كيف يستخدم الذكاء الاصطناعي للاتجار بصور الاعتداء الجنسي على أطفال؟

  • Author, أنغوس كروفورد وتوني سميث
  • Role, بي بي سي نيوز

كشف تحقيق لبي بي سي أن أشخاصاً مصابين بالبيدوفيليا يستخدمون الذكاء الاصطناعي لإنتاج مواد تحاكي الاعتداء الجنسي على أطفال، وبيعها.

ويمكن للبعض الوصول إلى تلك الصور عن طريق التسجيل في مواقع مشاركة المحتوى المعروفة مثل "باتريون".

وقالت شركة "باتريون" إنها تتبع سياسة "عدم التسامح" بشأن نشر صور مماثلة على موقعها.

وقالت الشرطة في بريطانيا إنه من "المشين" أن تحقق بعض المنصات "أرباحاً ضخمة" من محتوى مماثل من دون تحمّل "المسؤولية الأخلاقية" المترتبة عليها جراء ذلك.

ويستخدم صانعو الصور المسيئة برنامج ذكاء اصطناعي يسمى Stable Diffusion، كان يستخدم في الأصل لتصميم صور تستخدم في التصميم الفني.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • فاغنر: كيف تسبب يفغيني بريغوجين قائد قوات فاغنر في الفوضى في روسيا؟
  • كيف سيعرف الخبراء حقيقة ما حدث للغواصة تيتان؟
  • كيف يحتفل العرب المسلمون بعيد الأضحى في دول الغرب؟
  • انتخابات تورونتو: كيف يتنافس مئة شخص وكلب على منصب العمدة؟

قصص مقترحة نهاية

أوميغل: فتاة تقاضي موقعا جمعها في صغرها بمتحرش بالأطفال

تطبيق لحظر صور الاعتداء الجنسي على الأطفال يحصل على تمويل من الاتحاد الأوروبي

أوروبا أصبحت "مركزا للانتهاكات الجنسية للأطفال" على الإنترنت

يمكّن الذكاء الاصطناعي أجهزة الكمبيوتر من أداء المهام التي تتطلب عادةً ذكاءً بشرياً.

ويسمح برنامج "ستايبل ديفيوجن" للمستخدمين، بكتابة توصيف لأي صورة يريدون إنتاجها، من خلال تلقين البرنامج أوامر لتصميم الصورة.

ووجدت بي بي سي أنه يستخدم لتصميم صور مطابقة للواقع، للاعتداء الجنسي على الأطفال، بما في ذلك اغتصاب الأطفال والرضع.

وتقول فرق التحقيق في إساءة معاملة الأطفال عبر الإنترنت، التابعة للشرطة البريطانية، إنها تتعامل بالفعل مع محتوى مماثل.

عملت الباحثة والصحافية المستقلة، أوكتافيا شيبشانكس، على التحقيق في هذه القضية على مدى أشهر. وقررت الاتصال ببي بي سي عبر "الجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال" وهي جمعية خيرية محلية في بريطانيا، من أجل تسليط الضوء على النتائج التي توصلت إليها.

وقالت: "منذ أن أصبح إنشاء الصور من خلال الذكاء الاصطناعي ممكناً، كان هناك هذا الفيضان الهائل من الصور... لم يقتصر الأمر على الفتيات الصغيرات فحسب، فهناك من يستخدمون صور الرضّع حتى".

وتقارب القوانين في المملكة المتحدة "الصورة الزائفة" المصممة بواسطة برامج ذكاء اصطناعي للاعتداء الجنسي على الأطفال، بنفس طريقة الصور الحقيقية. ومن غير القانوني حيازة مثل هذه الصور أو نشرها أو تناقلها.

وقال إيان كريتشلي، الذي يرأس مجلس قيادة الشرطة الوطنية البريطانية، في مجال حماية الطفل، إنه من الخطأ القول إنه نظراً لعدم تصوير أطفال حقيقيين في مثل هذه الصور "الاصطناعية"، لم يتضرر أحد.

