سيحاول منتخب نيوزيلندا صناعة التاريخ على أرضه ، لا يحتاج أي شخص في نيوزيلندا أن تذكره بأن منتخب بلادهم شارك خمس مرات في كأس العالم للسيدات دون أن يتأهل إلى الأدوار الإقصائية أو أن يحقق أي فوز.

لكن نهائيات ٢٠٢٣ – التي ستقام على أرضهم ووسط جمهورهم، ينظر إليها على أنها تمثل فرصة ذهبية لمحو هاتين الإحصائيتين السلبيتين، لا سيما في ظل وضع منتخب نيوزلندا على رأس مجموعته في القرعة.

ورغم أن الآمال لا تنقطع، وأن الحلم لا يزال حيا داخل معسكر البلد المضيف، إلا أن الدلائل التي ظهرت في الآونة الأخيرة لم تقدم الكثير لدعم تفاؤل المدربة جيتكا كليمكوفا.

فقد خاض المنتخب النيوزيلندي ثلاث مباريات ودية على أرضه ضد الأرجنتين (مرتين) والبرتغال في فبراير كان الهدف منها التعرف عن نتائج جهود كليمكوفا في بناء الفريق ووضع المنتخب في إطار ذهني إيجابي قبل النهائيات.

لكن كالعادة خسر منتخب نيوزيلندا المباريات الثلاثة بنتيجة إجمالية ٨-صفر، لتمتد سلسلة الهزائم المتتالية إلى ثماني مباريات.

كذلك فإن حقيقة أن الفريق لم يستطع أن يسجل هدفاً وحيداً في هذه المباريات تشكل مصدر قلق كبير، لا سيما أن الافتقار إلى الفاعلية الهجومية كان منذ فترة طويلة أحد أبرز نقاط ضعف الفريق.

فقد وصفت المهاجمة المخضرمة هانا ويلكينسون سلسلة هزائم فبراير بأنها “رسالة تحذير كبيرة”، وأن لاعبات نيوزيلندا لا تملك سوى وقت قليل لتصحيح المسار وإجراء أي تغييرات ضرورية.

جدول مباريات نيوزيلندا في المجموعة الأولى:
٢٠ يوليو
نيوزيلندا – النرويج (١٩:٠٠ بالتوقيت المحلي، إيدن بارك، أوكلاند)

٢٥ يوليو
نيوزيلندا – الفلبين (١٧:٣٠ بالتوقيت المحلي، ملعب ويلينجتون الإقليمي)

٣٠ يوليو
سويسرا – نيوزيلندا (١٩:٠٠ بالتوقيت المحلي، ملعب دنيدن، دنيدن)

نهج كليمكوفا وخططها التكتيكية:
عينت المدربة البالغة من العمر ٤٨ عاماً، والتي سبق لها تدريب فرق الفتيات في نيوزيلندا والولايات المتحدة والتشيك، على رأس القيادة الفنية لمنتخب نيوزيلندا في عام ٢٠٢١ حيث قطعت على نفسها وعداً بإنهاء تركيز منتخب نيوزيلندا على اللعب الدفاعي وتجنب الخسارة.

وقد تعهدت في مقابلة مع الفيفا قائلةً “أيا كان الخصم، فإن منتخب نيوزيلندا سيلعب من أجل الفوز. الأمر يتعلق بتغيير عقلية اللاعبات وجعلهم يفهمن أننا نريد الاحتفاظ بالكرة والتحكم في اللعب”.

تواصل كليمكوفا التمسك بهذه المبادئ، وما لم يحدث تغيير تكتيكي مفاجئ قبل البطولة، فإن منتخب نيوزيلندا يتوقع ألا يلعب بعمق دفاعي كبير أو يعتمد على إرسال كرات طويلة إلى ويلكنسون أو أي مهاجمة أخرى.

ومع ذلك، تبقى هناك أسئلة حول ما إذا كان الفريق يضم ما يكفي من الجودة الفنية وسرعة التفكير والحركة لتبني هذا النوع من الاستحواذ التدريجي لكرة القدم الذي تتطلع إليه كليمكوفا.

اللاعب الرئيسية: آلي رايلي..
رغم أنها تبلغ الآن ٣٥ عاماً، إلا أن رايلي تلعب دوراً مؤثراً ليس بصفتها قائدة للفريق فحسب، بل إن المدافعة المحنكة ذات الخبرات العريضة والتي سبق لها أن شاركت في أربع نسخ لكأس العالم للسيدات وأربع دورات أولمبية – لا تزال تظهر بشكل متميز في أعلى مستويات اللعبة مع ناديها أنجل سيتي.

سيكون فهم رايلي للعبة ورباطة جأشها وشخصيتها القوية من أهم المكونات الأساسية لإنجاح رؤية كليمكوفا.

لاعبة تحت الضوء: جابي ريني:
في إطار بحث منتخب نيوزيلندا عن لاعبة تسجل الأهداف على الساحة العالمية، قد تلجأ نيوزيلندا إلى أحد نجماتها الصاعدات في خط الجوم.

تألقت ريني على الساحة الدولية حيث سجلت هدفاً ضد أستراليا في أولمبياد طوكيو بأول لمسة لها على الإطلاق كلاعبة في المنتخب الأول.

وقد حظيت الفتاة المقيمة في الولايات المتحدة بتجربة عالمية ناجحة، حيث كانت جزءاً من المنتخب النيوزيلندي المتوج بميدالية برونزية تاريخية في كأس العالم للسيدات تحت ١٧ سنة في ٢٠١٨.

تاريخ المنتخب النيوزيلندي في كأس العالم للسيدات:
على الرغم من أنه من الصعب التغاضي عن الرقم السلبي الإجمالي المتمثل في خوض ١٥ مباراة دون تحقيق أي فوز، إلا أن نيوزيلندا ظهرت بشكل جيد هذه البطولة – لا سيما في النسخ الأخيرة.

في عام ٢٠١٥، تعادلت نيوزيلندا في مباراتين من أصل ثلاثة مباريات- من بينها مباراة ضد كندا صاحبة الأرض والجمهور – كما اهتزت شباكها في الوقت بدل الضائع بهدفين حرماها من تحقيق نتائج تاريخية في نسخة فرنسا ٢٠١٩.

لا يزال الفوز الأول بعيد المنال، ولا شك أن منتخب نيوزيلندا سيحتاج إلى بذل المزيد من الجهد على أرضه ووسط جماهيره حتى لا يفوت هذه الفرصة الفريدة.