أكد سفير المملكة المتحدة بالرباط، سيمون مارتن، أن العلاقات المغربية – البريطانية شهدت ” نموا غير مسبوق “، منذ توقيع البلدين اتفاق الشراكة سنة 2019
وكشف السفير، أن المبادلات التجارية بين المغرب والمملكة المتحدة زادت بنحو 50 في المائة، لتنتقل من 15.3 مليار درهم في 2019 إلى 22.9 مليار درهم في 2022.
وقال في حوار نشرته صحيفة “لوبينيون”، إن العلاقات المغربية البريطانية تشهد نموا غير مسبوق منذ توقيع بلدينا اتفاق الشراكة سنة 2019 بعد الـ”بريكسيت”، معتبرا أن التعاون الثنائي يمضي منذ ذلك الحين، وفق منحنى تصاعدي متواصل كما يؤشر على ذلك النمو الكبير للمبادلات التجارية.
وأضاف أن المبادلات التجارية قد ارتفعت، بنحو 50 في المائة ما بين 2019 و2022، وارتفعت الصادرات المغربية بثلاثة أضعاف تقريبا منذ دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ، مبرزا أن “حكومتي البلدين اتفقتا على العمل على الرقي بهذا التعاون إلى مستوى متعدد الأبعاد” .
وأكد السفير، في هذا السياق، أنه منذ خروجها من الاتحاد الأوروبي، كانت المملكة المتحدة تتطلع إلى السوق المغربية، التي تعتبرها من الأسواق الواعدة في إفريقيا، لافتا إلى أن ثمار اتفاق الشراكة الذي تم توقيعه سنة 2019، “باتت ملموسة حاليا”.
وسجل سيمون مارتن أن أحد الأهداف التي حددتها المملكتان خلال اجتماع مجلس الشراكة المغربي البريطاني الأخير يتمثل في استثمار هذه الطفرة التجارية لتعزيز تعاونهما، مذكرا بأن إجمالي حجم التجارة البينية يبلغ 2.7 مليار جنيه إسترليني.
ويرى المسؤول البريطاني أن التعاون الاقتصادي بين البلدين الذي بلغ مستوى عاليا، انعكس إيجابا على حركة السياح، مشيرا إلى الجهود المبذولة لتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات بالنسبة للمغاربة.
وأشار سفير المملكة بالرباط، إلى أنه” في هذا الإطار، عملت القنصلية البريطانية في المغرب على تسهيل مساطر الحصول على التأشيرة، من خلال رقمنتها بالكامل عبر وسيلة دفع رقمية بالكامل”، مذكرا بأن معايير معالجة الملفات لم تعرف أي تغيير.
وقال إن عدد البريطانيين الراغبين في زيارة المغرب آخذ هو الآخر في الازدياد، حيث تستقبل المملكة المغربية حوالي 600 ألف منهم سنويا، مضيفا بأن “جلالة الملك تشارلز اعتلى العرش في وقت بلغت فيه العلاقات المغربية – البريطانية أوجها “، مؤكدا أنه ” في عهده، سيستمر هذا الزخم حتما “.
وعبر السفير عن تفاؤله بسير العلاقات المغربية البريطانية ” إنني متفائل بشأن مستقبل العلاقات بين بلدينا، فكل الظروف مهيأة لتقارب غير مسبوق”.
وفي التاسع من ماي الفارط، ترأس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا والأمم المتحدة، طارق أحمد لويمبلدون، أشغال الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة.
وتم إطلاق هذا الحوار الاستراتيجي بلندن في 05 يوليوز 2018، بهدف توطيد الروابط التاريخية بين المملكتين ومواصلة تعزيز العلاقات الثنائية.
ويرتكز هذا الحوار الاستراتيجي على أربعة محاور مهيكلة، تتمثل في الشق السياسي والدبلوماسي، والتعاون الأمني، والتعاون الاقتصادي، والتعاون الثقافي، وكذا في مجال التعليم.
وكانت الجلسة الثانية للحوار الاستراتيجي قد انعقدت في الرباط في 17 شتنبر 2019، حيث مكنت من تحديد الرهانات الاستراتيجية في العلاقات الثنائية، في حين انعقدت الدورة الثالثة بلندن في 08 دجنبر 2021، برئاسة بوريطة ونظيرته البريطانية، إليزابيث تروس.
