اقتحم عشرات المستوطين، أمس الأحد، المسجد الأقصى المبارك، بحماية القوات الإسرائيلية، فيما واصلت جماعات أخرى من المستوطنين الاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، في وقت شنت القوات الإسرائيلية حملة اقتحامات وتفتيشات في الضفة، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عدداً من الشبان، بينما دارت اشتباكات مسلحة مع هذه القوات في مخيم طولكرم.
ونفذ 173 متطرفاً، اقتحاماتهم للمسجد الاقصى، خلال فترتي الاقتحامات الصباحية وبعد الظهر، بحراسة من القوات الإسرائيلية. وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وأدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة. وفرضت شرطة الاحتلال تضييقات على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس والداخل للأقصى، ودققت في هوياتهم واحتجزت بعضها عند أبوابه الخارجية.
ومنع مستوطنون آخرون صباح أمس الأحد، الرعاة من الوصول إلى المراعي القريبة من خيامهم شرق عاطوف قضاء طوباس. وأوضحت مصادر فلسطينية أن مجموعة من المستوطنين منعت الرعاة في منطقة «الثعلة» شرق عاطوف جنوب طوباس، من الوصول إلى المراعي القريبة من خيامهم. وأضافت أن المستوطنين تجولوا قرب خيام الفلسطينيين، وهددوهم بحرق خيامهم.
من جهة أخرى، اندلعت اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية في مخيم طولكرم، حيث تم إعطاب آلية للجيش الإسرائيلي بعد استهدافها بالرصاص في المخيم، كما استهدف مسلحون هذه القوات بالعبوات المتفجرة بشكل متتال في المخيم. ودفعت القوات الإسرائيلية بتعزيزات عسكرية جديدة باتجاه مدينة طولكرم ومخيمها، ودارت اشتباكات مسلحة في محيط مستشفى ثابت ثابت بطولكرم. ونقلت طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني 5 إصابات برصاص الجيش إلى المستشفى، وذلك خلال الاقتحام المستمر لمخيم طولكرم. وذكرت مؤسسات فلسطينية أن القوات الإسرائيلية اعتقلت عدداً من الفلسطينيين، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية، كما اقتحمت هذه القوات عشرات المنازل وعاثت بها خراباً، حيث أخضعت قاطنيها لتحقيقات ميدانية، وذلك بعد احتجازهم لساعات.
يأتي ذلك بالتزامن مع إطلاق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الضحايا المتجزة لدى إسرائيل. وذكرت مصادر فلسطينية أن عدد الجثامين المحتجزة وصل على مر العقود إلى قرابة 398 جثماناً في مقابر الأرقام أو ثلاجات الموتى، من بينهم 142 جثماناً منذ عام 2015. وأوضحت المصادر أن من بين إجمالي الجثامين المحتجزة جثامين11 أسيراً، فارقوا الحياة داخل السجون الإسرائيلية، بفعل الإهمال الطبي المتعمد، إضافة ل 14 طفلاً، و5 نساء. والحملة الوطنية، حملة شعبية، أُطلقت في عام 2008، بهدف إلزام السلطات الإسرائيلية، بالإفراج عن جثامين محتجزة في مقابر الأرقام وثلاجات الموتى، كما تهدف إلى تحديد مصير مفقودين تنكر هذه السلطات وجودهم لديها.
