قال حسن بلوان الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية، إن الاتهام الذي وجهته الجزائر إلى المغرب بالوقوف وراء غزو الحشرة القرمزية لولاية تلمسان، يعتبر “دعاية مكشوفة تنبني على أكاذيب وأباطيل موجهة نحو الاستهلاك الداخلي، لتغطية الفشل الذريع الذي تعيشه البلاد”.
وسجل بلوان في تصريح لـ”الأيام24″، أن السلطات الجزائرية “لا تنفك عن كيل التهم والأكاذيب الباطلة للمملكة المغربية”، مبرزا أن “هذه الأكاذيب يطلقها النظام المركزي الجزائري ويصدّقها، ثم تصبح مادة دسمة لأبواقه الإعلامية التي تتعامل مع الشعب الجزائري كقطيع وبكثير من التعالي والتهكم”.
واعتبر المتحدث أن “استغفال الشعب الجزائري بهذه الأكاذيب، يجد ضالته في سياسة العداء المجاني للنظام الجزائري الذي يحاول أن يصدّر مشاكله الداخلية تجاه المغرب الذي يعتبره مشجبا يعلّق عليه الفشل الذريع في السياسة الداخلية والخارجية”.
“صحيح أن الحدود المغربية الجزائرية ممنوعة على تنقل الأشخاص والبضائع”، يوضح بلون، لكن “لا يمكن لأحد البلدين أن يتحكم في الحشرات أو ما تفرزه الطبيعة من ظواهر”.
الحشرة القرمزية، التي انضافت إلى قائمة اتهامات الجارة الشرقية للرباط بعد الحرائق التي شبت في غابات “تيزي وزو” بمنطقة القبائل صيف عام 2021، ثم ترويج استهداف استقرارها عبر “الحشيش المغربي”، وإغراق ولاياتها بأوراق نقدية مزورة؛ تعتبر من الآفات الخطيرة التي تهدد التين الشوكي، إذ تلحق أضرارا بليغة بهذا النبات لكونها تمتص نسغ أو عصارة النبتة، فتظهر على الألواح مناطق مصفرة تتسع شيئا فشيئا، لتؤدي في النهاية إلى سقوط اللوح المصاب وموت الجذع في حالة شدة الإصابة.
في السياق ذاته، شدد الخبير في العلاقات الدولية حسن بلوان، على أن “التاريخ الحديث شاهد على أن مجموعة من أسراب الجراد التي أتت على مجموعة من المحاصيل الفلاحية المغربية بجنوب شرق المغرب، كان مصدرها الجزائر، غير أن المجهودات التي قام بها المغرب بإمكاناته الذاتية، مكنته من تطوير تقنيات وآليات التعامل مع الجراد ليتم القضاء عليه، في وقت تعاني فيه مناطق فلاحية شاسعة في الجزائر من تأثير هذا النوع من الحشرات الذي يأكل الأخضر والبابس”.
ويرى بلوان أن “فشل النظام الجزائري في مجموعة من المجالات خاصة الداخلية، يدفعه دائما إلى البحث عن مشجب لإلهاء الشعب الجزائري”، واستحضر في هذا السياق الحرائق التي عرفتها البلاد قبل سنتين مسفرة عن أكثر من قتيل، لافتا إلى أنها كانت قد اتهمت المغرب بالوقوف ورائها بالرغم من أنه عرض مساعدته لإطفائها وينهج سياسة الممدودة إزاءها.
وبخصوص تأثير هذه الاتهامات التي تطفو على السطح من حين لآخر على مساعي إصلاح ذات البين بين البلدين الجارين، أفاد بلوان بأنها تعمق القطيعة ولن تساهم في تسوية الأوضاع، مشددا على أن الحل يكمن في عودة النظام الجزائري إلى جادة الصواب لخدمة مصالح الشعبين وإحياء المغرب الكبير.