تترقب عدة دول عربية انعقاد قمة مجموعة "بريكس" التي تستضيفها جنوب إفريقيا من 22 إلى 24 أغسطس/ آب الجاري، لبحث طلبات انضمامها إلى المجموعة التي تسعى لكسر هيمنة الغرب.

وقدمت كل من الجزائر ومصر والسعودية والإمارات بالإضافة إلى البحرين والكويت والمغرب وفلسطين، طلبات رسمية للانضمام إلى "بريكس"، من بين 23 دولة قامت بالخطوة نفسها، وفق ما أعلنت جنوب إفريقيا.

والدول التي طلبت الانضمام إلى "بريكس" رسمياً هي: مصر والجزائر والأرجنتين والبحرين وبنغلاديش وبيلاروسيا وبوليفيا وكوبا وإثيوبيا وهندوراس وإندونيسيا وإيران وكازاخستان والكويت والمغرب ونيجيريا وفلسطين والسعودية والسنغال وتايلاند والإمارات وفنزويلا وفيتنام.

وتملك كل من مصر والجزائر والسعودية والإمارات حظوظاً أكبر للانضمام إلى "بريكس" ولو بصفة "ملاحظ"، كمرحلة أولى، بالنظر إلى الأهمية الجيوسياسية لهذه الدول، وحجم اقتصادها، ومساحتها الجغرافية، وكتلتها السكانية، وثرواتها الطاقوية والمعدنية، وسوقها الاستهلاكية الواسعة.

الدول الأكثر حظاً

رمت الجزائر بثقلها من أجل الانضمام إلى "بريكس"، من خلال زيارة رئيسها عبد المجيد تبون، إلى كل من روسيا والصين بوصفهما البلدين المركزيين في المجموعة، وضمنت دعمهما رسمياً.

كما طلبت الانضمام إلى بنك التنمية الجديد، التابع لـ"بريكس"، عبر المساهمة بمبلغ مليار ونصف مليار دولار.

كما أعلن الرئيس الجزائري في لقاء مع الصحافة المحلية أن الناتج الداخلي الخام للبلاد بلغ 225 مليار دولار، أي إنه تجاوز سقف 200 مليار دولار، الذي وضعه في السابق هدفاً لدخول "بريكس".

أما مصر فلم تتقدم رسمياً بطلب الانضمام إلى "بريكس"، لكنَّ السفير الروسي لديها غيورغي بوريس ينكو، قال في يونيو/حزيران الماضي، إن القاهرة قدمت طلباً رسمياً للانضمام إلى المجموعة.

وهذا الطلب كان متوقعاً بعد انضمام مصر رسمياً إلى بنك التنمية الجديد التابع لـ"بريكس"، في مايو/ أيار الماضي.

كما شاركت القاهرة في اجتماع "أصدقاء بريكس"، الذي انعقد في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا، في يونيو الماضي، ولكن عن بُعد.

وشارك وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، في اجتماع "أصدقاء بريكس" الأخير في كيب تاون، ما يؤكد رغبة الرياض في الانضمام إلى المجموعة، التي تقدم نفسها بديلاً لعالمٍ أحاديّ القطب.

ففتور العلاقات الأمريكية-السعودية دفع الرياض للاقتراب أكثر من الصين وروسيا، من خلال طلب الانضمام إلى "بريكس"، وقبلها انضمامها لمنظمة شنغهاي بصفة "شريك حوار".

وحظيت السعودية والإمارات بدعم الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الذي قال إن "من المهم للغاية" للسعودية الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، بالإضافة إلى الأرجنتين والإمارات، إذا رغبتا في ذلك.

وأعرب وزير الخارجية الإماراتي، خلال لقاء نظرائه في مجموعة "بريكس"، (روسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا)، عن تطلع بلاده إلى "تعزيز التعاون" مع دول المجموعة، ومشاركتها في "مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)"، المقرر عقده في مدينة "إكسبو دبي"، من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر/كانون الأول المقبلين.

وتحظى الإمارات بدعم صريح للانضمام إلى "بريكس"، من الرئيس البرازيلي الذي زارها منتصف أبريل/نيسان الماضي.

كما أن الإمارات من أوائل المساهمين، من خارج دول "بريكس"، في بنك التنمية الجديد، الذي يسعى لمنافسة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، في تمويل المشاريع التنموية.

دول عربية أخرى في القائمة

إلى جانب الدول العربية الأربع التي حظيت بأكثر صدى إعلامي وسياسي، ظهرت دول عربية أخرى في قائمة الـ23، لكن بضجيج أقل، على غرار البحرين والكويت والمغرب وفلسطين.

وغابت دول أخرى عن القائمة الرسمية على غرار السودان، الذي ذكر موقع "المجلس الروسي للشؤون الدولية"، في تقرير له، أنه أعلن رسمياً رغبته في الانضمام إلى "بريكس"، ويرجح استبعاده بسبب الحرب المشتعلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وأعلن النظام السوري على لسان وزير ماليته كنعان ياغي، في يونيو الماضي، اعتزام دمشق التقدم بطلب الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، ومنظمة شنغهاي.

في حين لم تعلن تونس رسمياً رغبتها في الانضمام إلى "بريكس"، رغم تلويح تكتل لأحزاب ومنظمات داعمة للرئيس قيس سعيد، في أبريل الماضي، بإمكانية القيام بهذه الخطوة إذا ما وصلت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، بشأن الحصول على قرض جديد، إلى طريق مسدود.

TRT عربي - وكالات