سحبت مديرية التجارة بقسنطينة، أزيد من 2470 علبة طن من علامتين مختلفتين تخضعان حاليا للتحقيقات الوبائية، حيث أظهرت نتائج تحاليل ملحقة معهد باستور المحلية أن إصابة شخصين بتسمم يعود إلى وجود سميات لبكتيريا البوتوليزم القاتلة في عينات علبة تونة، فيما تستمر التحقيقات الوبائية، بالتنسيق مع مصالح الصحة لتحديد المصدر بدقة.
وأفاد رئيس مكتب مراقبة المنتجات الغذائية، بمديرية التجارة جغيم فيصل، في تصريح للنصر، أنه قد سجلت إصابة إمرأة تبلغ من العمر 63 عاما وابنها 25 سنة بتسمم غذائي قبل أسابيع ونقلا على إثره إلى المستشفى الجامعي بقسنطينة، حيث تم بعد ذلك ،مثلما أكد، الشروع في التحقيقات من خلال اقتطاع عينات من التونة التي تم استهلاكها فضلا عن إجراء اقتطاعات من علامات أخرى، حيث تم إرسال العينات إلى كل من مخبر مراقبة وقمع الغش التابع لمصالح التجارة، فضلا عن ملحقة معهد باستور على مستوى الولاية.
ولم تظهر تحاليل المخبر أي نتائج لكن نتائج معهد باستور كانت إيجابية، حيث ثبت وجود سميات بكتيريا البوتوليزم والتي يطلق عليها اسم كلوسترديوم بوتيلتوم، إذ أوضح المتحدث، أن هذه البكتيريا تعيش في الفضاءات الهوائية، أي ضمن المعلبات والخطر يكمن في السميات، التي تفرزها .
وتابع المصدر، أن مديرية التجارة، سارعت إلى سحب المنتجات كإجراء تحفظي، ويتعلق الأمر بعلامتي تونة، كما تم توجيه مذكرة بذلك إلى الوحدات الإنتاجية من أجل توقيف الإنتاج، كما أكد أنه قد سحب أزيد من 2470 من مختلف المحلات التجارية على مستوى ولاية قسنطينة من خلال تكثيف الحملات التحسيسية والخرجات الميدانية، في حين تم إعلام الوزارة والمديرية الجهوية للتجارة ، مضيفا أن التحقيقات الوبائية، ما تزال مستمرة بالتنسيق مع مصالح الصحة لإجراء تشخيص دقيق وتحديد مصدر المشكلة.
وأكد السيد جغيم، أن هذه السميات من البكتيريا خطيرة جدا فهي سموم عصبية، وتؤدي إلى شلل في العين، وقد تمس أيضا الجهاز التنفسي كما تسبب حتى في وفاة الإنسان، محذرا من أخطار تناول الأغذية المعلبة لاسيما التونة والسردين في فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعا في درجة الحرارة، كما أشار إلى أن أفراد عائلة المصابين لم يتعرضا إلى التسمم.
وقد شهدت مختلف المصالح الاستعجالية، العديد من التسممات الغذائية في فصل الصيف الذي يعرف عادة ارتفاع هذه الحالات جراء تناول الحلويات أو الأكلات السريعة وحتى الخضروات أو الفواكه، مثلما أكده لنا أطباء من مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي أو البير، علما أن مستوى النظافة عبر مختلف المحلات يشهد تدهورا كبيرا وعدم احترام شروط النظافة الصحية، فيما تشهد ظاهرة عرض المشروبات والمعلبات والبيض للبيع في العراء تزايدا ملحوظا في السنوات الأخيرة مع تسجيل إقبال عليها.
وتعمل مديرية التجارة، على تكثيف الحملات الرقابية في فصل الصيف، لاسيما محلات الإطعام السريع والمطاعم وكذا الحلويات، حيث سجلت خروقات كثيرة حررت على إثرها محاضر غلق وغرامات ضد المخالفين، كما تؤكد على ضرورة التبليغ عن التجاوزات سواء عبر الشكاوى المباشرة أو الرقم الأخضر.
لقمان/ق
