رسّمت أمس، اللجنة الفرعية للطعون التابعة للجنة الانتخابية المكلفة بالإشراف على انتخابات تجديد المكتب التنفيذي للاتحاد الجزائري قرار تواجد وليد صادي كمترشح وحيد لشغل منصب رئاسة الفاف خلفا لجهيد زفيزف، وذلك بعد رفض طعني إيغيل مزيان وعبد الكريم مدوار، بحجة عدم التأسيس من حيث المضمون، بسبب عدم إحضار الوثائق التي تكفي كل مترشح لكسب شرعية الترشح للرئاسة، خاصة ما يتعلق بالتفويض بالنسبة لإيغيل والشهادة الجامعية لمدوار، الأمر الذي يعني تأييد القرارات التي كانت لجنة الترشيحات قد اتخذتها في نهاية الأسبوع الماضي، وبالتالي تثبيت موعد انعقاد الدورة الانتخابية يوم 21 سبتمبر الجاري، بمترشح وحيد للرئاسة، وقائمته التي تضم 13 عضوا، المرشحة للظفر بصفة العضوية في المكتب الفيدرالي إلى غاية نهاية العهدة الأولمبية الحالية في مارس 2025.
لجنة الطعون، التي يرأسها جمال قاسحي، أوضحت في بيان لها نشرته زوال أمس، بأن الاستئناف الذي تقدم به المترشح إيغيل مزيان مرفوض من حيث المضمون، بحجة عدم شرعية التفويض الذي أسس به ملف ترشحه لرئاسة الاتحاد، لأنه كان في بادئ الأمر قد أرفق ملفه بتفويض عن ودادية قدماء اللاعبين الدوليين، لكن التدابير المنصوص عليها في المادة 21 من القانون الأساسي للفاف، المعدل في سبتمبر 2019 جعلت هذا التفويض غير شرعي، على خلفية أن هذا النص القانوني يحصر تمثيل «الودادية» في الجمعية العامة للفاف في الرئيس المنتخب لهذه الهيئة دون غيره من أعضاء مكتبه، وعليه فقد لجأ إيغيل مزيان خلال فترة التمديد الاستثنائية التي تم اعتمادها على مدار 6 أيام للتسوية، إلى البحث عن تفويض جديد، فكان «المخرج» في نادي بارادو، الذي منحه تفويضا رسميا، منبثق عن محضر اجتماع مجلس الإدارة، إلا أن المعني لم يتمكن من إثبات عضويته في مجلس إدارة الشركة الرياضية لنادي «الباك»، مادام ترسيم هذه الخطوة يستوجب استكمال جملة من التدابير القانونية، يتصدرها تعديل القانون الأساسي للشركة الرياضية، بصرف النظر عن كون المترشح إيغيل مزيان كان في القائمة الأولية التي أودعها لدى لجنة الترشيحات يوم 27 أوت المنصرم، قد ضم عضوا من نادي بارادو إلى التركيبة التي كانت مقترحة لعضوية المكتب الفيدرالي، تحت رئاسته، ويتعلق الأمر بمحمد يانيس حمايدي.
من هذا المنطلق، فقد أكدت لجنة الطعون بأن ملف ترشح إيغيل مزيان مرفوض من حيث المضمون، بسبب عدم تطابق التفويض الذي أحضره مع النصوص القانونية التي تسمح له بكسب صفة العضوية في الجمعية العامة للاتحادية، ولو أن الهيئة المعنية أوضحت بالموازاة مع ذلك بأن تطرق لجنة الترشيحات عند دراستها لملف ترشحه على العقوبة الرياضية التي كان قد تعرض لها إيغيل مزيان في سبتمبر 2013، لما كان مدربا لجمعية الشلف، سقطت بالتقادم، طبقا لنص المادة 23 من الدليل التأديبي للاتحاد الدولي الصادر خلال السنة الجارية، ولو أن هذا الإجراء منصوص عليه أيضا في المادة 37 من قانون الأخلاقيات الخاص بالفاف، لأن العقوبات الرياضية تتقادم بصورة آلية بمرور 5 سنوات من تاريخ حدوث الوقائع، وإيغيل مزيان كان قد تعرض لعقوبة المنع من تأدية مهامه لمدة 6 أشهر، ونصف هذه المدة مع وقف التنفيذ، على خلفية السلوكات اللارياضية التي قام بها تجاه طاقم التحكيم الذي أدار مباراة «الشلفاوة» بالمستضيف شبيبة بجاية في بطولة الرابطة المحترفة لموسم (2013 / 2014).
