شكّل إقلاع أول رحلة حج مُخصّصة للنساء بشكل حصري من مطار كاليكوت الدولي في كاريبور، في 8 يونيو، خطوة رائدة ولحظة تاريخيّة بالنسبة إلى ولاية كيرالا الواقعة في جنوب الهند.

وتقدّم وزير الدولة الاتحادي لشؤون الأقليات، جون بارلا، الحُضور في خلال حفل رفع العلم الرمزي في هذه المناسبة المميّزة. وهو شارك شخصيًا في مراسم توزيع بطاقات السفر الخاصة بهذه الرحلة غير المسبوقة – في مبادرة لافتة جدًا من جانب الدولة الهندية، تصبّ في خانة تمكين المرأة ودفع كل الخطوات الرامية لتحقيق هذا الهدف قُدمًا.

وأقلعت رحلة طيران "الهند إكسبريس" من كاريبور وعلى متنها 145 امرأة في طريقهنّ إلى الحج، برفقة طاقم نسائي يضمّ ست نساء. ولمّا كانت هذه الرحلة الفريدة في نوعها أوّل رحلة حج مخصّصة للنساء حصرًا في ولاية كيرالا، فإنها عكست التزام الولاية المذكورة بعدم التفرقة بين الجنسين.

وكان من اللافت جدًا، أنّ حضور العنصر النسائي على متن الطائرة شمل الحجاج والطاقم، وكذلك الأمر كل من تواجد في مقصورة القيادة، حيث قادت نساء الطائرة إضافة إلى نساء عاملات قمن بدورهنّ في إدارة الرحلة وتوجيهها وفي عمليات إدارة الطيران والهندسة والخدمات الأرضية، وحتى على مستوى وظائف التحميل والتنظيف، وغيرها من الأنشطة ذات الصلة.

إشارة إلى أنّ الكابتن الطيار على متن هذه الرحلة غير المسبوقة كانت كانيكا ميهرا، من البنجاب، وقد جلست إلى جانبها في مقصورة قيادة الطائرة، مساعدة الطيار غاريما باسي. وضمّ الفريق المساعد والعامل نساء من أمهر طواقم الطائرات، وهنّ كل من أم بي بيجاتا، وداربانا رانا وسوشاما شارما وسوبهانجي بسواس. وقد شبكت هؤلاء النسوة أيديهن معًا وقمنا بكل ما يلزم لتكون هذه الرحلة رائعة، ولتكون مثالاً للقوة وللعمل الموحد.

إشارة إلى أنّ الوزير بارلا قام شخصيًا بمنح أكبر الحاجات سنا، وهي الحاجة زليخة البالغة من العمر 76 عامًا، بطاقة السفر الأولى. وأبدى الوزير بارلا ارتياحه للإجراءات التي قامت لجنة الحج الحكومية بتطبيقها بهدف توفير رفاهية الحجاج من دون أي تمييز.

جرى ترتيب ما مجموعه 16 رحلة جوية مخصّصة فقط للحاجات المغادرات من مطارات كاريبور وكونور وكوتشي في الولاية. وتولّت هذه الرحلات نقل ما مجموعه 1،595 امرأة من دون مرافق أي فئة "سيدات بلا محرم" وذلك خلال أيام متعدّدة.

يُذكر أنّ عدد النساء من الولاية المصنّفات ضمن فئة "سيدات بلا محرم" بلغ ألفين وسبعمائة وثلاثين امرأة، وقد غادرت 1718 منهن عبر كاريبور، و563 عبر كوتشي، و452 عبر نقاط الصعود إلى كانور.

وفي 10 يونيو، غادرت أكبر امرأة معمرة هذا العام من نيديروب في منطقة مالابورام بولاية كيرالا، وهي خديومّا البالغة من العمر 87 عامًا.

من المعروف أنّ الحج يتمتّع بأهمية روحية عميقة بالنسبة إلى ملايين المسلمين في مختلف أنحاء العالم. فهو مناسبة ملائمة تمامًا للتواصل روحيًا مع الله ولطلب المغفرة ولإعادة تنشيط إيمان كل شخص. والأكيد أنّ عددًا لا يمكن إحصاؤه من الناس يعتزّ بمجرّد التواجد بين الحجاج، ويفتخر بالمشي إلى منى، وبترداد صرخات لبيك مع الجمهور، وهو يتمنّى بالتأكيد ومن كل قلبه أداء مناسك الحج المقدسة.