هم بناة مصر الذى يعملون لإنتاج كل لبنة تساهم فى بناء هذا الوطن يدفعهم حب العمل والحماس، متسلحين بالرضا والابتسامة التى ربما لا تفارق وجوههم، رغم المسئوليات التى على عاتقهم لكن العشم فى الله لا ينقطع، ولا يهمهم شدة حرارة الجو، فهؤلاء لا يعرفون الراحة، ولا المكوث في المنزل، فهم يعملون بكل طاقتهم مهما كانت الظروف، وفى مشهد يتجلى فيها الكرم المعروف عن أهل الشرقية، قرر مجموعة من عمال البناء المساهمة بجزء من أجرهم أثناء القيام بأعمال البناء فى مسجد بالجهود الذاتية بقرية بالشرقية.
وقال العديد من أهالى القرية أن زكريا محمد حسين أحد العاملين فى البناء وفريقه المكون من 10 عمال يقومون بعملية البناء فى المسجد الكبير بقرية كفر يوسف سلامة، التابعة لمركز الزقازيق، وقرروا المساهمة بجزء من أجرهم اليومي لحين الإنتهاء من عملية بناء المسجد، المقام على 650 متر، ويتم بناؤه بالجهود الذاتية من أهالى القرية وأصحاب الخير، حيث يتكاتف الجميع من أجل نيل الثواب من الله، وأن أهالى القرية جميعا على قلب رجل واحد.
فيما قال " زكريا محمد حسين" أحد عمال البناء أنه يعمل فى تلك المهنة منذ 35 سنة، وأبدع فيها لمحبته لها، ويعمل وفريقه لأكثر من 10 ساعات متواصلة تحت أشعة الشمس من أجل لقمة العيش، وتابع أنه يعمل فى البناء بالطوب الأحمر ، وتعلم المهنة فى صباه من صديق له وفيما بعد وأصبح له مساعدين يعملون معه، ويعتبرهم أخواته وليس مساعديه حيث اجتمعوا على حب العمل والسعي على أكل لقمة العيش بالحلال.
وأوضح أن يومهم يبدأ من الساعة الثامنة صباحا وينتهي فى السادسة مساء، ويتخلل هذه الساعات قسط بسيط لتناول الغداء والصلاة، وأردف أن المهنة لها مخاطر منها ضربة الشمس، والسقوط من على السقالة، لكن الله هو الحافظ لهم حيث يصعدون على سقالات تصل إلى الطابق العاشر من أجل تأدية واجبهم فى البناء والتعمير.