من جهة أخرى، فقد كشفت لجنة الاستئناف عن قرار رفض ملف ترشح عبد الكريم مدوار، بسبب عدم حيازته على الشهادة الجامعية، وهو شرط أساسي منصوص عليه في المادة 14 من المرسوم التنفيذي 309-22، الذي يحدد شروط الترشح، لأن الشهادة الجامعية أصبحت المعيار الأساسي، الواجب توفره في كل مترشح سواء للرئاسة أو عضوية المكتب التنفيذي، بصرف النظر عن القرار المتعلق بإلغاء الحجة المقترنة بتعرض المعني لعقوبة رياضية «خطيرة» في مشواره الرياضي، لأن هذه العقوبة سقطت بالتقادم طبقا للمادة 23 من الدليل العقابي المعمول به لدى الفيفا، على اعتبار أن الرئيس الحالي للرابطة المحترفة كان في أفريل 2015 قد تعرض لعقوبة من لجنة الانضباط تقضي بحرمانه من تأدية مهامه كرئيس لجمعية الشلف بصورة قانونية لمدة سنة، واعتماد إجراءات وقف التنفيذ على نصف هذه العقوبة، بسبب التصرف الذي قام به تجاه أحد مسيري اتحاد الحراش، في المقابلة التي جمعت الفريقين في إطار بطولة الرابطة الثانية، والتدابير القانونية المتعلقة بالتقادم تجعل مفعول هذه العقوبة يسقط أوتوماتيكيا، ولو أن ذلك لم يشفع لمدوار بدخول سباق رئاسة الفاف، لأن ملفه كان مصيره الرفض، بداعي عدم استيفاء شرط حيازة الشهادة الجامعية.
ملف آخر، عرجت عليه لجنة الطعون في جلستها أمس، ويخص طلب علي فرقاني بالترشح لعضوية المكتب الفيدرالي، وهو الطلب الذي رفضته الهيئة المختصة بسبب إيداعه لدى الأمانة العامة للفاف بعد انقضاء الفترة القانونية التي تم تمديدها، لأن فرقاني كان خارج القوائم الثلاثة، لكن التنازل الإجباري لإيغيل مزيان عن «مظلة» ودادية قدماء اللاعبين الدوليين جعل فرقاني يبدي رغبته في التواجد ضمن تركيبة المكتب الفيدرالي، بصفة رئيسا منتخبا للودادية، وقد طلب في بادئ الأمر الالتحاق بقائمة إيغيل مزيان، إلا أن الرفض بداعي عدم الشرعية وسع من طلبه إلى السعي للحصول على العضوية في الهيئة التنفيذية للفاف، دون تحديد القائمة، وهي خطوة دفعت بلجنة الاستئناف إلى عدم الاعتراف بشرعية التدابير الذي قام بها فرقاني، وبالتالي رفض ملف ترشحه.
وانطلاقا من هذه المعطيات، فإن قرار لجنة الطعون يسمح بتثبيت موعد انعقاد الجمعية العامة الانتخابية للفاف ليوم 21 سبتمبر الجاري، بقائمة يتصدرها وليد صادي، ليكون المترشح الوحيد لمنصب الرئاسة، مع تواجد 12 عضوا أساسيا في القائمة المرشحة لتشكيل تركيبة المكتب الفيدرالي، 8 منهم يحملون راية تمثيل كتلة الرابطات، بينما يراهن صادي على 4 أعضاء من مجموعة الأندية، بينما يبقى رئيس رابطة جيجل الولائية عماد عميسي الوحيد ضمن القائمة الاحتياطية، وهذا بعد رفض ملف ترشح بوبكر عبد المنعم بسبب عدم شرعية التفويض الذي تحصل عليه من رابطة المسيلة.
ص / فرطاس