كانت الدنمارك بعيدة عن كبرى محفل كرة قدم نسائي في آخر ١٦ عامًا، والآن يأملون بقيادة برنيل هاردر في تقديم أداء لا ينسى في أقصى الجنوب..

ظهر اسم بيرنيل هاردر مرتين على قائمة صحيفة الغارديان لأفضل مئة لاعبة كرة قدم في العالم، إذ تمكّنت هذه اللاعبة المخضرمة من هزّ الشباك في دوري بطلات أوروبا وكأس الأمم الأوروبية للسيدات، وحصدت سبعة ألقاب دوري في ثلاث دول.

بينما اختارها الإتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم لتكون “لاعبة العَقد”.

إلا أن هاردر لم تلعب قط في كأس العالم للسيدات ، ومع بلوغها الثلاثين من عمرها، تبدو على أتم الاستعداد لخوض هذه المغامرة الكروية الأكبر.

لا يتعلّق الأمر بالابنة النجيبة لبلدة إكاست، بل بالدنمارك بأكملها، هذه الدولة التي كانت قوة ضاربة في عالم كرة قدم السيدات منذ البداية، ولكن ها هي تعود إلى العرس الكروي العالمي للمرة الأولى منذ ١٦ سنة.

وستتولى هاردر مهمة خط الهجوم بالتعاون مع زميلتها ونجمة نادي ليون، ساغني برون، إلى جانب الموهبتين الشابتين في المنتخب جوزفين هاسبو وكاثرين مولر كول، وهو ما يجعل المدرب لارس سوندرغارد واثقاً من قدرة فريقه على تجاوز دور المجموعات في كأس العالم للسيدات للمرة الأولى منذ عام ١٩٩٥.

مباريات كندا في الدور الأول (المجموعة الرابعة):
٢٢ يوليو
الدنمارك – الصين | ٨ مساءً بالتوقيت المحلي، ملعب بيرث

٢٨ يوليو
إنجلترا – الدنمارك | ٦:٠٣ مساءً بالتوقيت المحلي، ملعب سيدني

١ أغسطس
هايتي – الدنمارك | ٧ مساءً بالتوقيت المحلي، ملعب بيرث

أسلوب سوندرغارد وتكتيكاته:
بعد أن فشل المنتخب الدنماركي في بلوغ أدوار خروج المغلوب في كأس الأمم الأوروبية للسيدات عام ٢٠٢٢ بتشكيلة ٤-٣-٣، تبنى تنسيقاً معدلاً هو ٤-٣-٣، وأتى هذا التغيير بثماره، إذ يتجه المنتخب الدنماركي إلى أستراليا ونيوزيلندا ٢٠٢٣ برصيد أربع انتصارات متتالية، بينما حافظ على شباكه ساكنة في ثلاث منها.

يتمتع الفريق كذلك بقوة دفاعية كبيرة، وعند الاستحواذ على الكرة، يحاول إيصالها إلى الثلاثي في المقدمة بأسرع وقت ممكن، بينما تُشكل لاعباته خطراً كبيراً في الركلات الثابتة.

أبرز اللاعبات: بيرنيل هاردر..
مرّت ١٤ سنة منذ أن سجّلت هذه اللاعبة المخضرمة ثلاثية شخصية في ظهورها الدولي الأول مع منتخب البلاد عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها فقط.

وأخيراً، ستحظى رأس الحربة – برصيدها الذي يكاد يبلغ هدفاً في كل مباراة وعدد لا يحصى من الأهداف التي صنعتها – بفرصة إثبات علوّ كعبها على الساحة الكروية العالمية، وهو أمر قال عنه المدرب سوندرغارد في تصريح لمنصة الفيفا: “هذه البطولة تستحق لاعبات مثل بيرنيل هاردر”.

لا تقتصر موهبة هاردر على استغلال الفرص على المستطيل الأخضر، بل تصنعها بنفسها، وغالباً ما تتحرك أسطورة نادي وولفسبورغ في مساحة واسعة عند اللعب مع منتخب بلادها الأول.

ومن المنتظر أن تواجه كوكبة من زميلاتها في صفوف نادي تشيلسي حالياً عندما يلتقي منتخبا الدنمارك وإنجلترا، ومن المحتمل أن تواجه أيضاً زميلة أخرى من النادي الإنجليزي، وهي الأسترالية سام كير، في ثُمن النهائي.

نجمة تحت الضوء: كاثرين مولر كول..
عندما يتعلّق الأمر بالتمريرات الطويلة، فإن لاعبات قليلات قادرات على مجاراة ابنة بلدة هيليرود والتي صرّحت: “بوسعي القول إنها أبرز مهارة لدي. يروق لي اللعب في تلك المساحات الصغيرة وإرسال تمريرات طويلة للمهاجمات. كنتُ محظوظة باللعب والتدرب إلى جانب بيرنيل وكيم ليتل في صفوف أرسنال، وتعلّمتُ الكثير من مهاراتهن في التمرير”.

تتمتع مولر كول بقدرة استثنائية على التحكم بالكرة، وبوسعها إثبات علوّ كعبها في خط الوسط وعلى كلا الجناحين، وهو ما يشير إليه المدرب براين سورنسن الذي درّبها إلى جانب هاردر في فئة الشابات: “عند المقارنة بين المهارات التي تملكها كاثرن الآن وتلك التي حظيت بها بيرنيل في نفس العمر، برأيي أن كاثرن أفضل من الناحية الفنية”.

تاريخ المشاركات في كأس العالم للسيدات:
يُنظر إلى الدنمارك باعتبارها قوة قديمة في عالم كرة قدم السيدات، إذ شاركت في أربع من النسخ الخمس الأولى، وتأهلت إلى ربع النهائي في نسختي ١٩٩١ و١٩٩٥، ويُشهد للمنتخب الدنماركي سحقه لنظيره الأسترالي بخماسية نظيفة في السويد ١٩٩٥.

وتمثّل أستراليا ونيوزيلندا ٢٠٢٣ عودة للدنماركيات إلى العرس الكروي العالمي للمرة الأولى منذ الإقصاء المخيب من الصين ٢٠٠٧.