هل يهدد لقاء سري بين وزيري خارجية ليبيا وإسرائيل مساعي التطبيع بينهما؟

  • Author, مهند توتنجي
  • Role, بي بي سي نيوز عربي - القدس

طالما اعتمدت إسرائيل على سياسة الكتمان عند عقد مسؤوليها لقاءات مع قادة دول عربية لا تربطها معها أي علاقات دبلوماسية رسمية.

وكانت في كثير من الأحيان تكشف عن اللقاءات بعد التوصل إلى مسودة اتفاقات تطبيع مع تلك الدول.

هذه المرة تكشف وزارة الخارجية الإسرائيلية عن لقاء كان عقد بين الوزير إيلي كوهين ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش في روما الأسبوع الماضي.

تسريب عن لقاء يسبق بكثير أي آمال لتطبيع العلاقة بين البلدين كونه اللقاء الأول الذي يكشف رسميا بهذه الطريقة.

لكن الكشف عن لقاء كهذا أثار عاصفة غاضبة في الداخل الليبي وأخرى في إسرائيل منتقدة لقرار الكشف عن فحواه وتفاصيله.

فما الذي حدث؟

عقد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلين كوهين لقاء مع وزيرة الخارجية الليبية في روما الأسبوع الماضي. أصدرت الخارجية الإسرائيلية بيانا تحدثت فيه بأن اللقاء الذي وصف بالتاريخي ناقش سبل تطوير العلاقة بين البلدين.

وسرعان ما قامت وزارة الخارجية الليبية بالحديث عن أن اللقاء لم يخطط له مسبقا وأنه غير رسمي.

صحيفة هآرتس الإسرائيلية ذكرت بأن الخارجية الليبية طلبت من نظيرتها الإسرائيلية محو البيان، لكنه انتشر بسرعة في وسائل إعلام دولية.

جاء ذلك بعد ردود شعبية ليبية غاضبة وقرار أولي من قبل حكومة دبيبة بتوقيف الوزيرة عن منصبها سرعان ما أصبح قرارا بفصلها وإحالتها للتحقيق.

ونقلت صحف إسرائيلية تصريحات نسبت للوزيرة الليبية تقول فيها إن رئيس الحكومة الدبيبة كان على علم مسبق بالزيارة واللقاء.

صدر الصورة، EPA

فكيف عقّبت إسرائيل على ردود الفعل هذه؟

الخارجية الإسرائيلية أصدرت رسالة أخرى قالت فيها إن مسؤوليها لم يقوموا بتسريب أي خبر متعلق بهذه الزيارة.

صحف إسرائيلية ذكرت بأن صحافيين إسرائيليين علموا بالخبر مساء الأحد ما دفع الخارجية الإسرائيلية للإعلان عنه قبل الموعد المسبق للإعلان.

بحسب الخارجية الإسرائيلية، فإن اللقاء كان منسقا مع الخارجية الليبية مسبقا وأن الكشف عنه كان بموافقة ليبية.

التطورات المتلاحقة من ليبيا ونبأ مغادرة الوزيرة لتركيا وإقالتها من منصبها دفع المعارضة الإسرائيلية للهجوم بتصريحات حادة ضد الوزير كوهن.

وصف زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد خطوة نشر الخبر بغير المسؤولة والضارة لعلاقات إسرائيل الاستراتيجية.

هل سيؤثر ذلك على مساعي إسرائيل للتطبيع مع ليبيا وغيرها من الدول العربية؟

يقول الباحث في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي البروفيسور يعقوب ميخائيل لبي بي سي بأن تسريب الخبر قتل أي محاولات مستقبلية للتطبيع مع ليبيا.

وأضاف ميخائيل بأن قناة الاتصال الوحيدة والنادرة تم القضاء عليها بسبب هذا التسريب.

يعتقد الباحث الإسرائيلي بأن الواقع السياسي الليبي يبعد فكرة أي مساع للتطبيع في ظل وجود حكومة ليبية وقيادي عسكري يتنافسون على السلطة.

فحلفاء إسرائيل العرب كالإمارات ومصر يدعمون الطرف الآخر على حساب الحكومة التي تتولى فيها المنقوش منصبا وزاريا.

لكنه ومن وجهة نظره بأن إبقاء اللقاء سريا كان من الممكن أن يبني آمالا مستقبلية للتطبيع.

يعتبر الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي بأن ضررا كبيرا حدث بسبب هذا التسريب الذي سيقطع أي فرصة للقاءات سرية أخرى مع دول لم تطبع حتى اللحظة مع إسرائيل.

ويشير محللون إسرائيليون إلى أن نسبة كبيرة من الشارع العربي ما زال يرفض فكرة التطبيع مع إسرائيل.