في إطار احتفال الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، بمرور عشرين عاما على توقيع إتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، نظم فرع ثقافة القليوبية برئاسة ياسر فريد مجموعة من الفاعليات على مدار يومين متتاليين، حيث أقام قصر ثقافة بنها بحضور الفنان ياسر فريد مدير عام الثقافة بالقليوبية، لقاء ثقافي فني تضمن محاضرة للباحث في التراث والماثورات الشعبية الشاعر طارق عمران، والذي أوضح أن في كل مكان على وجه الأرض سواء كان في البلدان النامية أو المتقدمة تراث ثقافي غير مادى يجب الحفاظ عليه من الإندثار، فبعد الحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية والحروب المنتشرة في كل البلدان، كان هناك تفكيرا للحفاظ على التراث الغير مادي في كل البلدان، حيث جاءت إتفاقية صون التراث الثقافي غير المادى في ١٧ أكتوبر ٢٠٠٣ ودخلت الإتفاقية التنفيذ عام ٢٠١٤ بتصديق ١٦١ دولة، ثم أنتقل للتعريف بالتراث الثقافي غير المادى، وخصائصه، والفرق بين التراث المادي والغير مادي، وأوضح أنه ليس فقط التراث هو المعالم التاريخية والقطع الفنية الأثرية بل يشمل التقاليد وأشكال التعبير الحية الموروثة من الأجداد والتي تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل وكذلك التقاليد الشفاهية والفنون الإستعراضية الممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون والمعارف والمهارات في إنتاج الصناعات والحرف التقليدية، وأضاف عمران أنه تم التصديق على إتفاقية حماية التراث العالمي، وأقرها المؤتمر العام لليونسكو في دورته السابعة عشرة بباريس في ١٦ نوفمبر ١٩٧٢ الإتفاقية المتعلقة بحماية التراث العالمي الثقافي، كما تحدث عن العناصر الجديدة التي تم إدراجها في قائمة التراث الثقافي الغير مادي، وكذلك الممارسات الجديدة التي تم إضافتها في مجال صون التراث الغير مادي، كما تحدث عن دور منظمة اليونسكو في الحفاظ على التراث الغير مادي، وفي الختام تحدث عن العناصر المصرية المدرجة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى البشرية وهي الأراجوز، والنخلة والتحطيب، والسيرة الهلالية، والنسيج اليدوي، الخط العربي ورحلة العائلة المقدسة، كما قدمت فرقة الإنشاد الديني بقيادة المايسترو حسن إبراهيم، عرض فني متميز تضمن باقة رائعة من الأغاني التراثية الدينية.

وفي سياق متصل نظم بيت ثقافة طوخ، محاضرة عن كتاب “كليلة ودمنة” وإشكالية التراث العربي، ألقاها الروائي والباحث فؤاد مرسي، دارت عناصر المحاضرة حول الرؤية النقدية للموروثات التراثية خاصة في الأدب العربي ضاربا عددا من الأمثلة على هذه الرؤى مثل ابن عروس وظهور شخصية جحا وأثرها في الحكي العربي، وعن كتاب كليلة ودمنة وإبن المقفع وظهور اشكالية نسب الكتاب للحضارة الهندية متجاهلا عدم وجود أي نسخ دالة على هذه الترجمة، وثقافة القناع التي أجادها ابن المقفع للهروب بالمقاومة والحاقها بثقافة الغير وعلى ألسنة الحيوانات، وعن المراجعات الثقافية التي تحاول النفاذ إلى حقيقة أصل الكتاب بوصفه واحدا من أهم التجارب الأدبية العالمية.

جاءت هذه الفعاليات بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد برئاسة لاميس الشرنوبي، كما أعدت مكتبة كفر علي شرف الدين قراءة في كتاب “طوق الحمامة في الألفة والآلاف” لأبن حزم الأندلسي، بمكتبة كفر علي شرف الدين، أعدها د. عبدالباقى السيد -أستاذ الحضارة والتاريخ الإسلامي بجامعة عين شمس-، فيما نظمت مكتبة الدكتور إبراهيم حلمي بالبقاشين قراءة في كتاب “ألف ليلة وليلة” بمكتبة الدكتور إبراهيم حلمي بالبقاشين، أعدها الباحث في التراث والمأثورات الشعبية الشاعر طارق عمران.