بقــلم: م. منــير وصــفي بطـــرس

باحث في موسيقى الألحان القبـطية

مـــدرس مــــادة اللــــحن الكنـــسي

بمعــــهـــد الرعـــــاية والتـــــربيــة

صَلاةُ من روح إبصالية أدام لعيد النيروز:

أقدم صلاة بسيطة من روح الإبصالية العميقة: “ياربِّي يسوعُ المسيح إني أطلُبُ مِنكَ الإرشادَ، فأنا إنسانٌ عديمُ المَعرَفَةِ وصغيرٌجداً أمامَكَ، فانظُر إليَّحَسَبَ صلاحِكَ، وأقتُل أفكاري المملوءةَ شراً،واعطني القوةَ، وانزع عَنِّي معاناةَ الحُروبِ الروحيةِضِدَّ الخطايا، وعندما تُهاجِمُني الأفكارُ والظنونُوالشكوكُ في قُدرَتِكَ وحِكمَتِكَ وعِنايتِكَ بي، كُن ناظِراً إليَّ وساهِراً عليَّ عندما يهاجِمُني ابليسُ بافكارِ اليأسِ، فأنتَ الإلهُ السَّرمَدي الذي لهُ المَجدُالغيرُ موصوفٍ، أنتَ الذي تَعِرفُ ضَعفي،فارحمني برحمَتِكَ أيها الخالقُ الذي في يَدِكَ كلُّشيءٍ، ولا تُدخِلني في تَجرِبَةٍ، بَل ادرِكني سريعاً بِمَعونَتِكَ؛ لأنَّكَ ياربي يسوعُ رجائي وأنتَمُعيني، أَحبَبتُ وَجهَكَ يا مُنتَهى الجَمالِ والكَمَالِ،أَطلُبُ إلَيكَ أَن تُكَمِّلَ حياتي حَسَناً في رِضاك،فأنتَ مَلِكُ الصِّدِّيقينَ والمُشتَهيِنَ مَلَكُوتكَالأَبَدِيّ”.

النِظامُ الأَبجَدي والتَركيبُ الشِّعري للإبصالية:

تَتَكَوَّن الإبصالية من (35) رُبع، آخِر أربعة أرباع هي خِتام الإبصالية، أما ال (31) رُبع الأولى مكتوبة بحيث تبدأ أوَّل كلمة بِحَرف من الحُرُوف الأبجدية بالتَرتيب، وهذا النِظام مَعروف في أغلَب الإبصاليات ليُعطينا معنى هام، أن ربَنا يسوعَالمسيح هو الأوَّل وهو الآخِر في حياتِنا، به نَحيا ونَتَحَرَّك ونُوجَد، حيث قال ربُّ المجد عن نفسه:”إيجو تو ألفا كى تو أوميجا” (أنا هو الألف والياء) (رؤ22: 13)، ولذلك فقد إتَّبَعَت كنيستُنا القبطية الحكيمة نَفسَ المَبدأ، عندما خَصَّصَت الإبصاليات لمُخاطَبَة السيد المسيح، فَرَتَّبَت أرباعَها مُروراًبِكُل الحُروفِ الأبجدية التي تُمَثِّل لُغَة الكلام والتسبيح.

ولكن هذه الإبصالية يَتِم تَرتيب الأبجدية بالعَكس، أي تبدأ بآخِر حَرف من حُروف اللُّغة القبطية وهو “تي”، ثم يَرجِع بالحُروف لِيَصِل إلى آخِر رُبع في الإبصالية الذي يبدأ بحرف “الألفا” وهو أوَّل الحُروف الأبجدية القبطية ومن الجميل في هذا التَنسيق اعتبار أن عِيد النيروز هو الوَصلة ما بَين نهاية العام وبداية العام الجديد.

والإبصالية كذلك مكتوبة بأسلوبٍ شِعري يَعتَمِد على المَقاطع اللُّغوية، ويَنتهي كلٌّ من “الإستيخون” (الجُملة) الثانية والرابعة بقافِيَة