وحذر من أنّ فكرة الاعتداء لدى الشخص البيدوفيلي، يمكن أن تتطوّر من مجرّد فكرة، إلى تصوّر، لتصل بعد ذلك إلى تنفيذ مع طفل حقيقي وحيّ.

وتتم مشاركة الصور المسيئة هذه على الإنترنت عبر عملية من ثلاث مراحل:

  • أشخاص ينجذبون جنسياً إلى أطفال يصممون الصور باستخدام برنامج للذكاء الإصطناعي.
  • الترويج للصور على منصات مثل موقع مشاركة الصور الياباني Pixiv.
  • تحتوي هذه الحسابات على روابط توجه العملاء إلى الصور الأكثر وضوحاً وعنفاً والتي يمكن للأشخاص الدفع مقابل مشاهدتها على حسابات على مواقع مثل "باتريون".

يقوم بعض صانعي هذه الصور، بالنشر على منصة وسائط اجتماعية يابانية شهيرة تسمى "بيكسيف"، والتي يستخدمها بشكل أساسي الفنانون الذين يشاركون صور رسومات المانجا والأنيمي.

ولكن نظراً لاستضافة الموقع في اليابان، حيث لا تُعد مشاركة الرسوم المتحركة والرسومات الجنسية للأطفال أمراً غير قانوني، يستخدمه صانعو المحتوى المسيء للترويج لعملهم داخل مجموعات وعبر وسوم، تفهرس الموضوعات باستخدام كلمات مفتاحية.

وقال متحدث باسم شركة "بيكسيف" إنها ركزت بشكل كبير على معالجة هذه القضية. وقالت في 31 مايو/أيار إنها حظرت كلّ الصور الواقعية للمحتوى الجنسي الذي يتضمن قاصرين.

وقالت الشركة إنها عززت بشكل استباقي أنظمة المراقبة الخاصة بها وإنها تخصص موارد كبيرة لمواجهة المشكلات المتعلقة بالتطور الحاصل في تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وقالت شيبشانكس لبي بي سي، إن بحثها يشير إلى أن صانعي هذه الصور، يحاولون على ما يبدو نشرها على نطاق تجاري.

وقالت: "الكمية ضخمة للغاية، لذلك يفكرون: نهدف إلى تصنيع ما لا يقل عن 1000 صورة شهرياً".

وتوضح تعليقات المستخدمين على الصور في "بيكسيف"، أن لديهم اهتماماً جنسياً بالأطفال، حتى أن بعض المستخدمين يعرضون تقديم صور ومقاطع فيديو لاعتداءات لم يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وقامت شيبشانكس بمراقبة بعض المجموعات على المنصة.

وقالت: "ضمن هذه المجموعات، التي تضم 100 عضو، يقول الأشخاص: أوه، هذا رابط لأشياء حقيقية".

وأضافت: "أفظع الأشياء، هي أنني لم أكن أعلم حتى أن هكذا كلمات [أوصاف] موجودة".

مستويات تسعير مختلفة

تتضمن العديد من الحسابات على "بيكسيف" روابط في سيرتها الذاتية توجه الأشخاص إلى ما يسمونه "المحتوى غير الخاضع للرقابة" على موقع "باتريون" لمشاركة المحتوى في الولايات المتحدة.

وتقدر قيمة "باتريون" بحوالي 4 مليارات دولار وتدعي الشركة أن لديها أكثر من 250 ألف صانع محتوى، معظمهم يملكون حسابات شرعية تعود إلى مشاهير وصحافيين وكتاب.

يمكن للمعجبين دعم صناع المحتوى عن طريق الحصول على اشتراكات شهرية للوصول إلى المدونات والبودكاست ومقاطع الفيديو والصور، بمجرد دفع 3.85 دولار شهرياً.

أبل ستفحص هواتف آيفون بحثا عن أي محتوى مسيء جنسيا للأطفال

سقوط شبكة لاستغلال الأطفال جنسيا على الإنترنت من 38 دولة بينها السعودية والإمارات

لكن التحقيق الذي أجريناه وجد أن حسابات "باتريون" تعرض صوراً جنسية مطابقة للواقع للأطفال، أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي، وتباع بمستويات مختلفة من الأسعار اعتماداً على نوع المواد المطلوبة.

