عبد العزيز أكرام-صحافي متدرب
من المنتظر أن يستقبل المغرب خلال الأشهر المقبلة دفعة من المركبة العسكرية الفرنسية “شيربا” التي تعد من صنع شركة “رونو”، والمجهزة بنظام “أطلس آر سي” للدفاع الجوي المعتمد على منصة صواريخ “ميسترال 3”.
وبحسب موقع “أنفو ديفانسا” الإسباني المختص في أخبار السلاح، فقد تم عرض العربة الفرنسية بمنصة كونسورتيوم للصواريخ الأوروبية بمعرض باريس الجوي، والذي احتضنته العاصمة الفرنسية ما بين 19 و25 من الشهر الجاري.
وفي هذا الصدد، قال محمد الطيار، الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، إن “استلام هذه المركبة الفرنسية يدخل في إطار الصفقات العسكرية المبرمة بين المغرب وفرنسا في السنوات الماضية، إذ يعد المغرب الزبون الأول للسلاح الفرنسي على المستوى القاري”.
وأضاف الطيار في حديثه لـ”لأيام 24″ أن “المغرب يعد كذلك الزبون الثالث لفرنسا عالميا، بناء على احصائيات سبق أن قدمتها باريس خلال سنة 2021″، مشيرا إلى أن “هذه الخطوة المغربية لا تغير من معطى أساسي يتعلق بكون المغرب مرتبطا بشراكة أكثر أهمية بالولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالتسلح”.
وتابع الباحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية أن “المملكة تعد الزبون الأول لواشنطن على المستوى القاري وكذلك شمال أفريقيا “، مؤكدا على أن “نفس الأمر ينطبق على علاقاتها مع إسرائيل، بالنظر إلى النسبة المهمة من الترسانة المغربية التي تم توسيعها بناء على اتفاقيات تم ابرامها مسبقا مع تل أبيب”.
وزاد الطيار متحدثا أن “العلاقات التجارية بين المغرب وفرنسا سواء في ميدان التسلح أو غيره، تتأثر بالموقف الفرنسي من قضية الصحراء المغربية الذي لازال لم يراوح بعد المنطقة الرمادية والمواقف المزدوجة “، معتبرا أن باريس “مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالخروج بموقف واضح يؤكد على سيادة المغرب على صحرائه وأن مقترح الحكم الذاتي هو الحل الوحيد لفك النزاع المفتعل”.
وأردف المتحدث ذاته أن “ما يقوم به المغرب فيما يتعلق بتنويع شركائه يعد نقطة قوية واستراتيجية متكاملة، وما يؤكد على ذلك هو ما تعيشه حاليا الجزائر التي تعتمد ترسانتها العسكرية على ما تقدمه لها المصانع الروسية، والتي باتت تكتفي في الوقت الراهن بتلبية متطلبات الحرب بأوكرانيا فقط، ما جعل الجزائر تواجه أزمة حقيقية فيما يخص قطع الغيار والذخيرة”.
ويذكر أن المغرب، يقوم بتوطين مجموعة من الصناعات العسكرية من أجل صناعة عسكرية وطنية متكاملة، ولعل أبرز المؤشرات على ذلك هو استقطابه لشركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية المتخصصة في صناعات “الدرون”، إلى جانب شركة “برات آند ويتني” الأمريكية المتخصصة في صناعة محركات الطائرات العسكرية.
