يؤدي مئات الآلاف من حجاج بيت الله الحرام، الأحد، "طواف القدوم" حول الكعبة في مكة المكرمة في مستهلّ مناسك الحج الذي وصلت أعداده لما كان قبل وباء كورونا.

وفاضت شوارع وأزقّة المدينة المقدسة بالحجّاج من جميع الجنسيات والأعراق، بعد رفع القيود عن أعداد وأعمار الحجاج.

ووصل أكثر من 1.6 مليون حاجّ من خارج المملكة وفق ما أعلنت، مساء الجمعة، السلطات السعوديّة.

وهذا الرقم يتجاوز عدد حجيج العام الماضي بفارق كبير، فيما لم تُعلن بعد أعداد الحجّاج من داخل السعودية. وتوقّعت السلطات السعوديّة مشاركة أكثر من مليوني حاج من 160 بلداً في الحج هذا العام.

لأول مرة يجري موسم الحج من دون قيود صحية (AFP)

وبعد أن وصل عدد الحجاج في عام 2019، إلى نحو 2.5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم. اقتصر الحج العام الماضي على 926 ألف حاج، بينهم 781 ألفاً من الخارج، بعد عامين من اقتصاره على بضعة آلاف من سكّان المملكة وحدها.

رحلة العمر

وسط زحام من الحجاج الخارجين من المسجد الحرام بعد صلاة العشاء، قالت ربّة المنزل الهنديّة شيما مقصود (52 عاماً) إنها تعيش سعادة غامرة لأنّ حلمها تحقّق بزيارة مكّة المكرّمة وأداء الحج.

وقال الطالب الإندونيسي يوسف برهان (25 عاماً): "هذه نعمة عظيمة. لم نتخيّل من قبل أنّنا سنؤدي الحج هذا العام. لا أستطيع وصف مشاعري. أشكر الله".

وأعرب صديقه مهدي الحامدي (27 عاماً) عن فخره بأداء الحج قائلاً إنّ "الحجّاج قوم مختارون من الله". وقال الشاب وقد غمرته مشاعر السعادة: "هناك ملايين من الناس، والله اختار عدداً قليلاً لأداء الحجّ. هذا شرف عظيم لنا".

دائماً ما توصف رحلة الحج بأنها " رحلة العمر" (Reuters)

في خدمة ضيوف الرحمن

وبدءاً من مساء الأحد، ينتقل الحجّاج بأعداد كبيرة إلى مِنى، على بُعد نحو 5 كيلومترات من المسجد الحرام، قبل المنسك الرئيسيّ وهو صعود جبل عرفات يوم الثلاثاء.

وأقامت السلطات الكثير من المرافق الصحّية والعيادات المتنقّلة، وجهّزت سيّارات إسعاف، ونشرت 32 ألف مسعف، لتلبية احتياجات الحجّاج.

وأقام رجال الشرطة في المدينة الجبليّة نقاط تفتيش ونظّموا دوريّات راجلة حاملين مظلات بيضاء للحماية من الشمس، فيما تجاوزت الحرارة 44 درجة مئويّة.

حجاج بيت الله الحرام (Reuters)

وداخل المسجد الحرام، وقف مسعفون على أهبّة الاستعداد في مواقع مختلفة، فيما كان شبّان متطوّعون يدفعون كراسي متحرّكة ينتظرون في طابور طويل لمساعدة كبار السن والمرضى ممّن لا يستطيعون المشي مسافات طويلة.

وفي أرجاء المكان، انتشر عمّال يوزّعون زجاجات المياه الباردة، وآخرون يرشّون رذاذاً منعشاً من أسطوانات يحملونها على ظهورهم.

TRT عربي - وكالات