وكتب أحدهم على حسابه: "أقوم بتدريب فتياتي على جهاز الكمبيوتر الخاص بي"، مضيفاً أنهن "يخضعن" له. فيما قدم مستخدم آخر "أعمال فنية حصرية غير خاضعة للرقابة" مقابل 8.30 دولارات أمريكية شهرياً.

أرسلت بي بي سي مثالاً واحداً إلى "باتريون"، وأكدت المنصة أنه "شبه واقعي وينتهك سياساتنا". وقالت إن الحساب تمت إزالته على الفور.

وقالت باتريون إن لديها سياسة "عدم التسامح مطلقاً" مع هذا النوع من المحتوى، مصرة على أن "صانعي المحتوى لا يمكنهم تمويل المحتوى المخصص لموضوعات جنسية تتضمن قاصرين".

وقالت الشركة إن الزيادة في المحتوى الضار الناتج عن الذكاء الاصطناعي على الإنترنت كانت أمراً "حقيقياً ومقلقاً"، مضيفة أنها "حددت وأزالت كميات متزايدة" من هذه المواد.

وقالت: "لقد حظرنا بالفعل مواد استغلال أطفال اصطناعية أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي"، واصفةً نفسها بأنها دائماً ما تتصرف "باستباقية"، مع فرق متخصصة وتكنولوجيا وشراكات "للحفاظ على أمان المراهقين".

وأنشئ برنامج "ستايبل ديفيوجن" لصنع الصور عن طريق تقنية الذكاء الاصطناعي، كتعاون عالمي بين الأكاديميين وعدد من الشركات، بقيادة شركة "ستابيليتي إيه آي" البريطانية.

وصدرت العديد من نسخات البرنامج، مع وجود قيود مكتوبة في التعليمات البرمجية للتحكم في نوع المحتوى الذي يمكن إنشاؤه.

ولكن في العام الماضي، تم إطلاق إصدار سابق "مفتوح المصدر" للجمهور والذي سمح للمستخدمين بإزالة أي تصفيات برمجية وتدريب البرنامج على إنتاج أي صورة، بما في ذلك غير القانونية منها.

وقالت "ستابيليتي إيه آي" لبي بي سي إنها "تحظر أي إساءة استخدام لأغراض غير قانونية أو غير أخلاقية عبر منصاتنا، وسياساتنا واضحة أن ذلك يشمل مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال.

وأضافت: "نحن ندعم بشدة جهود إنفاذ القانون ضد أولئك الذين يسيئون استخدام منتجاتنا لأغراض غير قانونية أو شائنة".

ومع استمرار التطور السريع للذكاء الاصطناعي، أثيرت أسئلة حول المخاطر المستقبلية التي يمكن أن يشكلها على خصوصية الأشخاص أو حقوقهم الإنسانية أو سلامتهم.

وقال إيان كريتشلي، من مجلس قيادة الشرطة الوطنية البريطانية، إنه يشعر بالقلق أيضاً من أن تدفق صور الذكاء الاصطناعي المطابقة للواقع أو ما يسمى أيضاً بالصور "الاصطناعية"، يمكن أن يبطئ عملية التعرف على الضحايا الحقيقيين لسوء المعاملة.

ويوضح قائلاً إن الأمر: "يخلق طلباً إضافياً، يتعلق بالمراقبة وإنفاذ القانون، لتحديد المكان الذي يتعرض فيه الطفل الفعلي، أينما كان في العالم، للإساءة، مقابل الطفل الاصطناعي أو المصنّع".

وقال كريتشلي إنه يعتقد أنها لحظة محورية للمجتمع.

وأضاف: "يمكننا التأكد من أنه بإمكان الإنترنت والتكنولوجيا خلق فرص رائعة للشباب، أو بإمكانهما أن يصبحان مكاناً أكثر أذية".