الدار/ كلثوم إدبوفراض
لغز يشغل العالم بأكمله، بعد مقتل زعيم مجموعة فاغنر الروسية، لاتزال التكهنات والتأويلات حول مصير بريغوجين و ملابسات تحطم طائرته، لكن الغموض يلفّ الروايات المروّجة، مادامت التحقيقات مستمرة دون الوصول لنتائج واقعية و حاسمة.
لكن في ظل استمرار التحقيقات التي عادةً ما تكون في سرية تامة، تطفو إلى السطح مستجدات تفيد حل اللغز أو توسّع من دائرة غموضه.
حيث كانت الطائرة Embraer Legacy التي تقلّ بريغوجين و طاقمه المكوّن من الربان و مساعده و مجموعة من الركاب و مؤسس فاغنر.
فإن مصادر إعلامية أفادت، إن الطائرة كانت تحتوي على متفجرات تم زرعها في موقف الإصلاح قبل الإقلاع، و يفترض أن يكون ثمة من قام بزرع عبوة ناسفة ضمن حجرة إحدى عجلات الهبوط قائمة.
كما جاء في معلومات أولية، فإن الانفجار الذي طرأ كان في إحدى العجلات في الهواء، وهو ما تسبب في سقوط أحد أجنحة الطائرة.
فيما يخص اللغز المحيّر و الأكبر، يتعلّق الأمر بزيارة أَجْرتها المديرة التنفيذية و رئيسة شركة طيران VIP Rusjet “ألكسندرا يولينا” ، و البالغة من العمر 37 عاماً، حيث قامت بزيارة سريعة و خاطفة قبل إقلاع الطائرة، و حجتها في ذلك، أنها كانت تقوم بتفحّص الطائرة بغرض شرائها، وهو الأمر الذي اعتبر شيئا ما محيّر في قضية مقتل قائد مجموعة فاغنر، فالحجة واهية أمام موقف بالغ كزيارة غير متوقعة لرحلة مهمّة كرحلة مجموعة فاغنر.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة DailyMail البريطانية، أنه كانت تتواجد على متن الرحلة مضيفة طيران تدعى ” كريستينا راسبوبوفا” ، و قد نشرت أثناء انتظارها لصعود الطائرة، صورة لوجبتها الأخيرة على منصة ” X”.
حيث أفادت أقوال أسرتها أن المضيفة أبلغت عائلتها أن الطائرة متأخرة، بسبب “فحص تقني وإصلاحات لم يتم الكشف عنها”.
والجدير بالذكر، أن الفحوصات الجينية لم تحصل إلى الآن على نتائج تفيد قطعياً وفاة زعيم فاغنر بريغوجين يفغيني، حيث أثبتت الفحوصات مطابَقة جينات القتلى العشرة الذين تم انتشالهم من موقع حطام الطائرة و الركاب الموجودين في القائمة، والتي كان بينهم اسم بريغوجين ضمنهم.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد صرّح في مقابلة له، يوضح فيها أنه لا يسمح ولا يتواطأ مع أي شخص قام بخيانته، ولعل بريغوجين الذي قرر أن يوقّع شهادة وفاته من قبل، لم يفكّر في العواقب التي تنتظره من رئيسه، بعدما أعلن انقلابه في يونيو الماضي في محاولة منه التي باءت بالفشل في موسكو، بعدما تراجع في آخر لحظة بتدخل من وساطة كان بطلها رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.
فهل العاقبة لمن لم يتّقي شرّ و غدر بوتين؟
