ضرب الإعصار المتوسطي "دانيال"، الأحد، عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج بالإضافة إلى سوسة ودرنة، حيث تسبب في مقتل أكثر من 6000 شخص بخلاف آلاف المفقودين أغلبهم في درنة، وفق حصيلة رسمية غير نهائية.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية، أن مدينة درنة كانت الأكثر تضرراً؛ فكشفت عن حجم الدمار الهائل الذي خلَّفته الفيضانات، حيث مُحيت أحياء بكاملها من خريطة المدينة.

بداية جديدة

قال الناشط السياسي الليبي فرج فركاش، إن مدينة درنة هي "ضحية من ضحايا الإهمال رغم تحذيرات متكررة من مثل هذه الكارثة"، مضيفاً أن "أرواح أهالي درنة البريئة يجب أن لا تذهب سدى".

وذكر فركاش أن "الأولوية الآن هي إنقاذ ما يمكن إنقاذه تحت أنقاض المباني والأحياء التي جرفتها السيول، وذلك بعد انفجار سدّين بوادي درنة".

الليبيون توحدوا في مواجهة كارثة الفيضانات (AA)

ولفت إلى أن جهود الإنقاذ "لن تتأتّى إلا عبر البحر بعد أن فُصلت المدينة عمَّا يجاورها، بعد انهيار الطرقات والجسور"، لافتاً إلى الضرورة العاجلة "لتوفير ما تحتاج إليه الأسر العالقة في المدينة من مستلزمات وأدوية".

وأكد فركاش أن "درنة وحّدت الليبيين، ونتمنى أن تكون نقطة الانطلاق لبداية أفضل لليبيا"، موضحاً أنها "لن تكون كما كانت للأسف لأن المصاب جلل".

درنة الجميلة

نشر الكثير من النشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو توضح حجم الكارثة التي حلَّت بالمدينة الواقعة بين الجبل والبحر، مُبدين خلالها حزنهم على ما تعرضت له درنة من دمار.

وقال الناشط مفتاح جسار: "إذا كنت تعرف درنة فإنك اليوم ستصرخ في شوارعها وأنت تنادي عليها بحسرة وقهر، ولن تسمع غير هدير أمواج البحر".

وأضاف عبر حسابه على فيسبوك: "اختفى كل شيء جميل في درنة؛ مزارع العنب والتفاح وشجرات التين والجمال الذي كان يقطن مزارع الوادي".

كارثة فيضانات درنة وحّدت الليبيين فتجمعوا في عمليات البحث عن ناجين (AA)

أما الصحفي فرج حمزة فكتب عبر حسابه على فيسبوك: "ستعود رائحة الياسمين وستعود درنة الزاهرة يوماً ما".

كان رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، قد أعلن تخصيص مليارَي دينار (446.4 مليون دولار)، لمصلحة صندوق إعمار مدينتي بنغازي ودرنة، لإعادة تأهيل البلديات المنكوبة.

وكلف الدبيبة في القرار الذي أصدره ونشرته منصة "حكومتنا"، صندوق إعمار مدينتَي بنغازي ودرنة إعادة إعمار وتأهيل المناطق التي دمَّرتها السيول والأمطار، في البلديات المنكوبة بالمنطقة الشرقية.

TRT عربي - وكالات