في تجفيف منابع الإخوان!!


ها هو ٣٠ يونيو يعود.. ها هو اليوم العظيم المجيد وقد مرت عشر سنوات كاملات عليه! عقد كامل من الزمان مر على واحدة من أعظم ملاحم شعبنا.. وواحدة من أشرف معاركه.. أطهر معاركه!الأسبوع الماضى تحدثنا عما وصلنا إليه فى مصر تحت حكم العصابة التى اختطفت مصر فى ليلٍ.. التمهيد لذلك بدأ مبكراً.. تزييف تاريخ مصر ليصب فى مصلحة الجماعة. فى صالح التعاطف معها.. أكاذيب ومغالطات ومبالغات لا مثيل لها تلاعبت بمشاعر الناس وشكّلت انطباعاتهم وبالتالى وصلت الرسالة إلى عموم الناس مغلوطة مفادها الآتى: «إذا كنا جربنا كل شىء وفشل.. اشتراكية ورأسمالية وقومية وعلمانية.. فلماذا لا نجرب الإسلام؟!»!! ولم ينتبه أحد إلى أنهم أخذوا كل شىء حزمة واحدة وبالتالى صار الانطباع عند عموم المصريين أن الاشتراكية هى العلمانية.. ورغم عدم دقة ذلك، فإن جناحاً عريضاً داخل هذا التيار بل وداخل هذه الجماعة ظل يقرن العلمانية بالكفر والإلحاد وبالتالى المنطق يقول إن المعادلة النهائية هى (الاشتراكية تساوى الكفر) وأدى ذلك إلى تزايد الاقتناع بضرورة «تجريب الناس بتوع ربنا) لأن الصلاح والفلاح لن يكونا أبداً على أيدى كفرة وملحدين!!وبالرغم من دعم بعض غير المنتمين للجماعة دون قصد بدافع الانتقام السياسى من الستينات، لذلك صبت كل العوامل فى خدمة العصابة. النتيجة ما نعرفه وتعرفونه!!!ولذلك قلنا إن النتيجة وقوف «وطن وشعب» على مفرق طرق.. إما أن نسترده أو يذهب.وسيذهب إلى الأبد ولن يعود! يومها.. قبل السنوات العشر رأينا كيف يتنادى الناس فى كل مكان.. وكما قلنا رأيناها فى المقاهى وفى النوادى وفى المتاجر والمزارع والمصانع والأسواق والمدارس.. فى وسائل المواصلات والقطارات والمطارات والجامعات.. والمدارس.. كانت أكبر صرخة فى تاريخ مصر لإنقاذها -كما وصفنا- من مصير مجهول.. يومها تجلى المخزون الشعبى فى أروع ما يكون وعند كافة جماهير شعبنا.. بكافة طبقاته كما بكافة فئاته.. من رجاله ونسائه.. بشيوخه وكهوله وشبابه بل وأطفاله! يومها دقت ساعة الخلاص ولا رجعة فيها ولا يمكن الرجوع عنها.. ولا توقف لها ولا يمكن أن تتوقف أو يوقفها أحد.. ولا عودة إلا بانتصار إرادة الجماهير.. ولا يمكن أن تعود بغير ذلك..!وظل التساؤل قائماً: كيف اُختطفنا هكذا؟! يبدو السؤال بسيطاً، لكن الإجابة عنه طويلة وعريضة ومؤلمة.. حتى إننا لا نعرف من أين نبدأ.. مَن تساهل الأنظمة السابقة مع الجماعة بل ومع التيار كله؟! حتى غزا النقابات والأندية والجامعات؟! أم من عند الأحزاب التى تناست دورها الأساسى فى الانتقال بالجماهير وتفرغت للصراع الداخلى والانشقاقات والتشرذم وانشطار كل حزب إلى أحزاب أصغر فأصغر ارتضى كل منها بيافطة غير قانونية أنه رئيس الحزب الفلانى انتظاراً لحكم القضاء أو قرار لجنة شئون الأحزاب، بينما تفرغت أحزاب أخرى للانتقام من ثأر تاريخى جرت خلفه جماهيرها وصحفها وتناست الحاضر والمستقبل وبعضها تحالف مع الجماعة أصلاً ومنحها شرعية لا تستحقها وغطاءً للتواصل مع المصريين وللترشح لعضوية البرلمانات المتعاقبة فى صفقات مشبوهة ومشمومة أوصلتنا لما نتحدث عنه؟!أم نلوم الحزب الحاكم وقتها الذى ساهم فى اشغال الأحزاب بما ذكرناه وساعد على تفتيتها وتفكيكها وإخراجها من ساحة العمل الحزبى الحقيقى؟!أم نلوم النخبة التى نافقت الجماهير وقدمت معركتها مع الحزب الحاكم على معركة الوطن ذاته؟!كل ذلك ترك الشارع السياسى للجماعة.. استفردت به وقدمت له ما يحتاجه من خدمات مستغلة حاجاته المتزايدة وقتها.. دروس جماعية ومستوصفات طبية وخدمات جماهيرية.. وظفتها الجماعة كاملة فى اللحظة المناسبة فى الحصول على أصوات الناس بعد تمرين طويل فى المجالس النيابية والنقابية على السواء ولم يكن شىء من ذلك كله مصادفة!الآن: لماذا نقول كل ذلك؟ هل هو استغراق فى الماضى كما قد يفهم البعض؟! هل هو بكاء على عام ضائع من عمر مصرنا وشعبنا؟ أم هو ندب وبكاء على اللبن المسكوب تعودنا عليه من بعض تياراتنا السياسية؟! والإجابة تقول: هذا كلام للمستقبل.. هذا كلام حتى نعى الدرس ولا تتكرر مأساة جريمة عودة الجماعة من جديد!!الأجهزة المصرية وطوال السنوات الماضية لعبت دوراً غاية فى الأهمية لمواجهة الجماعة ومخططاتها وأجهزتها ولجانها، حيث اخترقت الجماعة، وحققت نجاحات وضربات كبيرة وموجعة.. لكن الشارع المصرى ومؤسسات أخرى تحتاج إلى مجهود مضاعف لتصل إلى ذات المستوى.. والفرق قد يشكل المساحة التى يمكن أن تتسلل الجماعة منها إلى مجتمعنا.. استغلال الدين لتحريك عواطف البعض لم يزل وارداً ولذلك نحتاج إلى تكثيف معركة الوعى مع معركة تجفيف منابع هذه الأفكار حتى ننتهى من هذا الوجع نهائياً!كل عام ومصر بكل خير.. كل ٣٠ يونيو ونحن فى حماية بلدنا وأرضنا وهويتنا وثقافتنا وقيمنا.. تحيا مصر..

* نقلا عن "الوطن"

مادة اعلانية
تاريخ الخبر: 2023-06-29 21:19:04
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 79%
الأهمية: 86%

آخر الأخبار حول العالم

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

"طاس" تكشف جديد قضية مباراة نهضة بركان واتحاد العاصمة الجزائري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 15:27:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية