صانع الأفلام الوثائقية عبد الصمد شنافي للنصر: مواقع التواصل يمكن أن تضاعف الوعي بأهمية التاريخ

 

  

قال المخرج وصانع الأفلام الوثائقية عبد الصمد شنافي، بأنه تيقن في سن صغيرة بأن التاريخ
هو العلم الذي يجيب عن مختلف الأسئلة المتعلقة بالحضارات والغاية من وجود الإنسان، وأضاف،
بأن توجهه نحو صناعة الأفلام الوثائقية هو نتيجة لهذا الشغف وسعيا لنقل القصص بشكل مؤثر
وملهم عبر تبسيط المعلومات وتقديمها في قالب يستقطب الجمهور بمن في ذلك جمهور المنصات
 التفاعلية، و يساعد على تعميم الاستفادة و تكريس الوعي بأهمية التاريخ.

الأفلام الوثائقية أداة تثقيفية
n النصر: تحظى بعض أعمالك بالرواج و يزيد عدد متابعيها باستمرار حدثنا عن نفسك من هو عبد الصمد شنافي؟
ـ عبد الصمد شنافي:  أنا مخرج أفلام وثائقية ومؤسس قناة المنظار، التي تُعنى بالتاريخ والثقافة والفكر، وصانع محتوى ثقافي وتاريخي، طالب جامعي في كُلية العلوم الاجتماعية بوهران و متحصل على عدة جوائز وطنية في مجال الإخراج.  اهتمامي بالتاريخ بدأ منذ الصغر، فقد كنت دائمًا متحمسًا لمعرفة قصص الماضي وفهم مسارات المجتمعات والحضارات عبر العصور، ولطالما راودتني أسئلة من قبيل، كيف وصلنا إلى هنا؟ كيف كانت حياة الأمم السابقة وكيف تغيرت؟، و سرعان ما تيقنت أن التاريخ هو العلم الذي سيجيب عن كل التساؤلات ويزيح الغمام.
n ما الذي يشدك أكثـر في هذا المجال؟
ـ سأجيب باقتباس للخبير الجيوسياسي الأمريكي «هنري كيسنجر» «التاريخ منجم زاخر بالحكمة التي قد نجد فيها المفاتيح الذهبية لمشاكل حاضرنا»، إذن فالتاريخ هو مفتاح لفهم الحاضر واستشراف المستقبل، ناهيك عن أنه مليء بالقصص والحكايات التي تشبع فضول الإنسان، ويحمل في طياته قصصا إنسانية حقيقية تلقي الضوء على الصمود والشجاعة والإبداع والتحولات الاجتماعية.
 ومن خلال دراسة تلك القصص، يمكن للفرد أن يتعلم من تجارب الآخرين ويستلهم لمواجهة التحديات في حياته الشخصية والمهنية، وقد قابلت هذا الاهتمام بالكتب التاريخية والروايات التاريخية التي قرأتها والأفلام التاريخية التي شاهدتها، وخاصة الأفلام الوثائقية ولا أزال شغوفا بمعرفة المزيد عن تاريخ البشرية وكيف تطورت عبر العصور وتبسيط المعلومات وتقديمها للمشاهد أو المتابع.


n  حدثنا عن صناعة الأفلام الوثائقية التاريخية، متى بدأت رحلتك؟
ـ قصتي مع الأفلام الوثائقية تمتد إلى أيام الطفولة كنت مولعا بهذا الجنس الفني، الذي يعد أداة تثقيفية هامة أثرت في شخصيتي كثيرا ودخولي لعالم صناعتها كان نتيجة لشغفي العميق بالقصص التاريخية ورغبتي في نقلها بشكل مؤثر وملهم.
أعشق قدرة الأفلام الوثائقية على توثيق الأحداث وإلقاء الضوء على قضايا هامة، كما أرى فيها جسرًا يربط بين الماضي والحاضر وأداة تعزز فهمنا للتاريخ كما أني أحب التعبير الإبداعي والتأثير الاجتماعي الذي يتيحه هذا المجال.
n ماهي المهارات التي تؤهل الشخص لصناعة وثائقيات تاريخية؟
ـ  نتحدث هنا عن صناعة قائمة بذاتها، و لإتقان أية صناعة يجب علينا أولاً الاستثمار في التعلم واكتساب المعرفة والمهارات اللازمة، ثم دراسة المجال بعمق وتعلم أساسياته وتقنياته وبعد ذلك، نقوم بتطبيق هذه المهارات في الممارسة العملية والتدريب.
وصناعة الأفلام على وجه الخصوص قائمة على مجهودات فريق عمل متكامل كل له مهامه التي يقوم بها ومن بينها البحث و كاتبة السيناريو  التصوير السينمائي و التركيب و الإخراج الذي يعد قائدا للفريق وعصب العمل.
n ماهي أصعب مرحلة أثناء التحضير لوثائقي؟
ـ أصعب مرحلة أثناء التحضير لوثائقي هي الحصول على رخص للتصوير، إذ تتطلب التعامل مع الجوانب القانونية والتنظيمية المتعلقة بالتصوير في المواقع المختلفة، والحصول على الموافقات اللازمة من المسؤولين وأصحاب الحقوق، ويمكن أن تكون هذه الإجراءات معقدة وتستغرق وقتًا طويلا، كما قد تواجه تحديات إضافية مثل التكاليف العالية.
 بالإضافة إلى مرحلة البحث وهي عملية تجميع المواد الأرشيفية والمصادر الموثوقة، والتعامل مع البيانات والمعلومات المتنوعة، فهذه المرحلة تتطلب جهدًا كبيرًا في التجميع وتحليل المعلومات، والتأكد من صحتها و موثوقيتها، فضلا عن تحديد الجوانب الأكثر إثارة وإعدادها للعرض السينمائي بشكل متقن ومنسق.
البحث الدقيق ركيزة الأفلام الوثائقية
nكيف تجمع المعلومات التاريخية المتضمنة في أفلامك الوثائقية،
و على ماذا تركز تحديدا؟
ـ  أبدأ بالبحث الدقيق في المصادر التاريخية الموثوقة مثل الكتب والمقالات والوثائق الأرشيفية، أولوية التركيز تتمحور حول الحقائق الدقيقة والأحداث الهامة والشخصيات الرئيسية في الفترة التاريخية المعنية، ثم أقوم بتحليل وتقييم المصادر لضمان مصداقية المعلومات وتأكيدها أيضًا، كما أحرص على تقديم الجوانب المثيرة والمفاجئة من التاريخ لاستقطاب الجمهور وإيصال المعلومات بشكل شيق ومشوق.
n  تحصلت على جوائز في مناسبات وطنية مختلفة حدثنا عن ذلك؟
 ـ كانت لي فرصة رائعة لإخراج العديد من الأعمال والمشاريع المهمة التي حظيت بتقدير وتكريم في مناسبات وطنية مختلفة. سأذكر منها المسابقة الوطنية الجامعية لفيلم الموبايل الطبعة الأولى بميلة، حيث شاركت بوثائقي «شهيد المقصلة»، الذي يحكي قصة كفاح الشهيد الرمز «أحمد زبانة»، إضافة إلى فيلم ترويجي للسياحة الداخلية في الجزائر بعنوان «أهلاً في وهران» و الذي تحصل على المرتبة الثانية وطنيا.
n ما هو أكثـر شيء تحرص على إبرازه في أعمالك التاريخية؟
ـ أهتم بالدقة التاريخية، كما أحرص على إبراز الرواية الشيقة و الماتعة في أعمالي و  تقديم الأحداث والشخصيات التاريخية بطريقة تجذب الجمهور وتثير اهتمامه، كما أسعى لتقديم تجربة تعليمية وترفيهية في نفس الوقت تمكّن المشاهدين من الاستمتاع بمتابعة الوثائقي و التعلم منه.
 يهمني أيضا، إبراز الأبعاد الإنسانية والثقافية في التاريخ، وتسليط الضوء على قصص النجاح والتحديات التي واجهها الناس في الماضي.
تبسيط الأفكار لتشجيع الجمهور على استكشاف التاريخ


n هل تخصصت في التاريخ عندما دخلت مجال صناعة المحتوى أم أن تحوّلك نحوه جاء بعد تكوين قاعدة جماهيرية؟
ـ عندما دخلت مجال صناعة المحتوى، كان هدفي الأساسي هو نشر الوعي التاريخي، أدركت أهمية التاريخ كمصدر قوة وإلهام وكيف أن فهم الماضي يمكن أن يساعدنا في فهم الحاضر وتشكيل المستقبل، لهذا قررت أن أستخدم مهاراتي في صناعة المحتوى لتقديم قصص تاريخية مثيرة ومفيدة وذات جودة عالية للجمهور.
n  كيف تمكنت من تعزيز  الوعي بأهمية التاريخ لدى متابعيك؟
ـ  من خلال محتوى مثير ومفيد، استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى جمهور واسع، وركزت على تبسيط الأفكار التاريخية وتوجيهها بشكل مباشر لتشجيع الجمهور على المعرفة.
n  و هل من السهل  حقا أن نبسط المعلومة التاريخية؟
ـ  قد يكون تحديًا، لكنه ليس مستحيلاً، يتطلب مهارة في تحويل المفاهيم المعقدة إلى أفكار مفهومة وملائمة للجمهور المستهدف،عند التبسيط يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الجمهور المستهدف، ومستوى معرفته وفهمه كما ينبغي استخدام لغة بسيطة وواضحة، وتجنب المصطلحات الأكاديمية قدر الإمكان.
نحتاج إلى إبراز تاريخ
 الجزائر أكثر
n كيف ندافع عن تاريخنا في زمن الإنترنت و الذكاء الاصطناعي
و سهولة الترويج للمغالطات ؟
ـ يجب القيام بتغييرات جذرية في المنظومة التعليمية وذلك بإثراء المناهج التعليمية بمحتوى تاريخي شيق ومثير، واستخدام الوسائل الحديثة لتقديم المادة التاريخية بطريقة جذابة ومبتكرة، وتنظيم فعاليات تاريخية متنوعة، واستخدام الوسائل المرئية مثل الأفلام و الوثائقيات.
أكثر وسيلة تساعد الشباب الجزائري في الدفاع عن تاريخه هي المطالعة والقراءة، عن طريق معرفة التاريخ يمكن للفرد المساهمة في الحفاظ على التراث وتصحيح الأخطاء، يجب أن نبرز تاريخ الجزائر ونساهم في تعزيز الوعي به، عبر تطوير مناهج التعليم ودعم البحث العلمي وتخصيص مساحات أكبر في وسائل الإعلام للمحتوى التاريخي.
كما يجب توفير المصادر وتشجيع الروح البحثية والاستكشافية، وتسليط الضوء على قصص الشخصيات التاريخية الملهمة، فكل هذا سيساعد في إعادة إحياء اهتمام الشباب بالتاريخ وتعزيز فهمهم وتقديرهم لتراثهم الثقافي.
سأحكي عن قصر «بوسمغون»
n  ماذا يخبئ عبد الصمد في جعبته؟ كيف ترسم معالم مستقبلك
في صناعة المحتوى التاريخي؟
ـ في جعبتي فيلم وثائقي تاريخي طويل بعنوان « الدر المكنون في رحاب بوسمغون، «يحكي عن قصر «بوسمغون» التاريخي الواقع بولاية البيض و يعالج الجانب التاريخي
و السوسيولوجي والمعماري له، كما يروج للسياحة الدينية باعتبار القصر منبع الطريقة التيجانية. العمل جاهز  للمشاركة في المسابقات الوطنية والدولية.
أما الوثائقي الثاني فيتناول قصة بائع كتب مسن في أحد شوارع مدينة وهران عنوان الفيلم « كتاب على العتبة » وهو أيضا جاهز، أما عن مشاريعي المستقبلية فأطمح لإنجاز أفلام وثائقية تاريخية وبرامج بمستوى عالمي وتشريف الجزائر في المحافل الدولية.
إيناس كبير

تاريخ الخبر: 2023-08-19 15:25:27
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية