أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن

مواقف محرجة واحدة تلو الأخرى يجد النظام الجزائري نفسه فيها من حين إلى آخر؛ آخرها انكشاف حيلة استيرادها السلع من إسبانيا، رغم ادعائها، منذ يونيو المنصرم، أنها علقت معها معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع مدريد.

وسبق لـ"الجارة الشرقية" أن علقت المعاهدة نفسها لـ"معاقبة" مدريد على الموقف الإسباني التاريخي من مغربية الصحراء، أفصح عنه الرئيس "بيدرو سانشيز"، وتوج بإعادة الدفء إلى العلاقات المغربية الإسبانية ولقاء رئيس الحكومة الملك محمدا السادس.  

 ووفق ما أوردته "مغرب أنتلجنس"، مجلة إخبارية متخصصة في المعلومات المرتبطة بمجالات الأمن، الدبلوماسية، والشؤون الجيوسياسية والاقتصادية للدول المغاربية، فقد اتضح أن "فكرة المقاطعة لا تحظى بالإجماع في الجارة الشرقية؛ بل عمدت بعض الأطراف الجزائرية إلى سلك وسائل التحايل، من أجل الاستمرار في استيراد بعض البضائع من إسبانيا".

وأورد المصدر ذاته، نقلا عن مصادره الخاصة، أن "الجيش الجزائري أول من لجأ إلى حيلة خبيثة، تروم مواصلة الحصول على الإمدادات من إسبانيا"، لافتا إلى أن "مصادر أمنية جزائرية أكدت أن قطع غيار أجهزة اتصالات حساسة للغاية يستخدمها الجيش الجزائري بكثافة تأتي من إسبانيا".

ولتجنب حدوث انقطاع قد يتسبب في نقص كبير، تشرح المجلة ذاتها، "تواصل وزارة الدفاع الجزائرية استيراد هذه المنتجات الإسبانية؛ بيد أنها تمر بانتظام عبر البرتغال المجاورة". 

ومضى الموقع قائلا إن "الموردين الإسبان يقومون بشحن أجزائهم ومكوناتهم لصالح الجيش الجزائري منذ عدة أسابيع عبر البرتغال"، مستطردا أنه "تم اختيار وسطاء لاستلام هذه المنتجات الإسبانية خيفة".

وبهذه الطريقة، تقول "مغرب أنتلجنس"، "تحرص المؤسسة العسكرية الجزائرية على احترام ما يسمى الحظر المفروض على إسبانيا، دون إحداث ضجيج أو ترك آثار تشهد على تناقضها الصارخ مع عقيدة سياسة الرئيس تبون المعادية لإسبانيا".

وحسب عدة مصادر جزائرية، تبرز المجلة نفسها، "تُستخدم هذه الحيلة من قبل العديد من الإدارات الحكومية الجزائرية أو المشغلين الخاصين، الذين يمرون عبر البرتغال لمواصلة شراء ما صنع في إسبانيا". 

هذا وخلص المصدر السالف ذكره إلى أن "العديد من هؤلاء الفاعلين الجزائريين لا يوافقون على راديكالية موقف عبد المجيد تبون ضد مدريد، لكن لا أحد حتى الآن يجرؤ على مناقضته علناً بشأن هذه الخيارات الدبلوماسية المثيرة للجدل".