انتقلت تحقيقات وزارة العدل بشأن الرئيس السابق دونالد ترمب، والآن نجل بايدن الأصغر «هانتر» إلى موسم انتخابات 2024، حيث ثار التحول المفاجئ للأحداث تساؤلات جديدة حول القضية المرفوعة ضد «هانتر» بشأن التهرب الضريبي وتهمة السلاح، مما يعمق تحقيقًا كان قريبًا من الحل قبل أسابيع فقط، حيث عيّن المدعي العام ميريك غارلاند مستشارًا خاصًا في تحقيق «هانتر»، وهي خطوة مفاجئة تكثف التحقيق مع نجل الرئيس قبل الانتخابات المرتقبة.

وأشار «غارلاند» إلى «الظروف غير العادية» للمسألة، لذا أقدم على تعيين ديفيد فايس، المحامي الأمريكي في ولاية ديلاوير الذي كان يحقق بالفعل في معاملات هانتر بايدن المالية، كمستشار خاص في التحقيق، بعد انهيار محادثات صفقة الإقرار في القضية.

يأتي ذلك في الوقت الذي اتخذت فيه وزارة العدل خطوة غير مسبوقة بإدانة ترمب، المنافس الرئيسي للرئيس الحالي، في قضيتين منفصلتين.

استقلالية التحقيق

يعد إعلان تعيين مستشار خاص في التحقيق مع «هانتر» تطورًا مهمًا من غارلاند الذي يتسم بالحذر عادةً، والذي ييوفر لـ«فايس» الاستقلالية والسلطة والميزانية، لمتابعة التحقيق.

وليس من الواضح تمامًا سبب اتخاذ المدعي العام خطوة تعيين مستشار خاص لقضية هانتر بايدن. لكن المدعين في ولاية ديلاوير أعلنوا أيضًا أن محادثات صفقة الإقرار، التي كان «فايس» يتابعها في قضية التهرب الضريبي، قد وصلت إلى طريق مسدود.

وفي دعوى قضائية، قال فريق فايس إنه من الأفضل رفع التهم في كاليفورنيا أو واشنطن.

اختلاف التهم

بينما تختلف القضايا الفيدرالية اختلافًا كبيرًا، تم توجيه الاتهام إلى ترمب، وينتظر المحاكمة في قضيتين منفصلتين رفعهما المدعي الخاص جاك سميث. إحداهما تتعلق برفضه تسليم المستندات السرية المخزنة في ضيعة مارالاغو. أما الثانية فتشمل اتهامات بالاحتيال والتآمر، لإلغاء انتخابات 2020 في الفترة التي سبقت هجوم 6 يناير 2021 على مبنى الكونغرس (الكابيتول).

وفي حالة هانتر بايدن، لن يتم اتهام الرئيس أو توجيه اتهامات له بارتكاب أي مخالفات من قِبل المدعين الذين يحققون في شؤون ابنه.

وقال محاميه، كريس كلارك، إن القليل قد تغير في فهمهم للوضع، ودور المدعي العام، مضيفا: «سواء في ديلاوير أو واشنطن العاصمة أو في أي مكان آخر، نتوقع حلا عادلا غير متأثر بالسياسة»، بينما ذكر بايدن، مرارًا وتكرارًا، أنه لا يتحدث مع ابنه عن الأعمال التجارية.

في حين شكك فريق ترمب في استقلالية المستشار الخاص فايس الذي عينه الرئيس السابق بنفسه. لكن المتحدث باسم ترمب قال إن المدعي العام يجب أن يتحرك بسرعة، وأي شخص يثبت أنه ارتكب مخالفة «يجب أن يواجه العواقب المطلوبة».

ترحيب بنس

قال مايك بنس، وهو منافس جمهوري آخر للرئاسة في 2024، للصحفيين في معرض ولاية أيوا، إنه يرحب بتعيين المستشار الخاص، حيث نقب عن أسرة بايدن.

وذكر: «لأكون صادقًا معك، لا يمكنني أن أتحدث عما كان يفعله ابنه عندما كنت نائب الرئيس. عندما كنت نائب الرئيس كان ابني يقود طائرة «إف 35» في سلاح مشاة البحرية، للدفاع عن هذا البلد».

عائلة إجرامية

استغل ترمب، الأوفر حظًا في معركة الترشيح الجمهوري للرئاسة المزدحمة، الفرصة لوضع خصمه المحتمل بالانتخابات العامة في موقف دفاعي، مشيرًا إلى «عائلة بايدن الإجرامية» و«كارتل بايدن».

وقالت حملة ترمب، في بيان، إن هانتر ومساعديهم، بما في ذلك وسائل الإعلام التي تواطأت مع 51 من مسؤولي المخابرات الذين ضللوا الجمهور عن عمد بشأن الكمبيوتر المحمول الخاص بهانتر، يجب أن يواجهوا العواقب المطلوبة.

تجهيز الموارد

قال غارلاند إن فايس سيكون لديه «كل الموارد التي يطلبها»، للتحقيق في الأمر.

وفي الشهر الماضي، انهارت صفقة الإقرار بالذنب مع هانتر بايدن بشأن التهرب الضريبي وتهمة السلاح، بعد أن أثار قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية ماريلين نوريكا، الذي عيّنه ترمب، مخاوف متعددة بشأن التفاصيل.

وقد سخر الجمهوريون في مجلس النواب من هذه الاتفاقية، ووصفوها بأنها صفقة «عزيزة»، عندما دفعوا تحقيقهم الخاص في تعاملات هانتر بايدن التجارية.

ويكافح الجمهوريون في مجلس النواب لربط عمل الابن بوالده، وحتى الآن لم يتمكنوا من تقديم أدلة، لإثبات ارتكاب أي مخالفات.

ويقود النائب جيمس كومر، الرئيس الجمهوري للجنة الرقابة في مجلس النواب، التحقيق في الكونغرس بالعلاقات والمعاملات المالية لهانتر بايدن.

قدرات بايدن

من جهة أخرى، وبينما يستعد بايدن لإعادة انتخابه، يواجه أسئلة حول قدرته على إقناع الناخبين بأن الاقتصاد يعمل بشكل جيد. في حين هناك شكوك حول قدرة الرئيس البالغ من العمر 80 عامًا على إدارة فترة ولاية ثانية.

وتتضاءل تحديات بايدن مقارنة بسلفه ومنافسه المحتمل في المستقبل (ترمب)، الذي يواجه ثلاث لوائح اتهام جنائية، مع توقع توجيه اتهامات إضافية له قريبًا. لكن تعيين المستشار الخاص كان مع ذلك تذكير بنقاط الضعف التي يواجهها بايدن، وهو يطلق حملة انتخابية أخرى في مناخ سياسي غير مؤكد للغاية.



استطلاع AP-NORC:

أظهر باستمرار أن الناخبين الديمقراطيين لم يكونوا متحمسين لإعادة انتخاب بايدن حتى قبل إعلان غارلاند.

أراد %47 فقط من الديمقراطيين أن يترشح بايدن مرة أخرى في 2024.

كان حماس الديمقراطيين لحملة بايدن الرئاسية متأخرا باستمرار وراء حماس الجمهوريين لترمب.

قال %55 من الجمهوريين إنهم يريدون لترمب الترشح مرة أخرى.

بلغت معدلات قبول بايدن %40، وهو أقل تقريبًا من أي رئيس آخر في العصر الحديث، باستثناء جيمي كارتر.