين الجيش ومليشيا الدعم السريع منتصف أبريل المنصرم، كما تحدث عن بداياته في العمل الثوري في ثنايا هذا الحوار:
التغيير- حوار: عبد الله برير
هذا المشهد «…» حرك داخلي الحس الثوري وانضممت للمناضلين
* كيف كانت بدايات انخراطك في العمل الثوري قبل سقوط النظام البائد؟
عند العام 2018م في بدايات الثورة السودانية كنت صغيراً في العمر وكنت شاهداً على الظلم الواقع في ذلك الوقت، أتذكر أول مشهد حرك داخلي الحس الثوري في مدينة أم درمان بمنطقة العباسية عندما ضرب عناصر من جهاز الأمن امرأة كبيرة في السن ولم احتمل الموقف ومنذ ذلك المشهد أصبحت من ثوار العباسية وروريداً رويداً انضممت إلى مناضلي ضاحية بري في الخرطوم.
* حدثنا عن مصادماتكم الأولى مع الأجهزة الأمنية؟
تعلمت العمل الثوري وتكتيك المواكب سريعاً وأصبحت مرصوداً من قبل القوات الأمنية وانضممت لكيان «غاضبون بلا حدود» وامتد نشاطي حتى مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة وازداد ترصد رجال الأمن لي وبحثوا عني كثيراً ولكنني كنت متجولاً بين مدني والحصاحيصا في الجزيرة والأبيض غربي السودان، في 13 يناير من العام الفائت تعرضت لكسر في القدم في أحد المواكب وخضعت للعلاج في مستشفى رويال كير بالخرطوم وتم اعتقالي إلى مباحث ولاية الخرطوم.
اتهموني بتسليح «ملوك الاشتباك» و«غاضبون» وتعرضت لشتى أنواع التعذيب
* وماذا حدث بعد ذلك؟
بدأت رحلة التعذيب والاستهداف والتحريات والاتهامات بأنني أقوم بتسليح مجموعات «ملوك الاشتباك» و«غاضبون بلا حدود» وأني قائدهم وتعرضت لشتى أنواع التعذيب حتى تم اقتيادي لمكتب التحقيقات في مدينة الخرطوم بحري، طلبوا مني هنالك أن أشهد بأن الثائر محمد موسى هو من قام بقتل الشهيد «ود عكر» مقابل إطلاق سراحي ورفضت الأمر جملةً وتفصيلاً وتواصلت رحلة التعذيب.
* وماذا عن اتهامكم في مقتل العميد بريمة؟
وجدت نفسي فجأة وبدون أية مقدمات متهماً بمقتل العميد بريمة رفقة آخرين من الثوار وطلبوا مني تسمية أي واحد من الثوار واتهامه بالجريمة ورفضت أيضاً ليتم اتهامي مباشرةً أنا وأحمد الفاتح «الننة»، تم صعقي بالكهرباء حتى فقدت الوعي، تواصل التعذيب بالماء البارد في ليالي الشتاء والتقييد بالأصفاد على الأبواب والمنع من دخول دورات المياه لمدة ثلاثة أيام أحياناً لكن الثورة علمتنا الصمود.
وجدت نفسي فجأة متهماً بمقتل العميد بريمة وأجبرت على تسجيل اعتراف قضائي
* كيف سارت القضية بعد ذلك؟
ألحوا علي بأن أسجل اعترافاً قضائياً بأنني قمت بإغتيال العميد ورضخت تحت التعذيب الشديد وتم اقتيادي إلى قاضٍ لاعترف أمامه ولكنني أخبرته بأنهم عذبوني عذاباً شديداً لأسجل الاعتراف ورفض القاضي اعترافي تحت التعذيب وتم إرجاعي إلى مكتب التحقيقات بحري وسط غضب أفراد المباحث وعذبوني بالدربكين وثقبوا رجلي المكسورة ورجلي الثانية بالإضافة إلى الضرب بالمواسير والعصي وكادت رجلي أن تتعفن وأحضروا شخصاً لإسعافي، بعدها احضروا والدي لمكتب التحقيقات للضغط علي للاعتراف ولكن لم يتم تعذيبه وهددوني باعتقال أشقائي وشقيقاتي الصغار وتمت مساومتي وأعطوني ورقة لأحفظ محتوياتها مكتوب فيها اعتراف بأنني قتلت العميد رفقة «الننة» وبالفعل اعترفت أمام القاضي لكنني لم التزم بمحتويات الورقة ولم أذكر اسم الننة بأنه كان شريكي في الجريمة المذكورة وأعادوني لمربع التحقيقات في الشرطة الأمنية هذه المرة وتم تخفيف التعذيب حتى تم اقتيادي إلى سجن كوبر.
* كيف كانت الأوضاع والمعاملة في سجن كوبر؟
منسوبو السجن كانوا يتعاملون معنا بكراهية شديدة وكأن لهم ثأر مع الثوار وعاملونا معاملة لا يستحقها البشر وأودعونا الزنازين رغم أننا متهمون ولسنا مساجين وقيدونا بالأصفاد مع مرضى أمراض مزمنة وأحسست بأنهم كانوا يسعون لإغتيالي داخل السجن في العديد من المرات وسجلت العديد من المواقف واعترضت للإدارة في السجن وقلت لهم إن دمجنا مع متهمي القتل العمد الخطرين أمر خطأ ولم يأبهوا لحديثي وتم تقييد أرجلي بالأصفاد ووضعوني في حبس انفرادي.
في كوبر عاملونا بكراهية شديدة والأوضاع بسجن الهدى كانت أفضل
* وماذا حدث في المحكمة؟
اُقتدت للمحكمة والأصفاد على أرجلي وحينما لاحظ القاضي ذلك طلب من حاجب المحكمة إحضار المفتاح ليتفاجأ بان القيد تم في كوبر وليس في مبنى المحكمة وقال إنه نسي المفتاح في السجن ليقوم القاضي بفتح بلاغ في مدير السجن ويتم تحويلي إلى سجن الهدى.
* هل اختلفت الأوضاع في سجن الهدى؟
التعامل كان أفضل من ذلك الذي قوبلنا به في سجن كوبر وحظينا بحقوقنا وبالاحترام الذي نستحقه ولم اتعرض لأي مضايقات، نحن مجرد ثوار ولسنا قتلة، لم نهرب من السجن وتم إطلاق سراحنا مع بداية الأحداث بين الدعم السريع والجيش وسنستمر في درب السلمية حتى تحقيق مطالب الثورة.
