نشر الجيش الأمريكي مزيداً من التعزيزات لقواعده في دير الزور، وهي منطقة في شمال سوريا تحتلها وحدات YPG التابعة لتنظيم PKK الإرهابي، التي تسميها واشنطن "القوات الشريكة".

وذكرت مصادر محلية، أن قافلة من قرابة 50 شاحنة وناقلة وعربة مصفحة، توغلت الثلاثاء في ريف محافظة الحسكة من معبر الوليد الحدودي بين سوريا والعراق، تحت حراسة مركبات قتالية وشاحنات دفع رباعي محملة بمدافع رشاشة.

وسلمت القافلة الوقود والأسلحة والذخيرة للقوات الأمريكية المتمركزة في حقل "كونيكو" للغاز الطبيعي وحقل "العمر" النفطي داخل المناطق التي يسيطر عليها PKK/YPG الإرهابي.

يشار إلى أن واشنطن ترسل باستمرار إمدادات إلى المواقع العسكرية بالقرب من حقول النفط في مناطق الحسكة والرقة ودير الزور.

منذ بداية العام الحالي 2023، أرسل الجيش الأمريكي تعزيزات إلى قواعد ومحطات في تل بيدر والشدادي في الحسكة.

في الشهر الماضي فقط، وبعد أيام من دعوة الرئيس رجب طيب أردوغان حلفاء تركيا في الناتو إلى اتخاذ موقف ملموس ضد جميع الجماعات الإرهابية، وافق مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون الإنفاق العسكري الذي يضمن استمرار تمويل YPG وأذن بمواصلة العمليات المشتركة، من نهاية عام 2023 حتى عام 2024 بأكمله.

ويشمل مشروع القانون جميع الجماعات السورية، بما في ذلك YPG/PKK. وسيشمل أيضاً تمويل الجماعات غير التابعة لـYPG/PKK، بما في ذلك القوات العسكرية السورية المحلية في منشأة عسكرية أمريكية استراتيجية على طول الحدود السورية الأردنية العراقية.

ومنذ عام 2016، تقود أنقرة هجمات مضادة ضد الجماعات الإرهابية وتسعى جاهدة لإنشاء خط أمني بعمق 30 كيلومتراً (19 ميلاً)، الذي التزمت روسيا والولايات المتحدة بتقديم الدعم له في أكتوبر/تشرين الأول 2019.

في الشهر نفسه، أطلقت تركيا عملية نبع السلام ضد YPG/PKK و"داعش" الإرهابيين، ووعدت واشنطن بانسحاب YPG من المنطقة.

وأخلى الجيش الأمريكي جميع قواعده في المنطقة، مع إعطاء الأولوية للتمركز بالقرب من حقول النفط. وحافظت الولايات المتحدة على دعمها، ولا سيما التدريب العسكري وشاحنات محملة بالمعدات، للجماعة الإرهابية تحت ستار "قتال مشترك" ضد داعش. كما تقوم بدوريات منتظمة مع YPG/PKK.

ويشن تنظيم PKK حملة إرهابية دموية ضد تركيا منذ الثمانينيات، وتعتبره أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية.

وأقام إرهابيو التنظيم ملاذات آمنة في شمال العراق وسوريا، وكثيراً ما يشنون هجمات على الأراضي التركية والمناطق المحلية. وتسببوا في وفاة أكثر من 40 ألف شخص، بما في ذلك النساء والأطفال والرضع.

ورغم إثبات أنقرة العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم YPG/PKK، فإن الدعم الأمريكي المستمر للإرهابيين يظل مصدر ضغط كبير بين الحلفاء.

يتمركز نحو 900 جندي أمريكي في شمال سوريا منذ عام 2015 عندما كانت الحرب بين نظام الأسد والمعارضين في ذروتها.

وبدءاً من عام 2012 أي عندما انسحبت قوات الأسد، سيطر YPG/PKK على جزء كبير من المنطقة الشمالية الشرقية.

في وقت سابق من هذا العام ، قال الجنرال الأمريكي ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، في أثناء زيارته للمنطقة، إن المهمة كانت "تستحق المخاطرة" لأنها ضمنت أمن الولايات المتحدة وحلفائها.

وأثارت الزيارة في ذلك الوقت توترات بين واشنطن وأنقرة، واستدعي السفير الأمريكي في أنقرة جيف فليك لتقديم تفسير.

تجدر الإشارة إلى أنه بمساعدة الولايات المتحدة ،التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، نمت وحدات YPG في شمال شرق سوريا، على الرغم من وعود واشنطن لتركيا بأنها "ستتشاور وتعمل من كثب" مع أنقرة ضد داعش وPKK الإرهابيين.

لطالما انتقدت واشنطن الغارات الجوية التركية على YPG/PKK، مدعيةً أن تركيا "تهدد" عملياتها ضد ما تبقى من متمردي داعش.

وانتقدت أنقرة الموقف الأمريكي، قائلة إن هدفها هو الإرهابيون فقط، وأكدت أن العمليات التركية لا تسبب أي ضرر للمدنيين أو لحركة المعارضة السورية، التي دعمتها منذ بداية الحرب.

منذ العام الماضي، أشارت تركيا إلى عملية برية ضد تنظيم PKK الإرهابي في شمال سوريا والعراق ، وبخاصة بعد هجوم إرهابي في عام 2022 في إسطنبول خلّف 6 قتلى و81 جريحاً. وأعرب وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، عن "معارضته الشديدة" لخطط الهجوم البري، لكن المسؤولين الأتراك رفضوا أي تحذيرات، مؤكدين أن تركيا "ملتزمة حماية حدودها ولن تطلب إذناً من أحد".

TRT عربي - وكالات