تحركت الولايات المتحدة في رد فعل سريع على تقارير بشأن انعقاد لقاء سري بين قيادات من الجيش السوداني وقادة تنظيم بوكو حرام الإرهابي في نيجيريا- بحسب تقرير لـ(يوروبوست).
واشنطن: يوروبوست- ترجمة: التغيير
أثار لقاء سري في نيجيريا في شهر يونيو الماضي قدراً كبيراً من القلق عبر المحيط الأطلسي. جرى هذا اللقاء بين شخصيات بارزة من قوات الجيش السوداني وقادة بوكو حرام، الفصيل الإرهابي سيئ السمعة.
وعلمت (يوروبوست) أن هذا الاجتماع الذي تم خلف الكواليس قد لفت انتباه أعلى المستويات في البيت الأبيض الامريكي ووكالة المخابرات المركزية.
ونقلت مصادرنا الدبلوماسية السرية في واشنطن أن مناقشات داخلية تجري في البيت الأبيض بسبب هذه المعلومات الثاقبة لوكالة المخابرات المركزية حول الموضوع.
واستكمالًا لهذه الرواية، أبلغ مسؤولون نيجيريون (يوروبوست) بملاحظاتهم الخاصة عن اللقاء الغامض. ويبدو أن فريقاً مكوناً من سبعة أفراد من القوات المسلحة السودانية قد أجرى اتصالات مع نظرائهم في بوكو حرام تحت ستار مبادرة لإطلاق سراح سجناء. وأدى ذلك إلى تحرك نيجيري سريع في 9 يونيو، حيث تم إخراج وفد القوات المسلحة السودانية وحظر دخوله مرة أخرى للبلاد.
ولم يتأخر عملاء المخابرات المركزية البواسل في السعي لاستجلاء الأمر. حيث أكدت لـ(يوروبوست) أربعة مصادر ذات صلة بوكالة المخابرات المركزية أن الوكالة استوضحت القوات المسلحة السودانية حول الأمر. وفي ردها ألمحت القوات المسلحة السودانية إلى احتمالات عدم الالمام بالمسألة أو إساءة استخدام أوراق الاعتماد الدبلوماسية.
وفي تحقيق حصري، كشفت (يوروبوست) عن أدلة مثيرة للاهتمام تشير إلى تحركات غير معلنة بين السودان ونيجيريا. أثناء بحثنا في صفحات رادار الطيران، عثرنا على رحلة خاصة غادرت السودان في الساعات الأولى من يوم 8 يونيو. والأمر الغامض هو أن جميع تفاصيلها، بما في ذلك رقم الرحلة، كانت مخفية عن أعين الجمهور. فما هي طبيعة هذه الرحلة السرية؟ وما الذي يربط هذه الرحلة بأحداث 9 يونيو؟
خلفية:
لقد تركت بوكو حرام بصمة رعب لا تمحى في نيجيريا والأراضي المجاورة من خلال أعمالها وأيديولوجياتها المتطرفة، بما في ذلك عمليات الاختطاف سيئة السمعة والتفجيرات المدمرة. وربما تكون القوات المسلحة السودانية لا تشغل ذات القدر من الانتشار في العناوين الرئيسية على مستوى العالم، ولكن لها نصيبها أيضاً من التجاوزات التي تمتد من انتهاكات حقوق الإنسان إلى المناورات السياسية.
رأي يوروبوست:
عندما تجتمع مثل هذه الكيانات المؤثرة والمثيرة للجدل سراً، فإن التداعيات الجيوسياسية يمكن أن تكون عميقة. ولا تزال طبيعة وأهداف مناقشات هذه الكيانات يكتنفها الغموض، مما يجعل المجتمع الدولي في حالة من التخوف والترقب لمؤامرة.