تشير تقارير إلى أن كوريا الشمالية تستعد لمحاولتها الثانية لإطلاق قمر صناعي للاستطلاع هذا العام في خطوة اعتبرها الكثيرون مثيرة للجدل.

وباءت أول عملية إطلاق من نوعها لكوريا الشمالية منذ عام 2016 - بفشل ذريع عندما سقط صاروخها الجديد "تشوليما-1" في البحر يوم 31 مايو.

وقد أبلغت كوريا الشمالية اليابان يوم الثلاثاء أنها ستطلق قمرا صناعيا في الفترة من 24 إلى 31 أغسطس، وهي ثاني محاولتها هذا العام، مما أثار انتقادات من اليابان وكوريا الجنوبية.

وأوضحت رويترز الأسباب التي تجعل من عمليات إطلاق الصواريخ أمرا مثيرا للجدل.

فمنذ عام 1998، أطلقت كوريا الشمالية ستة أقمار صناعية، يظهر أن اثنين منها قد تم وضعهما بنجاح في المدار، وكان آخرها في عام 2016.

وقال مراقبون دوليون إن القمر الصناعي بدا وكأنه تحت السيطرة، ولكن كان هناك جدل حول ما إذا كان قد أرسل أي إرسالات.

فيما قال الخبراء إن كوريا الشمالية استخدمت معززًا صاروخيًا ثلاثي المراحل مثل صاروخ Unha-3 في عمليات الإطلاق السابقة، لكن من الواضح أن منصة إطلاق جديدة تم بناؤها لصاروخ أكبر.

وقال مسؤول كبير في وكالة الفضاء الكورية الشمالية بعد الإطلاق إن الوكالة تخطط لوضع أقمار صناعية أكثر تقدما في المدار بحلول عام 2020 وفي نهاية المطاف "وضع علم (كوريا الشمالية) على القمر".

وخلال مؤتمر الحزب في يناير من العام 2021، كشف الزعيم كيم جونغ أون عن قائمة أمنيات تتضمن تطوير أقمار صناعية للاستطلاع العسكري.

وقال محللون إن الصاروخ Chollima-1 يبدو وكأنه تصميم جديد ويستخدم على الأرجح المحركات ذات الفوهة المزدوجة التي تعمل بالوقود السائل والتي تم تطويرها لصاروخ Hwasong-15 ICBM في بيونغ يانغ.

كما استعادت كوريا الجنوبية بعض حطام تشوليما-1، بما في ذلك، ولأول مرة، أجزاء من قمر صناعي،و لكنها لم تنشر نتائج مفصلة.

وقالت سيول إن القمر الصناعي ليس له قيمة عسكرية تذكر.

وقد وصفت الولايات المتحدة وحلفاؤها التجارب الأخيرة التي أجرتها كوريا الشمالية لأنظمة الأقمار الصناعية بأنها انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، التي تحظر أي تطوير للتكنولوجيا يمكن تطبيقها على برامج الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية.

وقالت كوريا الشمالية إن برنامجها الفضائي وأنشطتها الدفاعية هي حقها السيادي.

وفي وقت الإطلاق الفضائي عام 2016، لم تكن كوريا الشمالية قد أطلقت بعد صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات.

وقد أدانت حكومات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إطلاق القمر الصناعي باعتباره اختبارًا مقنعًا لتكنولوجيا الصواريخ القادرة على ضرب الولايات المتحدة القارية.

يذكر أنه منذ عام 2016، طورت كوريا الشمالية وأطلقت ثلاثة أنواع من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ويبدو الآن أنها ملتزمة بوضع أقمار صناعية عاملة في الفضاء.

وقال محللون إن ذلك لن يزودها بمعلومات استخباراتية أفضل عن أعدائها فحسب، بل سيثبت قدرتها على مواكبة القوى الفضائية المتنامية الأخرى في المنطقة.

وقال أنكيت باندا من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ومقرها الولايات المتحدة، إن كوريا الشمالية يمكن أن تستخدم مثل هذه الأقمار الصناعية لاستهداف كوريا الجنوبية واليابان بشكل أكثر فعالية أو إجراء تقييمات للأضرار أثناء الحرب.

وأضاف أنه من ناحية أخرى، إذا تمكنت كوريا الشمالية من التحقق، باستخدام أقمارها الصناعية، من أن الولايات المتحدة وحلفائها ليسوا على وشك الهجوم، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل التوترات وتوفير الاستقرار.