وصلت كاميرا العربية إلى نقطة انطلاق الكارثة التي جرفت المناطق بسكانها بطرقها بسياراتها في درنة الليبية المنكوبة.
"من هنا بدأت الفاجعة"
فقد رصد موفدنا الوادي الذي بدأت منه الفاجعة وتجمعت فيه المياه بكثافة ما أدى إلى انفجار سد أبو منصور أو ما عرف بسد الموت بعد الطوفان المدمر.
وأفاد مراسلنا من قلب المنطقة بأن المياه تدفقت بكثافة ثم أخذت في طريقها الأخضر واليابس والحجر وآلاف البشر.
"مدينة أشباح"
وبحسب المشاهد باتت درنة أشبه بـ"مدينة أشباح"، خصوصا بعد إغلاقها من قبل السلطات.
فقد منعت السلطات الليبية، أمس الجمعة، المدنيين من دخول المدينة التي اجتاحتها الفيضانات حتى تتمكن الفرق من البحث عن جثث المفقودين.
وأعلن سالم الفرجاني، المدير العام لجهاز الإسعاف والطوارئ شرقي ليبيا، أنه تم إخلاء درنة ولن يسمح إلا لفرق البحث والإنقاذ بالدخول.
وصول قوافل مساعدات
كما سارعت الأجهزة الحكومية في جميع أنحاء ليبيا لمساعدة المناطق المتضررة، مع وصول قوافل المساعدات الأولى إلى درنة، وتباطأت جهود الإغاثة بسبب تدمير العديد من الجسور التي تربط المدينة.
وقال وزير الصحة في شرق ليبيا عثمان عبد الجليل، إن عمليات الدفن تمت حتى الآن في مقابر جماعية خارج درنة والبلدات والمدن المجاورة.
تمشيط المباني المدمرة
وأضاف أن فرق الإنقاذ تقوم بتفتيش المباني المدمرة في وسط المدينة، وأن غواصين يمشطون البحر قبالة درنة.
يشار إلى أن منظمة "أطباء بلا حدود" كانت وصفت الوضع في درنة بأنه "فوضوي" ويمنع حسن سير عملية إحصاء الضحايا والتعرف على هوياتهم.
ضحايا ومفقودون بالآلاف
وفي ظل صعوبة الوصول والاتصالات وعمليات الإغاثة والفوضى السائدة حتى قبل الكارثة، تتضارب الأرقام عن أعداد الضحايا، وإن أجمع جلها على أنها بالآلاف.
أما المفقودون فبالآلاف أيضا، وفق مصادر عدة، بينها الصليب الأحمر الدولي.
فيما قالت الأمم المتحدة إن "ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص" ما زالوا في عداد المفقودين.
في حين بلغ عدد النازحين أكثر من 38 ألفاً بينهم 30 ألفا من درنة وحدها، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
وكانت عاصفة قوية ضربت، الأحد، شرق ليبيا، وتسببت الأمطار الغزيرة جراء الإعصار دانيال في انهيار سدّين في درنة، ما تسبّب بتدفّق المياه بقوة في مجرى نهر يكون عادة جافا.
