شارك المستشار الدكتور جميل حليم عضو مجلس الشيوخ المصري ورئيس مجلس إدارة جمعية كاريتاس-مصر، في “المؤتمر العربي للصحة النفسية والقضاء على الإدمان”،

خلال المؤتمر، ألقى سيادته كلمة بعنوان “علاج المدمن ومتابعته حق أصيل من حقوق الإنسان”، حيث أوضح أن مشكلة الإدمان من أبرز المشاكل السلبية في المجتمع التي لا يمكن التغاضي عنها أو تجاهلها لأنها تؤثر سلباً على المجتمع والأسرة ويمكن أن تكون سبباً في تأخره، وقد أصبح الإدمان والتعاطي يهدد حياتنا في الآونة الأخيرة.
وعلاج المدمن ومتابعته حتى تماثله للشفاء حق أصيل من حقوق الإنسان، وضرورة حتمية لحماية المجتمع ككل، وقد أصبح تحدي لا يستهان به لاسيما بعد تعدد أنواع المواد المخدرة وظهور أنواع جديدة.

وأضاف أن الجميع يتابع جهود الدولة في هذا الصدد من خلال مشاركتها في فعاليات وانضمامها لإتفاقيات دولية وإقليمية تحد من الاتجار في المخدرات والترويج لها من ناحية، ورفع الوعي المجتمعي بخطورة وأضرار هذه الظاهرة من ناحية أخرى.

كما أكد سيادة المستشار على أن مشكلة المخدرات تُمثل أحد أهم القضايا التي تواجه المجتمع المصري باعتبارها قضية لا تقل في أهميتها عن قضية مكافحة الإرهاب، وباعتبارها مُشكلة تقوض فرص التنمية وتهدد السلم الإجتماعي نظراً لارتباطها الوثيق بالجرائم المختلفة وحوادث الطرق والمرافق العامة.

ثم أضاف دكتور جميل أن دور جمعية “كاريتاس- مصر” بالتعاون مع صندوق “مكافحة الأدمان” الذي ترعاه الدولة ممثلة في وزارة التضامن هو إعادة تأهيل مدمني المخدرات.

لأن إعادة تأهيل مدمني المخدرات يعد من أهم مراحل علاج الادمان على المخدرات، فهو بمثابة ترتيب الأفكار والسلوكيات وتجديد النشاط والحيوية وتحديد أهداف جديدة في الحياة، ويكون لبرامج مثل العلاج المعرفي السلوكي، والدعم الذاتي أولوية في إدارة تلك المرحلة.

وأشار عضو مجلس الشيوخ إلى أن عملية إعادة التأهيل تتم تحت إشراف طبي متخصص داخل بيوت إعادة التأهيل، وتكمن هنا قوة هذه المرحلة في خلق بيئة جديدة للمريض أو ما يسمى “المجتمع العلاجي” للإبتعاد عن البيئة التي تسببت له أو كانت أحد العوامل الرئيسية في وقوعه في الادمان على المخدرات. موضحاً أن قوة إعادة بيوت التأهيل تكمن أيضًا في تغيير السلوكيات بصورة شبه كاملة لدى المريض، حيث يتم التعامل مع السلوكيات النفسية، العادات اليومية، التفاصيل الحياتية، والمغامرات غير المحسوبة، مثل تجربة نوع مخدر جديد دون معرفة أضراره، برغم العلاج والنقاهة.
كما إن علاج الإدمان علي المخدرات يمكن أن يساعد العديد من مرتكبي الجرائم التي تستخدم المخدرات على تغيير مواقفهم ومعتقداتهم وسلوكياتهم تجاه تعاطي المخدرات؛ وتجنب الانتكاس. إزالة أنفسهم بنجاح من حياة تعاطي المخدرات والجريمة.

و أنهى كلمته مؤكداً على أن الإدمان كان ومازال هو أزمة كل أسرة، الإدمان عدو لا تكاد تواجهه في مكان حتى يظهر في مكان آخر .. يصنع الكثير من التحديات .. يفرق ولا يجمع .. يمرض ولا يشفي .. يقتل الحياة ولا يبعثها …فنحن مدعون جميعا للتكاتف لمحاربة هذه الآفاه الخطيرة التي تنخر في نسيج الأسرة والوطن.