الدار- تحليل
حاملا معه تاكيدات إدارة الرئيس جو بايدن بتمسكها بالاعتراف بمغربية الصحراء، التقى جوشوا هاريس، مساعد نائب وزير الخارجية الأمريكي المكلف بشمال إفريقيا، بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.
و ان كان من دلالات لهذه الزيارة فإن أقواها هي دعم الولايات المتحدة لمخطط الحكم الذاتي المغربي بالأقاليم الجنوبية، و تمسكها بقرار الرئيس الأسبق دونالد ترامب القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على كافة اقاليمه الجنوبية.
وعكس ما روجته الآلة الدعائية لجبهة البوليساريو الإنفصالية، و ابواق النظام العسكري الجزائري، فإن زيارة جوشوا هاريس جاءت لتؤكد الرغبة الكبيرة لواشنطن لتعزيز علاقاتها الثنائية مع المغرب، و الدفع قدما نحو إيجاد حل للنزاع المصطنع حول مغربية الصحراء.
مغربية الصحراء التي تتمسك بها إدارة بايدن، يوازيها أيضا دعم أمريكي موصول لمبادرة الحكم الذاتي، حيث أن تصريحات هاريس بضرورة “إيجاد حل واقعي” لنزاع الصحراء، ” إشارة مهمة”، بحسب مراقبين، “من واشنطن إلى ميليشيات تندوف لأهمية المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وكذا لاستمرار الموقف الأمريكي الداعم للجهود المغربية في سبيل الطي النهائي لنزاع طال امده؛ مقابل اطروحة الجبهة الانفصالية، التي تجاوز الزمن أفكار تقرير المصير وتنظيم الاستفتاء؛ التي لازالت تروجها.
الزيارة كانت، أيضا فرصة لمساعد وزير الخارجية لشؤون شمال أفريقيا، للتأكيد مجددا على عمق ومتانة الشراكة العميقة والتاريخية بين الولايات المتحدة والمغرب؛ إذ شدد داس هاريس على تقدير الولايات المتحدة لجهود المغرب الحاسمة بشأن مجموعة واسعة من التحديات الإقليمية والعالمية، بما في ذلك معالجة عدم الاستقرار في منطقة الساحل، ودعم الانتخابات الليبية، وتعزيز مسارات الحرية والأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين.
كما أكد داس هاريس مجددًا، أن الولايات المتحدة تواصل اعتبار خطة الحكم الذاتي المغربية على أنها جادة وذات مصداقية وواقعية، ونهج محتمل لتلبية تطلعات ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
و ان كانت جبهة البوليساريو الإنفصالية، وحاضنتها النظام العسكري الجزائري لازالا يمنيان النفس بموقف أمريكي يناقض موقف إدارة ترامب، فإن عهد إدارة بايدن عرف زيارات وازنة لدى العديد من المسؤولين الكبار بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى العاصمة الرباط؛
و الذين أجمعوا على دعم الموقف المغربي من قضية الصحراء، و مبادرة الحكم الذاتي؛ وهو في حد ذاته مؤشر هام على الدعم الأمريكي للمغرب في هذا الملف.
زيارة جوشوا هاريس، مساعد نائب وزير الخارجية الأمريكي المكلف بشمال إفريقيا، إلى الرباط، لايمكن قراءتها، أيضا بمعزل عن تحركات أمريكية في ملف الصحراء؛ قبل تقرير مجلس الأمن المرتقب في نهاية شهر أكتوبر المقبل. فبعد زيارة باربرا ليف، مساعدة بلينكن لشؤون الشرق الأدنى، إلى المغرب، التقى نائبها جوشوا هاريس بقيادة البوليساريو في الجزائر، في حين التقى دي ميستورا، المبعوث الأممي إلى الصحراء، بناصر بوريطة، بعد زيارة إلى مدينة العيون المغربية.
معطى آخر ينبغي استحضاره هو أن واشنطن عبرت مؤخرا على لسان الناطق الرسمي باسم خارجيتها، عن تمسكها بقرار ترامب السابق القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، كما عكفت على دعم جهود الوساطة الأممية، كما أن زيارة كبار المسؤولين الأمريكين إلى الرباط تأتي بعد تغييرات عميقة في ملف نزاع الصحراء على المستوى الإقليمي والدولي، لا سيما بعد تزايد التأييد الدولي لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها أساسا جديا وعمليا وذا مصداقية.
